في الصباح اتصلت بيان بضياء و عزمتها علي الغذاء كان موجود هناك والدي أفنان و إلياس و تاج الدين، حاولت ضياء التحكم و التغلب على توترها لعدم لفت الإنتباه. أثناء تناولهم للغذاء بدأت أفنان الحديث مع ضياء؛
-أفنان: لم نستطيع التعرف عليك البارحة لأنك ذهبت بسرعة.
-ضياء: كانت لدي أعمال مهمة لذلك اضطررت للمغادرة.
-أفنان: صراحة أنا أعتبر بيان أختي الصغرى، لذلك علي معرفة كل المعلومات عنها و عن صديقاتها أيضا.
-ضياء: لا مشكلة لدي، هذا حقك الطبيعي.
-أفنان: إذن أخبرينا عن عائلتك وأصدقاءك… .
-ضياء: كبرت مع والدي، ليس لدي أخوات و لا أصدقاء؛ توفي والدي منذ عشرة سنوات عن طريق اختناقهما بالغاز؛ ذهبوا عطلة لمنزلنا الريفي، أنا كان عندي امتحان لدا لم اذهب معهم يومها، في يوم الغد ذهبت مع السائق و ماما عبير فوجدت المنزل كله غاز و أمي و أبي متوفيين. منذ ذلك الوقت و أنا مع ماما عبير.
-أفنان: أحزنني كثيرا سماعي لهذا.
تاج الدين لما سمع “ماما عبير” تغيرت ملامحه كأنه شك في شيء، ضياء بدورها لاحظت ذلك و خافت من ردة فعله؛ لكنها لم تلفت النظر له و بقيت على حالها. عندما ذهبت للمنزل أخبرت عبير بما جرى، فطمأنتها هذه الأخيرة و قالت لها أن تاج الدين لن يتذكر ملامحها بعد طول تلك المدة. كانت أفنان فتاة متعجرفة لكن ضياء تعرف مفتاحها و استطاعت كسب صداقتها؛ تعرف أيضا طبع تاج الدين و استطاعت كسب صداقته هو الآخر. مر ثلاث أسابيع منذ مجيء أفنان، عزمت ضياء و عبير للذهاب إلى مزرعتها التي توجد في الجبل، لم ترفض ضياء عرضها لأنها كانت فرصتها للتقرب من العائلة أكثر و أكثر.
اتصلت بيان بضياء في الصباح و أخبرتها بأنها سوف تمر عليها هي و إلياس للذهاب معهم في السيارة للمزرعة. رتبت حقيبتها و بقيت تنتظر وصول بيان هي و عبير. عندما وصلوا للمزرعة تناولوا الفطور؛ كانت الأجواء يسودها الملل، إلى أن قاطعته بيان قائلة؛
-بيان: ما رأيكم أن نلعب لعبة؟
-حسن(والد بيان): فكرة جيدة. ما رأيكم أنتم؟
أومأ الجميع بالموافقة. انقسموا لقسمين، لعبوا مجموعة من الألعاب الترفيهية بعدها حضروا حفلة شواء للغذاء و قاموا بعدة أنشطة ترفيهية أخرى؛ عند حلول الليل ذهب والدي أفنان و السيدة خديجة و السيد حسن و عبير للنوم، ظل أفنان و تاج الدين و ضياء و بيان سهرانين؛
-ضياء: أفنان أخبريني كيف تعرفت أنت و تاج الدين؟
-أفنان: طريقة تعرفنا كانت عادية جدا، ليست بشيئ خارق للعادة.
-بيان: و لو كان، نريد المعرفة.
-أفنان: حاضر، بعد شهادة الإجازة سافرت إلى لندن لإتمام الماجستير؛ خلال هذا بحثت عن عمل في مجالي، كان تاج الدين هو مديري التنفيذي في الشركة التي اشتغلت بها؛ تاج الدين من طبعه متواضع كانت علاقته مع موظفيه مثل الأصدقاء؛ بعدها تطورت علاقتنا من أصدقاء إلى حبيبين حتى أكملت دراستي و تقدم لطلب يدي للزواج.
-بيان: رغم أنها قصة عادية جميلة؛ أخبرنا أنت تاج الدين كيف وقعت في حب أفنان.
-تاج الدين: أفنان فتاة مجتهدة في عملها و لطيفة أيضا، عندما تعاشرت معها جذبتني شخصيتها و أحببتها.
-إلياس: لحسن حظك أنك لم تكن معي في نفس البلد، لأن أفنان غالية على قلبي ليس من السهل أن يحظى بها أحد ما.
-تاج الدين: أفنان غالية على قلبي أنا أيضا.
-أفنان: ضياء أنت من بدأ الحديث و الآن صامتة، دورك الآن أخبرينا عن حياتك الشخصية قليلا؛ صراحة ينتابني الفضول حولك.
-ضياء: حياتي بسيطة و مملة نوعا ما؛ بعد وفاة والدي انشغلت بدراستي بعدها الشركة، لم أحظى بوقت للعلاقات الغرامية و ما شبه ذلك؛ أصدقائي بدورهم أسسوا حياة خاصة بهم و لم نبقى على تواصل؛ إلى أن صادفت بيان غيرت حياتي و أصبحتم أنتم اصدقائي.
-بيان(نست أن أخاها جالس معها): أنا أيضا بعد تلك الحادثة أصبحت أنت صديقتي الوحيدة، أما الشباب لم أعد أتعرف على أي أحد.
-إلياس: ماذا؟! أنت مازلت صغيرة على هذا الحديث.
-بيان(بخوف): هذا ما كنت أقصده بالضبط أخي.
-تاج الدين: ماذا عنك أنت يا إلياس؟ لا توجد أي فتاة في حياتك؟
-إلياس: الآن!! لا توجد، إن أعجبتني فتاة ما سوف أنوي معها الزواج؛ تسلينا بما فيه الكفاية في بداية شبابنا.
عندما سمعت ضياء هذه الجملة توترت، و تذكرت ماضيها معه و كيف كان يتسلى بلمح البصر؛ رغم هذا ظلت ثابتة لعدم لفت الانتباه، دائما تتذكر جملة أفنان التي قالتها لها في عزاء والديها،” كنت ذكية دائما في الدراسة، لكن أنا أذكى منك جعلتك تخسرين كل شيء في رمشة عين”. لذلك تحاول التعامل على طبيعتها في جميع المواقف، أي غلطة يمكن تخريب كل المخطط. بعد مدة ذهبوا للنوم جميعا؛ وجدت ضياء عبير لازالت مستيقظة تنتظر ضياء لإخبارها بما حدث، لكن ضياء لم تخبرها بأي شيء لكي لا يسمعها أحد . مرت الأيام متتالية كل يوم نشاطات مختلفة عن الأخرى و ممتعة؛ هذه العطلة مكنت ضياء من معرفة مجموعة من الأشياء الجديدة التي سوف تساعدها في انتقامها، عرفت أن أفنان ارتبطت بتاج الدين فقط من أجل نسيان عمر، و أنها لازالت مغرمة به؛ أما إلياس سوف يعقد صفقة عمل سوف تكسبه أموال طائلة، و إن خسرها سوف يخسر أموالا طائلة. فكرت بفكرة يمكنها تخريب صفقة إلياس و زواج أفنان. عندما عادت للڤيلا الخاصة بها اتصلت بعمر لتخبره بما حدث في العطلة و ماذا سمعت و بما فكرت هي و عبير معا.
يتبع… .