أنستازيا.. لغز الأميرة الضائعة

في عام 1918 وفي أعقاب الثورة البلشفية التي عمت روسيا في ذلك الوقت، أعدم البوليس السري أسرة القيصر السابق نيقولاي رومانوف وزوجته الكسندرا وبناته الأربع أنستازيا وماريا وتاتانيا وآنا وابنه الأصغر ألكسي بعد أسرهم. وقد فقدت جثة الأميرة أنستازيا وأخيها ألكسي ولم يعثر عليهما في ذلك الحين فاعتقد كثير من الناس أنها نجت من هذه المجزرة وهربت إلى مكان ما. حيكت قصص عديدة حول ما جرى، فقال البعض أن المجوهرات التي ترتديها الأميرة الصغيرة عمل بمثابة الدرع الواقي من الرصاص! وقد استوحت هذه الحكاية من مذكرات الضابط يورفسكي الذي قام بتنفيذ حكم الإعدام بنفسه ووصف أن المجوهرات ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻟﺪﺭﻭﻉ ﺍﻟﻮﺍﻗﻴﺔ وأنهم لم ﻳﻌﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮﺗﻴﻦ ﺃﻧﺴﺘﺎﺯﻳﺎ ﻭﻣﺎﺭﻳﺎ، وأنهم ﺳﻤﻌﻮا ﺻﻮﺗﺎً ﻛﺎﻷﻧﻴﻦ ﻟﻸﻣﻴﺮﺍﺕ ﻛﻦ ﻳﺼﺪﺭﻧﻪ. وقال بعض الجنود أنهم أحرقوا جثة انستازيا وأخيها.

ولم يعثر على جثمان الأميرة الصغرى أنستازيا في المقبرة الجماعية التي تم التأكد من أنها تعود لأسرة القيصر رومانوف من خلال فحوص الدي إن إيه.
وخلال العقود التي أعقبت الحادثة ادعت عدة فتيات أنهن الأميرة الهاربة أنستازيا، ولم يثبت صدق دعوة أي منهن.

لكن ﻓﻲ شهر أغسطس من العام 2007 ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ آثار ﺭﻭس ﺃﻥ ﺟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﺤﺮﻭﻗﻴﻦ ﻟﻄﻔﻞ ﻭﺷﺎﺑﺔ ﻭﺟﺪﺍ ﻗﺮﺏ ﻳﻴﻜﺎﺗﻴﺮﻳﻨﺒﺮﻍ ﻳﻌﻮﺩﺍﻥ على الأغلب إلى أنستازيا ﻭﺃﺧﻴﻬﺎ ﺃﻟﻜﺴﻲ ﻧﻴﻜﻮﻻﻳﭭﻴﺘﺶ. قدر العلماء عمر الطفل بين 10-13 عاما (قتل ألكسي وهو في الرابعة عشر) وعمر الشابة بين 18-23 سنة (قتلت أنستازيا في السابعة عشر). وﻓﻲ 30 ﺃﺑﺮﻳﻞ عام 2008 ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ روس وفقا لأدلة ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺜﺎﻣﻴﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻷﻟﻜﺴﻲ ﻭﺇﺣﺪﻯ إخوته. بعد ذلك تتالت الأبحاث الوراثية من مراكز علمية مختلفة، بعد الحصول على عينات دي إن إيه من أقربائها، وتأكد بشكل حاسم أن الأميرة الشابة كانت (للأسف) قد قتلت بالفعل وأحرقت في ذلك اليوم. وبهذا أسهم العلماء في حل لغز كبير استمر لعقود طويلة.

ومن الجدير ذكره أنه تم إنتاج فيلم عن حياة أنستازيا يحمل اسمها عام 1956، وكذلك فيلم كرتون عائلي عام 1997، حيث قام مركز الزهرة بترجمته، وأدت الفنانة رشا رزق دور أنستازيا.