مقدمة لا بد منها :
كثر الحديث عن “البتكوين” الذي ملء الدنيا و شغل الناس و أسال الحبر و فتح سجلات كثيرة ، لكن أغلب الحديث الرائج عنه لا يمثل مادة معرفية عميقة يعتد بها و لا تستند إلى بحث يكفي للوقوف على كل ما حف بهذا المستجد التقني و المالي …
لهذا حاولنا في هذا المقال سبر أغوار هذا المجال و الوقوف قدر الإمكان على أدق دقيئقه ليكون إجابة شافية بلغة بسيطة مفهومة للجميع على أغلب الإستفسارات المتعلقة بهذا الموضوع ؛ ماهية “البتكوين” ؟ ما مدى قانونيته ؟ و ما مدى امانه بالنسبة للمستعمل؟
هل سمعت عن ” البتكوين “؟.
بل هل سمعت عن أشخاص تمكنوا بفضل البتكوين من شراء سيارات فارهة و منازل مرفهة في اماكن سياحية جميلة؟ هل سمعت عن أناس إكتسبوا ثروات من ” البتكوين ” او فقدوا ثرواتهم بسبب هذا ” البتكوين ” الذي لم تكن لمدة أشهر سابقة قد سمعت عنه من ذكر ؟.
هل صعقت عند سماعك عن عملة تبلغ قيمتها الخمسة آلاف دولار للواحدة ؟ هل آستغربت لرؤية الكثيرين و هم يدققون النظر في هواتفهم و يقولون أنهم يراقبون إستثماراتهم من البتكوين و يستعدون لجني ثرواتهم من خلاله أو و هم يتحسرون على ضياع أموالهم و هم يلهثون خلف الإستثراء من البتكوين ؟
هل شعرت أنك غريب بينهم و لا تفهم ما ” البتكوين ” الذي يتحدثون عنه؟
هل سمعت أناسا آخرين يتحدثون عن عملة يتم تداولها في شبكات الإتجار بالمخدرات و الأسلحة و البشر؟
و هل عن ببالك أن تقرأ عن الموضوع لتستثمر مالك فيه أو حتى لمجرد حب الإطلاع ؟
هذا ما يروج عن ” البتكوين ” لكن ما هو أو ما هي في الحقيقة و ما مدى صحة ما يروج عنه ؟
1_ ما هو ؟ أو ما هي البتكوين ؟
لا تهتم كثيرا إلى ما إذا كان /كانت مؤنثا أو مذكر فهذا من آختصاص علوم اللغة و عائد لك أنت و ما تقدره من آنتسابها إلى أي من الجنسين و لنخض حديثا علميا و تقنيا دقيقا .
إذا أردنا توصيف ماهية ” البتكوين ” توصيفا قريبا للدق فسنقول في البداية أنها عملة ، لكنها عملة رقمية توصف ب “المجهولة” و سنأتي على التوصيفات الثلاثة بشرح أوفى.
يأتي التوصيف الاولي للبتكوين على أنها عملة لأنها وجدت في المقام الأول لتوظف في عمليات مالية و تجارية ، حيث تنهض بدور يقارب و لو نظريا دور “باي بال” و تشترك معه في أنها عملة رقمية أي أن لا وجود عيان لها و أنها لا تصك و لا تطبع كالعملات التقليدية.
و يأتي نعتها ب ” المجهولة ” لأن الأجهزة و المؤسسات المالية الرسمية للدول و الحكومات و البنوك و الصناديق الدولية لا تقيم معها شراكة و لا تتعامل بها و لا تعرفها بل و لا تعترف بها ! كما لا يمكنها القضاء عليها أو الحد من آنتشارها!
لكن على الرغم مما يكتنفها من الغموض و “اللاقانونية” و غلبة سمة الإفتراضية عليها إلا أن دائرة تداول البتكوين تتسع يوما بعد يوم و يندفع الكثيرون للإنخراط في أنظمة الأسواق حيث تتداول و تباع و تشترى.
إذا كانت تباع و تشترى فهي إذا سلعة و ليست مجرد عملة أو كلاهما معا !
نعم ” البتكوين ” سلعة أيضا ، بل هي في الوقت الحاضر تستعمل كسلعة أكثر منها كعملة ، تماما كالذهب الذي كان في أزمنة سابقة عملة يؤدون بها ثمن السلع و لكنه تحول إلى سلعة و أداة آستثمار. هذه الخصائص المشتركة بين الذهب و البتكوين هي ما دفعنا لوصف هذا الأخير ب : ” الذهب الرقمي ” .
2_ البتكوين عملة و سلعة !
لا يمكن حسم أمر الأمر في ماهية ” البتكوين ” بهذا القدر من التبسيط المفهومي. لذلك كان بحثنا عن البيئة المحيطة بآستعمالات هذا ” الذهب الرقمي ” بحثا عن معرفة أعمق بماهيته. و بتطلعنا على المنتديات الخاصة بمستعملي و متداولي ” البتكوين ” إستنتجنا أنه نظام محكم الإغلاق و شديد الأمان لآدخار المال في ما يشبه صندوق ودائع إفتراضي و تداوله و تبادله عبر الشبكات الرقمية دون أي شكل من أشكال الإدلاء بمعطيات شخصي أو الكشف عن هوية المستعملين أو المدخرين و المستثمرين.
لكن هذا القدر من السرية و الأمان قد جعل من البتكوين يرتبط في بعض الحالات بأنشطة غير شرعية تعرف على أنها إستعمالات ” الويب المظلم ” أو ” الويب العميق ” حيث تنشأ شبكات للإتجار بالمخدرات و الأسلحة و البشر و أعضائهم …
و يتم إستغلال البتكوين من قبل مرتكبي جرائم التهرب الضريبي كجنة ضريبية يدخرون فيها أموالهم بعيدا عن مراقبة الدول و الحكومات و الأجهزة القضائية و البنوك المركزية …
كما أن ” الذهب الرقمي ” يستخدم آستخدام الأصول المالية فيتم تداوله كما تتداول الأسهم و السندات ؛ و هذا هو تفسير الثروات الطائلة التي يجنيها أصحابها من البتكوين.
و على عكس العملات و السلع التقليدية فإن “البتكوين” لا تحظى بأي مصادقة أو آعتراف من قبل أي دولة أو بنك أو أي مؤسسة مالية أيا كان نوعها في العالم . و ها ما يفسر التقلب الجنوني في أسعارها صعودا و نزولا.
مما يجعل الصفقات التي تتم بها كعملة أو حولها كسلعة على جانب كبير من التعقيد و الخطورة على الأموال الحقيقية لمتداوليها. فعلى عكس توقعات البورصة التقليدية لسعر أسهم أو شركة ما موضع مضاربة فيها و التي تعتمد في تقييمها على معطيات ملموسة لآستشراف ثمنها ، فإنه لا توجد في سوق ” البتكوين ” أي معطيات يمكن إعتمادها في التوقع و الإستشراف.
قد تتسائل: رغم ما يحف بسوق ” البتكوين ” من خطورة و ما يكتنفها من غموض ؛ لماذا يزيد الإقبال عليها و تتوسع دائرة تداولها و المتاجرة فيها ؟
الإجابة الأكثر إقناعا عن هذا السؤال هو أن فكرة سائدة ما تقول : “البتكوين هي عملة المستقبل و من يتبوأ منذ الآن في سوق البتكوين فقد ضمن مستقبله المالي”.
لا يمكن الجزم فيما إذا كانت هذه الفكرة السائدة مبنية على قراءة واقعية أم أنها مبثوثة من قبل مستفيدين من هذه السوق و العملة المجهولة ، لكن الأكيد أن حسا عاما قد آنتشر ؛ بأنه في غضون سنوات سيتم إعتماد ” الذهب الرقمي ” كعملة معترف بها ستهيمن على غيرها و ربما تلغيها.
لكن إن كان الحديث عن عملة المستقبل لا يزال إلى حد الآن مجرد حديث ؛ فهل نتحدث إذن عن حقيقة أم مجرد وهم ؟
3_ هل البتكوين حقيقة أم وهم ؟
إن كنت تبحث عن إجابة قطعية و ثابة تقيم عليها رأيك حول ” البتكوين ” و تتخذ قرارا جازما فيما إذا ما كان الإنخراط في سوق ” الذهب الرقمي ” فرصة حقيقية للإستثمار و لبناء ثروة أو مجرد وهم يجب أن تنسى أمره تماما فأنا أبشرك بأن الإجابة التي تبحث عنها غير موجودة. ببساطة لأن الأمر يتوقف عليك على زاوية نظرك و تعاملك مع الأمور .
فمن وجهة نظر أولى ” البتكوين ” مجرد وهم و لكن باقي العملات أيضا ليست بحقيقة إلا في سياق معين ، لكي لا نعقد عليك الأمور أكثر : الدولار حقيقة لأن له دولة و بنوك تدعمه و له أناس يتداولونه و يجعلون منه وسيلة لمعاملاتهم الإقتصادية في العالم و ليس فقط في الولايات المتحدة . كذلك اليورو : لم يكن لعملة اليورو من وجود قبل نشأة الإتحاد الأوروبي ، حيث كانت كل دولة من دول الإتحاد تعتمد عملتها المحلية.
و حتى حين نشأت عملة اليورو فقد كانت مجرد وهم إلى أن تمت من خلالها أولى العمليات التجارية .
بهذا المقياس فإن كل العملات وهم ، لكنها تتحول إلى حقيقة حين تصبح أمرا واقعا في معاملات الناس و منهم تستمد حقيقتها. فالسؤال الأدق هنا ليس ؛ هل أن ” البتكوين ” حقيقة أم وهم لكن الأصح أن نسأل : ما حاجتنا بباقي العملات و ما دخل الدول و الإتحادات إذ كان لدينا عملة قوية لا يمكن تزييفها و لا آقتفاء أثرها مع العلم أنها رقمية و سهلة التداول ك : ” البتكوين ” !
ف ” البتكوين ” إذن تستمد أهميتها و بالتالي حقيقيتها لأنها ككل سلعة تؤدي غرضا ما ، فمجرد سرية “البتكوين يمثل قيمة مهمة لبعض الأشخاص الراغبين في إخفاء ثرواتهم في مكان بعيد عن الأعين و هو أمر صعب تحقيقه إذا كانت ثرواتهم من العملات التقليدية. فإذا زاد إعتماد هؤلاء و غيرهم على ” الذهب الرقمي ” و آمنوا بمستقبله كعملة قد تدخل نطاق الإستعمال اليومي فهي تسير بخطى وئيدة في طريقة التحول إلى حقيقة الحقائق بعد إذ كان يسود الإعتقاد بأنها مجرد وهم.
إذا سلمنا بناءا على هذه المقدمات أن ” الذهب الرقمي ” قد آفتك مكانه بين بقية العملات فهل سيتواصل إرتفاع ثمنه مقارنة بغيره ؟
4_ هل سيستمر ثمن البتكوين في الإرتفاع :
هذا السؤال لا يحتمل هو الآخر إجابة قطعية ، فإذا كانت أثمان العملات التقليدية متحولة أحيانا لدرجة لا يمكن التنبأ بها رغم شفافية المعطيات حول تداولها و البيئة المتحكمة في قيمتها ، فما بالك بالعملة الرقمية الغامضة التي لا يعلم عن سوقها إلا القليل.
لكن إمكانية الإستشراف ممكنة من منطلق الإعتماد على قانون عام يحكم كل الأسواق بلا آستثناء و لو كانت سوق “البتكوين” و هو قانون العرض و الطلب. خاصة و أن ” الذهب الرقمي ” يزيد قيمة بزيادة الإقبال عليه ، لكنه في المقابل قد صمم بطبيعة إنكماشية.
يعني أنه عكس العملات التقليدية التي تتضائل قيمتها الشرائية مع مرور الوقت. فالبتكوين الموجود بأعداد قليلة تضاف منه القليل في السوق في كل مرة و بسبب زيادة المقبلين عليه في السوق أكثر من عدد وحدات العملة المتوفرة فإن سعرها سيزداد إرتفاعا. ببساطة سترتفع قيمة الذهب الرقمي بزيادة الطلب عليه و بضئالة العرض مقارنة به.
لكن آحتمالات إنخفاض قيمة ” الذهب الإلكتروني ” واردة أيضا ؛ فإذا تم إختراق سوقه السرية أو كشفت عن نفسها أو فقدت أمانها لسبب أو لآخر ، فستنهار السوق بأسرها و تنهار البتكوين و قيمتها كعملة و سلعة.
كذلك توسع دائرة البتكوين التداولية سيضفي عليها سمة العادي و المعتاد بعد أن كانت صرعة من صرعات الماضى في المجال المالي فسيساهم ذلك في آنخفاض ثمنها بشكل كبير.
بناءا على كل ما سبق ، يمكن القول أن التعويل على ما هي عليه قيمة ” الذهب الرقمي “ من إرتفاع هو ضرب من ضروب المخاطرة خاصة إذا آستقرئنا الماضي التقلبي القريب للبتكوين إذ يكون أحيانا في أحسن أحواله من الإستقرار لكنه يتقلب تقلبات دراماتيكية في أوقات وجيزة .
و أذكر جيدا أنه خلال أربع و عشرين ساعة قد تضاعفت قيمته خمسة عشرة مرة لينخفض في نفس اليوم بمقدار العشر مرات ، ثم ليعود للإرتفاع بنفس القيمة من الغد . هذا التقلب ينم عن عدم الأمان فيرهق و يستنزف المداولين به و المتجرين فيه.
ما قصة البتكوين ؟ ما هذا الإختراع المعقد المجنون؟ و من تراه يخترع شيئا معقدا كهذا ؟ و ما الدافع لكل هذا ؟
5_ ما قصة البتكوين ؟
دأب قراصنة الأنظمة المعلوماتية (الهاكرز) على محاولة آختراع نظام رقمي للعملات يمكن إستعماله بشكل آمن دون مشورة أو إشراف أو حتى ترخيص الحكومات و المؤسسات المالية كالمصارف و البنوك لكن الأمر ظل مجرد حلم .
إلى أن نجح خبير البرمجة صاحب الإسم المستعار ” ساتوشي ناكاموتو “ في إنشاء البتكوين السامح بالتصرف في الأموال و تداولها و آستثمارها بمعزل عن مراقبة أي سلطة رسمية.
و قد تم الإستعاضة عنها بشبكة حواسيب تتحقق من سلامة العمليات المالية التي تتم بكل حرية و مهمة هذه الشبكة تتمثل في إضافة العمليات المالية في لحظة القيام بها إلى سجل إلكتروني ضخم يضم معاملات كل مستخدم على حدة ، أي أن لكل مستخدم سجله الخاص ضمن السجل الرئيسي الضخم.
و تمتلك شبكة البتكوين نسخة من حسابات كل شخص.
و الذي آصطلح تسميته ب : “بلوك تشين” و هي سجلات يجزم الخبراء بآستحالة تزييفها و التلاعب ببياناتها و يعود هذا الجزم إلى ما تخضع له من عمليات تشفير معقدة و من هنا أتت السرية و الأمان التي يحظى بها تداول و آدخار ” الذهب الرقمي “.
و ما يزيد من أمان العمليات المتعلقة بالتعامل بالبتكوين وجود شبكة واسعة تدعى ” شبكة المنقبين ” متصلة طول ساعات اليوم بحواسيب مهمتها المسارعة إلى حزم آخر التعاملات بالبتكوين في حزمة موحدة غير قابلة للقرصنة أو التقليد تسمى ب ” البلوك “ .
و تتفق أغلب المصادر على أن حزمة واحدة على الأقل تنشأ كل عشرة دقائق تتم بموجبها المصادقة على العمليات المالية المطلوبة أو المزعم القيام بها من قبل المستخدمين و ذلك في عملية أشبه ما يكون بعملية التحقق من الارصدة المالية المتاحة التي تقوم بها البنوك و شركات البطاقات المصرفية.
يعمل “المنقبون” مقابل بعض عملات البتكوين التي يتلقونها جزاء كل حزمة ينشؤونها شريطة أن تخضع لمقاييس التشفير الدقيقة و الصارمة كما يوصي بها صاحب الإختراع ” ساتوشي ناكاموتو
6_ ما هي طريقة تعدين البتكوين ؟
قبل أن نسأل عن طريقة تعدين البتكوين ، ألا يجدر بنا أن نسأل أولا : هل يمكن تعدين البتكوين ؟
الإجابة عن هذا السؤال أيضا جدلية بعض الشيء : فمن الناحية النظرية يمكن تعدين أي شكل من اشكال العملة الرقمية بما فيها البتكوين.
لكن عمليا الأمر يتطلب إمكانيات ضخمة على كل المستويات من الطاقة إلى ملايين أجهزة الحاسوب.
إذن لا تعدين و ستظل البتكوين محض خطوط طويلة تمتزج فيها الحروف و الارقام و تخزن في حزم البلوك تشينز و تظل تلف فقط على شبكات المعلوماتية.
لكن “ساتوشي” بآختراعه ” الذهب الإفتراضي “ و عملته المجهولة قد فتح الباب أمام إستخدامها بالشراكة على هيأة عملات رقمية أخرى قابلة للتعدين.
7_ كيف أشتري الذهب الرقمي ؟
هذا النوع من ” الذهب لا يتطلب منك التنقل إلى المتاجر لشرائه ، كل ما يحتاجه منك هو التسوق من هاتفك .
بوضوح أكثر :
توجد تطبيقات على متجر التطببقات المتوفرة في كل هاتف و آسمها ” coinbase” ، هذا التطبيق هو قبلة كل الراغبين في شراء وحدتهم الأولى من الذهب الإفتراضي. و يحتوي هذا التطبيق على منصة مرتبة و منسقة بشكل يضفي عليها الوضوح و البساطة .
حيث تمكنك من دخول سوق البتكوين بكل يسر و سلاسة ، فستمر من مرحلة التسجيل ، ثم ربط حسابك الذهبي ببطاقتك البنكية أو حسابك المصرفي ثم تنزل إلى أسفل الصفحة حيث يوجد علامة كتب عليها:
” شراء “ و تكون قد تحصلت على وحداتك الأولى. لكن عليك فقط أن تعلم أنه تم الإعلان عن وجود شبهات كثيرة عن فساد داخلي بين موظفي ” كوين بايز “ و هو ما يجعل مصداقيتها في الميزان و كذلك ما ستوظفه من أموال فيها.
8_ هل يمكن أن يخدعوني ؟
لن أقول لك أنهم سيخدعونك و لن أنفي ذلك أيضا لكني سأجيبك بسؤال : بعد أن آشتريت بعض “البتكوينات” أين هي الآن ؟ هل يمكن أن تراها ؟
بما أن البتكوينات ليست وحدات مادية محسوسة فلن تجدها و لن تسحبها و لن تعدنها ، ستبقى في حسابك مجرد شيفرات و روابط ، بكلام تقني مجرد عناوين كل واحدة منها هي في الحقيقة سلسلة مسهبة الطول من الحروف و الأرقام المتراصة على الشبكات المعلوماتية و حتى و إن قيل لك أنها تعادل آلاف او ملايين الدولارات فمن يضمن لك أنك لن تنهض يوما ما صباحا و تسارع لهاتفك لتفقد رصيدك من ” البتكوينات “ فلا تجده !.
و لمن ستشتكي ما دمت قد وضعت أموالك بنفسك في سوق سوداء مجهولة ؟
و إن كنت تستثمرها في بورصة إفتراضية فمن يؤكد لك أن ما تتابعه و تضع أموالك فيه هو فعلا مؤشرات لبورصة لها وجود ،و من قال لك أن بورصة العقود التي أنشأت في تلك السوق حديثا لن تؤدي إلى مخاطر نظمية حقيقية.
و الآن بعد هذا الشرح المطول : هل ينبغي علي أن أشتري ” بتكويناتي “ الأولى ؟
هل تنصحني بشراء الذهب الرقمي أم لا ؟
الإجابة على هذا السؤال تفترض منك إجراء معادلة رياضية معقدة أنت أعلم بها من غيرك ، تشتمل هذه المعادلة على أكثر من مجهول :
أولا
ما نسبة مقدار المال الذي تريد أن تستثمره في هذه السوق المجهولة من مجموع ما تملكه من مال ؟ .
أما المجهول الثاني فهو :
ما مقدار الندم و الحزن الذي سيصيبك إذا تم الإحتيال عليك ؟.
أما المجهول الثالث فهو :
ما مقدار حبك للمخاطرة و إقدامك عليها ؟ هل ستزيد قيمة البتكوين أم ستتهاوى ؟ هل سيبقى البتكوين أم سيندثر …
إذا حددت إجابات واضحة لهذه الأسألة و عززتها ببعض الأرقام و النسب الثابتة ، فحينها فقط ستعلم ما إذا كان يجدر بك شراء ” البتكوين ” أم لا !٨