فجأة تسمع ضياء صوت احد ما يناديها، إنه صوت عبير؛
– عبير: ضياء استيقظي عمر ينتظرك في الاسفل
-ضياء(تفتح عيناها بصعوبة): حاضر ماما عبير، سوف أجهز نفسي و أنزل.
ذهبت ضياء إلى الحمام و هي تطارد ذكريات الماضي الذي أصبحت مثل الكابوس في حياتها، تزورها كل ليلة في نومها. بعد مدة من الزمن نزلت ضياء إلى الأسفل؛
-عمر: صباح الخير ضياء.
-ضياء: صباح الخير عمر، آسفة على التأخير.
-عمر: لا بأس. أحضرت لك معلومات جديدة عن أفنان، بعد شهرين سوف تدخل إلى المغرب للتحضير لحفلة زفافها.
-ضياء: هذه معلومة مهمة؛ علينا التفكير في خطة جيدة من أجل تدمير زواجها.
-عمر: أولا يجب عليك التغلغل وسط عائلتها و كسب ثقتهم.
-ضياء: أعرف هذا، لكن كيف؟
-عبير: الفطور جاهز.
بعد ما تناولوا الفطور ظلا يتحدثا كثيرا عن يومياتهما، بعيدا عن قصص الانتقام و حياة إلياس و أفنان. قضى معهما اليوم كامل؛ بعد رحيله خرجت ضياء للبحر. بحكم أن الڤيلا الخاصة بها تطل على البحر، تخرج كل يوم تستنشق هواء البحر و تتذكر ذكريات الماضي الجميلة.
أثناء ذلك سمعت صوت الموسيقى يأتي من بعيد، اتجهت نحوه فوجدت حفلة ما مقيمة على الشاطئ، اقتربت أكثر من أجل مشاهدتها بوضوح؛ جلست على الرمال و صارت تنظر إلى الجميع و ترتسم على شفتيها ابتسامة بريئة. إلى أن رأت أخت إلياس الصغرى “بيان”. كانت سعيدة جدا، و كان معها شاب؛ من خلال تصرفاته معها يبدو أنه حبيبها. شعرت ضياء بشيء غريب لذا صارت تراقب كل حركاتهم و سكناتهم طوال الحفلة.
الوقت فجرا، الحفلة مازالت قائمة و ضياء مازالت تراقب بيان و حبيبها؛ فجأة ابتعدا عن الجميع و ذهبا إلى مكان خالي، تبعتهما ضياء لمعرفة السبب، حتى سمعت الصراخ ركضت نحوهما فرأت مشهدا مروعا؛ كان ذلك الشاب يحاول الاعتداء على بيان و هذه الأخيرة تصرخ بأعلى صوتها. لم يسمعها أحد، لأن صوت الموسيقى كان عال جدا، و هما ذهبا بعيدا عن مكان الحفلة، الوحيدة التي يمكنها سماعها هي ضياء. بعد ماشاهدت ضياء ذلك المشهد جرت نحوهما بسرعة، ألقت بالرمال على عيون الشاب، بعدها ركضت مع بيان بعيدا بأقصى سرعتهما إلى أن وصلوا إلى الڤيلا. لم تتحمل بيان تأثير الصدمة أكثر من هذا فأغمى عليها. حملتها بصعوبة هي و عبير للغرفة؛ بعدها سردت لعبير كل ما حدث. في الصباح باكرا جاء عندها عمر بعد ما أقنعتها عبير بإخباره كل شيء.
-عمر: ماذا حدث؟!
-ضياء: البارحة رأيت بيان أخت إلياس في ورطة فساعدتها، وهي الآن نائمة في الغرفة. أخبرتني ماما عبير أن أحكي لك هذا ربما ينفعنا في خطتنا.
-عمر: الحقيقة ماما عبير على صواب.
-ضياء: لكن أنا لا أريد استغلالها، ساعدتها فقط من باب الإنسانية لم تكن عندي أي نوايا أخرى.
-عبير: ابنتي أنت لن تستغليها، القدر هو من وضعها في طريقك بهذه الطريقة و في هذه الليلة بذات.
-عمر: ضياء أنت المعنية بالأمر، وأنت من عليه الاختيار، لكن اعلمي جيدا أنها لن تتاح لك مثل هذه الفرصة.
ذهبت ضياء إلى غرفة بيان منتظرة أن تصحى من نومها؛ و يدور في عقلها مجموعة من الأفكار.استيقظت بيان مدعورة و تبكي بحرقة بسبب ما حدث معها البارحة. و ضياء تحاول مواساتها؛
-بيان: لقد كنت ساذجة، كنت أثق به كثيرا.
-ضياء: لا تلومي نفسك هكذا؛ انت لازلت صغيرة طبيعي أن تمر عليك مثل هذه التجارب، المهم هو التعلم من هذه الدروس التي تعطينا إياها الحياة.
بعدها قالت ضياء؛
-ضياء: علينا الاتصال بأحد من أقاربك لنطمئنهم عليك.
-بيان: لا، لا تخبري اهلي بما حدث سوف يغضبون كثيرا ارجوك لا.
لم تلح عليها ضياء كثيرا؛ لكن عندما نامت بيان أخذت ضياء هاتفها و اتصلت على أول رقم؛ كان رقم أمها. أخبرتها بأن ابنتها معها و أرشدتها على العنوان. بعد مرور ساعة جاءت أم بيان(السيدة خديجة) و أبيها (السيد حسن) كان معهم أيضا إلياس؛ عندما رأته ضياء مثلت كأنها مصدومة من رأيته. أخبرتهم بكل ما وقع؛ كانت تشاهد ملامح الحزن و اللوم في عيني والديها، أما إلياس لم تعرف ماذا يحي بالملامحه دائما ما كانت تعابير وجهه غامضة. حاولت ضياء تفسير إحساس بيان و شرح لهم أهمية اهتمامهم و عطفهم عليها في هذا الوقت بالضبط. استيقظت بيان من نومها فوجدت عائلتها أمامها، كانت خائفة جدا من ردة فعلهم، إلا أنهم تعاملوا معها بحب و عطف. فهما أن ابنتهم ذنبها الوحيد هو أنها وضعت ثقتها في الشخص الغلط. ذهبت بيان مع عائلتها للمنزل الخاص بهم؛ أما ضياء الحادثة التي وقعت مع أخت إلياس ذكرتها بالماضي.
اليوم ستقيم نهيدة(ضياء) حفلة التخرج، عزمت جميع أصدقائها و عائلتها. كانت سعيدة جدا، لم تكن تعلم أن هذا سيكون أسوء يوم في حياتها.كان كل شيء على ما يرام؛ فجأة انطفأت كل الأضواء، ضل بارزا فقط ضوء الشاشة الحائطية، ألفتت انتباه كل الحاضرين. كانت تعرض على الشاشة صور ضياء التي إلتقطتهم لها أفنان؛ كانت ضياء مصدومة مثل باقي الحاضرين مما تشاهده، لأنها لم تكن تعلم ماذا حدث لها في ذلك الليلة سوف ما أخبرها إلياس(كنا نتحدث حتى غلب عليك النعاس و نمت في مكانك، بعدها حملتك إلى السرير). بعد تلك الصور صار الكل يشتمها، أما والديها لم يخرج من فمهما ولا كلمة واحدة، كانا أكثر الناس صدمة. خرج الكل من قاعة الحفلة، ظلت نهيدة و إلياس و أفنان و والدي نهيدة و عمر؛ والدي ضياء خرجا بسرعة بعد ما حاولت ضياء التحدث معهم فتبعهم عمر حتى أوقفه صوت أفنان.
-أفنان: صديقتي نهيدة أشفقت عليك كثيرا، لم يعد يحترمك أحدا بعد الآن، حتى والديك مسكينة،(شرعت في الضحك بطريقة استفزازية).
-إلياس(باستهزاء): حتى حبي خسرته،صراحة لا أريد الزواج ببنت سمعتها مشينة. انصدمت ضياء بعد ما سمعت هذا الكلام؛
ضياء: لماذا فعلتا هذا بي؟ أفنان! كنت أعتبرك أختي و أخبرك بكل أسراري في ماذا غلطت معك؟ و أنت! كنت أثق بك كثيرا.
-إلياس: صراحة لم تسيء لي أنا شخصيا،لكن أذيتي أفنان أغلى شخص على قلبي، طلبت مني هذه و أنا وافقت.
-ضياء: أفنان من خططت لكل هذا؟!
-أفنان: نعم أنا، لأنك أخذت اغلى شيء عندي، عمر بعد ما رآك في الجامعة صار مجنون بك دائما نهيدة نهيدة نهيدة،؛عمر كان ملكي. عندما ارتبطتي مع إلياس لم يتحمل وهاجر البلاد. بسببك خسرته للأبد؛ حتى أنا فعلت لكي المثل أخذت لكي شرفك، صراحة مازلت عذراء أنا من التقط لك الصور؛ لكن من سيثق بك بعد ما شاهدوا الصور؛ صراحة أشفقت على والديك سمعتهما وشمت بالعار.
لم تتحمل ضياء كل هذا الكلام الذي سمعته على والديها فضربتها كفا.
غادرا إلياس و أفنان القاعة و ضلت ضياء على الأرض تبكي و تصرخ بصوت عال.عمر بعد ما سمع جملة أفنان اختبئ و سمع كل ما دار بينهم. انصدم من أفنان لأنها كانت طيبة، رغم أنها كانت مددلة لدى والديها بحكم أنها الوحيدة. كره صداقته بأفنان لأنها السبب في تذمير حياة فتاة بريئة مثل نهيدة،لم يستطيع مواساتها لأنه السبب الرئيسي لهذا؛ بعد ماكان عمر يبحث عن كلام لمواساتها جاءه إتصال من أب نهيدة. الاتصال من المستشفي
-المرأة: آلو، سيدي صاحب هذا الهاتف أخذته سيارة الإسعاف هو و زوجته ارتكبوا حادثة خطيرا.
-عمر: ماذا؟! شكرا سيدتي.
صار العبء عبئين؛ من جهة انهيارها بسبب ما فعله بها إلياس و أفنان، و من جهة أخرى حادثة والديها. قرر الذهاب عندها و إخبارها بكل شيء. بعد ما سمعته فقدت وعيها لأن عقلها لم يعد يستطيع تحمل كل هذه الأحداث.حملها عمر مسرعا للمستشفى، كان نفس المستشفى الذي ذهبا له والديها. بعد مرور اثناء عشر ساعة استيقظت نهيدة و ذهبت مباشرة للاستقبال للتسأل على والديها بعد ما أخبرها عمر أنهم في نفس المستشفى؛ أرشدتها الممرضة على الطبيب الذي تتبع حالتهما، أخبرها على مدى خطورة حالتهما و أن العملية كانت صعبة للغاية لذلك لم يستطيعوا إنقاذهما فماتا كلاهما. من كثرة الصدمة التي تعرضت لها ضياء لم تستطيع لا الكلام و لا البكاء. اتصل عمر على عائلة ضياء لإخبارهم بما حدث؛ ثم جاءوا للمستشفى هنالك صاروا يصرخوا و يضربوا ضياء، بالنسبة لهم هي السبب الرئيسي في كل ما حدث لوالديها. و في يوم العزاء طردوها من المنزل و حرموها من الميراث أيضا؛ أصبحت ضياء تائهة في الشوارع، الشخص الوحيد الذي كان في جنبها طوال هذه المدة هو عمر. بالنسبة له هو السبب في هذا، لو وضح علاقة الصداقة بينه و بين أفنان لن تتوهم بأشياء لا أساس لها من الصحة؛ لو ذهب عند ضياء و أخبرها بطبيعة إلياس لكانت أخذت الحيطة و الحذر منه. عندما تخلى الجميع على ضياء قررت الذهاب عند مربيتها عبير، الأمل الوحيد المتبقي. في ذلك أثناء ذهب عمر عند أفنان وبخها على فعلتها مع ضياء و أنهى صداقته معها؛ زاد كرهها للضياء و زادت نيران الحقد في قلبها.
في يوم ما عادت ضياء إلى المدينة من أجل التسامح مع عائلتها لكن بدون جدوى، فذهبت إلى منزل عمر حتى شروق الشمس و العودة عند عبير مجددا. علمت أفنان بالموضوع ففكرت بخطة شيطانية أسوء من تلك التي قبلها.
يتبع… .