جلست اليوم وأمسكت قلمي بين أناملي ثم حدقت في صفحات مذكرتي في صمت فسمعت صوتا بداخلي يحدثني أن أكتب شيئا .
ماذا أكتب يا ترى ؟؟ فكتبت خاطرة بعنوان : الإنسانية قبل التدين
تزاحمت الأفكار في مخيلتي وكأنها في سجن ، كل فكرة تخشى تخاذل أختها فتسعى لترى النور هي الأخرى . جعلت أنظر اليها من نافذة التفكر .
ـ ظلم ، خراب ، قتل ، خيانة ، مآمرة ، ضعف ، انقلاب ، اغتصاب ، نفاق …
يكفي يكفي يكفي .
إنسانية الإنسان
أين العدل ، أين الصدق ، أين الكرامة ، أين التراحم ، بل بالأحرى أين انسانية الإنسان ؟
ذاك الإنسان التائه بين صرختين ، تلك القصة التي تمنيت أن تعيش الواقع قبل أن تدوسها أقدام النسيان ،
كفاك تيهانا أيها الإنسان
توقف عن الصمت أيها الإنسان
لا تتظاهر بأنك لا ترى شيئا أيها الإنسان
البحث عن الإنسانية
كم حزنا وما تبدل شيء ، وكم بكينا فما تغير شيء .
تلفت حولي باحثا عن الإنسانية . لم أرى إلا :
مظلوم يصفع صفعا .
ثم مولود يرمى في صناديق الزبالة رميا ، مقتولا مهانا ذنبه أنه انسان .
وذلك الطفل يرمى بقنابل الغاز بدل الألعاب يريد أن يعيش حرا لأنه انسان .
ماتت الإنسانية
إلى بائع السمك الذي يطحن طحنا في شاحنة الأزبال ذنبه أن يعمل بجهده وبعرق جبينه أو بالأحرى أنه إنسان .
أبكي على فتاة تمزق ثوب شرفها من لدن أناس . عفوا من لدن حيوانات تكشرت أنيابها وسال اللعاب من أفواهها تمزق لحم الفتاة وتهتك عرضها أمام مرآى أناس ماتت الإنسانية في قلوبهم .
كثيرٌ هم الذين اغتصبوا وبيعوا يوما باسم الفقر ، ويوما باسم التحضر ، ويوما باسم الدين
كن إنسان
كيف نبرر أفعالنا ونقتل إنسانيتنا ثم نتحدث عن أنفسنا كبشر ؟
كيف نقتل الإنسان ونتحدث عن حقوق الإنسان ؟
متى سنتعلم أن نحب الإنسان لأنه إنسان ؟
كن إنسانا قبل أن يكون إسمك فلان ، كن إنسانا قبل أن تكون مسلما ،
كن إنسانا فالإنسانية قبل التدين .
2 تعليقان
الإنسانية فوق كل شئ تعلو و لا يعلا عليها
الانسانية لا تعرف دين أو عرق أو لون .
حين تكون إنسان تنمحي الحدود السياسية و تُلتغى المسافات و نؤسس لمجتمع. تسوده رابطة الحب لا رابطة الدم
كلمات تقشعر لها الابدان. حقا الواقع الذي نعيشه الآن محزن. ليس هذا فحسب بل فضيع بكل ما تحمله الكلمة من معنى. نرى الناس تقتل بعضها البعض و نكمل الطريق كأننا لم نرى شيئا. بنات تغتصب كل يوم و نكمل حياتنا كأننا لم نسمع شيئا. مسحت الغبار على حادثة وقعت قبل أربع سنوات الكل نساها كأنها لم تقع في يوم تلك الجريمة البشعة. شكرا لك على هذه الخاطرة التي تحيي الضمير بعد أن مات.