هي تلك الطفلة البريئة التي أحبها المجتمع كمثال لأبنائه نظرا لتفوقها الدراسي وذكائها المبهر… تحل المسائل الرياضية ببساطة ، تتمكن من فهم اللغة العربية واللغة الفرنسية، وحتى المواد الدينية بكل سهولة .
روحي البريئة ….داخلي(✿ ♡‿♡)
هي الطفلة ذات الرابعة عشر من عمرها، جميلة التقاسيم، شعرها حريري مستقيم، هي تلك التي تنصت إليك كأنها شخص في العشرين من عمره فما فوق… تفهم الأشياء ببديهية و تصمت كأنها لا تفهم شيئا.
متفوقة في فصلها و مدرستها منذ كانت في الصف الأول من التعليم الإبتدائي، واليوم هي مراهقة صغيرة تدرس بالسنة الثانية إعدادي ، لازالت تلك الفتاة التي تمثل لها الدراسة الأولوية القصوى في حياتها.
والحمد لله هي مطيعة أبيها الذي يحبها حبا جما ، لأنها تتلو القرآن بشجون وترتله ترتيلا. صوتها عذب كأنها عصفور عندليب ،تتلو آيات القرآن فيقشعر لصوتها الجسد، لها عدة أحلام تتمنى أن تحققها ، كثيرة الحركات والكلام ، كل هذه الأشياء تخفي وراءها ماهو أعظم ، هي طفلة وحيدة على كثر البشر حولها، هي تشعر بالوحدة في كل أماكن البيت رغم امتلائه، تخبئ وراء قوتها حزنا يوحي لمرحلة الإكتئاب في بداية المراهقة ، تشعر بالوحدة رغم حب والديها لها وأخواتها ، أختها الكبرى أحبها حبا جما لا مثيل له، تسعد لسعادتها و تبكي لبكائها .
رحلت عنها صديقة الطفولة من الحي، لطالما لعبتا لعبة الأم والبنت، أو لعبة المعلمة والتلميذة ،أو حتى لعبة الكرة ، يوم رحلت عنها من الحي ،أصبحت ذبلة ، لم تعد تحب الخروج.. كل شيء يذكرها بهبة ، صديقتها الحميمة … هذه المراهقة الصغيرة تجوب العالم ببرودة في خيالها الرائع ، تحلم بالحرية وتحقيق الذات ، لها حب كبير لتعلم الطبخ ، كنت أتذوق إبداعاتها فأعجب منها ، تشاركت معها حب السفر حيث سافرنا معا ذات مرات ، و استمتعت كثيرا بمرحها و حماسها ، لا يكاد الجو يخلو من المرح في حضورها ، لا احب البكاء كالأطفال أمام الجميع، بل تنفرد وتبكي كأنها راشدة عاقلة ،تبكي بهدوء و تمسح دموعها في عزلة عنا . ثم تعود لحياتها الطبيعية بعد قليل…
اسمها حفصة ، وحفصة مميزة عن باقي البنات في سنها اللواتي لا يشغل بالهن سوى الصور بالسناب شات و مشاهدة مقاطع التيك توك..
. والقيام بحركات تقليدا أعمى للغرب… هي مبدعة حين تكتب وحين تحكي وحين ترسم وحين ترتل القرآن الكريم ، مبدعة حين تطبخ ،لكنها طفلة حين تلتقي بأخيها الذي هو أصغر منها سنا بسنتين ،تصبح طفلة مجددا ،تضحك بصخب،تلعب بصخب، تحدث ضجيجا ، يلعبان ك قطط صغيرة …
وفي وقت لاحق،تعود لوحدتها المتميزة.