كيف يستطيع اليابانيون المحافظة على رشاقتهم دون الالتزام بنادي رياضي؟
في الفترة الأخيرة أصبح التركيز على الرشاقة والجسم المثالي شديداً.
أصبحنا نرى في عالمنا العربي الكثير من الإعلانات بجميع أشكالها حول موضوع الرشاقة والنوادي الرياضية.
وأصبحت إحدى الميزات التي تعرضها بعض الفنادق وبعض المجمعات السكنية هي وجود نادي رياضي متاح للجميع، أو بشكل مجاني..
وحتى المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي ومن شخصيات مشهورة أبدو اهتماماً بالموضوع.
وبدأوا بنشر إعلانات للنوادي الرياضية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ولكن على العكس من ذلك، في اليابان البلد التي تُعرف بالعمر الطويل لسكانها وانخفاض معدل البدانة، لا تنتشر فيها ثقافة النوادي الرياضية.
أمر مفاجئ؟
يعتبر التمرن في النوادي الرياضية في اليابان أمر ترفيهي جانبي.
حيث لا يملك الكثير من الناس هناك عضوية في النوادي الرياضية.. بل ويعتبر من يرتاد النوادي الرياضية بشكل دائم وخلال استراحات الغداء على أنه متعصب للرياضة.
في استبيان حديث أجري لحوالي ألف شخص من اليابانيين من الفئة العمرية بين ال 20 وال 60، حوالي نصف الأشخاص أجابوا بأنهم نادراً ما يقومون بالتمارين الرياضية، مرة في الشهر أو لا يقومون بها على الإطلاق.
ومعظم الأشخاص يرون بأن التمرن ليس جزءاً من روتين حياتهم اليومي.
كيف يستطيعون إذاً المحافظة على رشاقتهم دون الالتزام بنادي رياضي؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف كيف تكون الرياضة في اليابان، إذا ما قمنا بالتعمق قليلاً في الأمر سنجد بأن الرياضة هي في نظام حياتهم العادي.
ولكنها لا تأخذ بالضرورة شكل الالتزام بنادي رياضة وتخفيض الوزن، أو الجري نحو 10 كم. ولكن شكل الرياضة في اليابان يعتمد بشكل أساسي على أمر واحد: المشي.
يمشي البالغون في اليابان بما معدله 6500 خطوة في اليوم بشكل متوسط..
للرجال بأعمار بين 20 و 50، يمشون نحو 8000 خطوة في اليوم بشكل متوسط.
وتمشي النساء بأعمار بين 20 و 50 نحو 7000 خطوة في اليوم بشكل متوسط.
يعيش معظم اليابانيون في مدن مهيئة للمشي، والمواصلات العامة فيها جيدة وآمنة وتناسب جميع الطبقات.. ولا يملك الكثير من اليابانيون السيارات.
كنتيجة لذلك عندما يذهب الناس للعمل فهم يذهبون مشياً، وعندما يذهبون لشراء الحاجيات يذهبون مشياً، عندما يرغبون بتناول العشاء خارجاً يذهبون مشياً..
هي طريقة تم التكيف معها وأصبحت من ثقافة الشعب يوماً بعد يوم. أصبح المشي جزء من الحياة اليومية مثل التنفس.
خطوات نحو حياة أكثر صحية
بالطبع هذا ليس تشجيعاً على ترك النادي الرياضي، أو أنواع الرياضة الأخرى كالركض وركوب الدراجة والسباحة، ولا نشك بمدى فائدتها.
ولكن انتشار الظاهرة بهذا الشكل وأن تصبح ثقافة عامة أن تبني العضلات وتحافظ على الدوام في النادي قد لا يكون أمراً صائباً..
لأنه قد يعطي الناس انطباعاً بأنك لن تمتلك جسماً رياضياً إلا عن طريق النوادي، وبالتالي سيشعر الكثير من الناس ممن لا يرتادون النوادي بالإحباط والخجل من أنفسهم والذنب.
وكما أن الطعام الصحي لا يعني بالضرورة تناول السلطات فقط، فإن الرياضة أيضاً لا تكون بالنوادي الرياضية فقط.
اقرأ ايضأ
الفنان محمد رمضان يلعب في نادي الزمالك