درس للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صل الله تعالى عليه وسلم
لا شك أن للزواج فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة . لكن ليس هذا موضوعنا
فموضوعنا يتركز في كيفية التعامل مع الزواج كحالة اجتماعية ينتقل فيها الفرد من حالة العزوبية إلى حالة الزوجية .
فالشاب قبل الزواج يعيش حياة الملوك الكل في خدمته . والكل يتمنى رضاه . والجميع يعمل لراحته . سواء الأهل داخل البيت أو الجيران في البيت أو الشارع أو العمل باختصار هو مللك والجميع رعية في خدمته .
وكذلك ينظر الشاب للزواج على أنه شيئ من الجنة . ومتعة ليست من متع الدنيا . ويظل يتخير من النساء أجملهن وأفضلهن حسب رؤيته وحسب مقاييسه وأخيرا يتزوج .
فيفاجأ بعدة أمور
أولا : لا يجد المتعة الجسدية التي كان يظنها ويبحث عنها .
ثانيا : وضعت قيود عليه في الدخول والخروج ليس حرا كما كان
ثالثا : تحول إلى خادم بعد أن كان هو الملك . فهو مطالب أن يرضي الجميع الزوجة والأهل والجيران وكل الناس
رابعا : تحمل مسئولية أسرة من طعام وشراب وتدبير شئون الحياة .
وفي المقابل لم يحصل على راحة البال ولا متعة كما كان يظن .
فيشعر أن أحلامه تبخرت وآماله تحطمت و فشل مشروع حياته ويبدأ في اتهام نفسه أنه لم يحسن الاختيار وأنه اختار أسوأ النساء وأقبح النساء وأن كل نساء الدنيا جميلات وأنها الوحيدة القبيحة التي اختارها
. فكيف حدث ذلك وأن البنات من جيرانه جميلات فكيف لم يراهن قبل ذلك .وأن فلانا وفلانا الأقل منه تزوجا بأجمل النساء
ولا بد من تصحيح الوضع . ويشعر أنه مكبل بقائمة العفش والمنقولات وما شابه ذلك
فالبعض يستسلم على مضض ويعيش حياة بائسة والبعض يتمرد ويطلق زوجته . ويبحث في المرة الثانية عن زوجة بمقاييس أخرى غير التي وقع فيها حتى يتم الاختيار للزوجة الثانية . وبعد الزواج يفاجأ أنه وقع فيما وقع فيه أولا وأنه في الزواج الثاني لم يحسن الاختيار وأن العيوب التي تلافاها في الأولى وجد عيوبا في الثانية مثل الأولى وربما أكثر . وهكذا فيحاول الرجوع للأولى قد ينجح وقد يفشل . وتحدث النزاعات
باختصار هذه نظرة من تزوج للمتعة الشخصية فقط وهي نظرة قاصرة جدا عن مفهوم الزواج
ولكن في الحقيقة أن الزواج تحمل مسئولية الحياة وأن الدور جاء عليه ليواصل رحلة العطاء الذي بدأها والداه قبله وليس الزواج للمتعة فقط وإنما هو حصن للرجل والمرأة من الوقوع في الزلل والمتعة الحقيقية إنما هي في الآخرة فقط وليست في الدنيا
وهذا ما وقر في خاطري ويمكن لأي أخ أن يزيد أو يحذف ما شاء والله تعالى ولي التوفيق
الشيخ محمد أحمد هاشم
موجه اللغة العربية بالأزهر الشريف