في الواقع هناك صعوبة في وضع تفسير دقيق للذكاء. فإذا كان الذكاء هو قدرة الكائن الحي على التكيف مع البيئة المحيطة به فإنه من الواجب اعتبار الحيوانات وكذلك النباتات تمتلك هذا الشكل من الذكاء. لكن التعريف السائد والذي سوف نعتمده هو كالتالي: الذكاء هو مقدار فهم التغيرات البيئية بصورة واعية بغية استخلاص سلوك ما.
وفقا لهذا التعريف، فإن جميع الحيوانات التي تمتلك جهازا عصبيا مركزيا و لديها شكل من أشكال الذكاء.
يستثني الباحثون مفهوم “الوعي” الذي يعد احتواؤه معقدا ويعتبرون أن الذكاء خاصية العقل الذي يعمل لجعل السلوك ملائما مع المعطيات الخارجية.
إن لدى الفقاريات والرخويات رئيسيات الأرجل مثل الأخطبوط عضوا مركزيا يوازي “المخ”. إن امتلاك مخ كبير (الذي هو مركز الوعي) بإمكانه تجميع المعطيات والمعلومات وإعطاء سلوكيات أكثر تكاملا، وهذا يعطي مفهوما جيدا للعقل.
يظهر الذكاء في مستويات متباينة ومتعددة، على غرار الذاكرة.
يستخدم الشمبانزي أدوات بغرض إجراء تعديلات بيئية لتحقيق غاية معينة، وتم تعليمه مبادئ لغوية للتواصل تتضمن مفردات تتراوح ما بين 150 و400 كلمة. ويقول العلماء أن العديد من أنواع الثديات والطيور تمتلك مفهوم العدد. كما أن الحمام يستطيع تمييز “شيء جديد” بمعنى استخدام ذكريات ماضية من أجل فهم الحاضر. وقد تم تعليم الببغاوات في الثمانينيات من القرن الماضي القيام بمهام معقدة: مفهوم الحجم النسبي للأشياء، فهم 50 كلمة، ترتيب الأشياء.. ويمكن القول أن حيوانات مثل الحيتانيات والرئيسيات والغرابيات تمتلك قدرات أعقد بكثير، ولديها ما يعرف بالثقافة التي يتم توارثها عبر الأجيال. فالدلافين على سبيل المثال تقوم بالتقليد وتعلم الحركات التي يتم تلقينها إياها، وتعلمها لبعضها البعض. وتقوم قردة الشمبانزي بالانتقام، حيث أنه في العام 2000 تمت ملاحظة قيام شمبانزي في إحدى حدائق الحيوان في السويد من قبل الحراس، وهو يقوم بجمع الحجارة وتخبئتها بغرض رميها على الزوار الذين يزعجونه. وفي تنيريف قام قردا شمبانزي بإساءة معاملة دجاجة من خلال تقديم الطعام لها وضربها بسلك مخفي خلف ظهر أحد القردين أثناء اقترابها من الطعام، وقد كررا فعلتهما الشنيعة تلك!
النتيجة: بالرغم من شدة الذكاء البشري فإنه يستمد أصوله وأسسه من العالم الطبيعي.