كيف سيكون مستقبل الفيسبوك ؟
ربما لم يخطر هذا السؤال على بالك و لم تر من دواعي لطرحه ولكن كيف سيكون مستقبل الفيسبوك؟!هل سينتهي الفيسبوك ؟هل ستظهر منصات تواصل اجتماعي بديلة ؟ ماذا عن تويتر و سناب شات و انستقرام ؟
الملايين معنيون به كثيرًا إنطلاقا ممن يتخذونه وسيلة للتواصل مع عائلاتهم و أصدقائهم ،وصولًا إلى من يستغلونه كسوق كبيرة مفتوحة للترويج لمنتجاتهم أو خدماتهم ،مرورًا بمن اتخذوا منه منبرًا حرًا للتعبير عن آرائهم و ميولهم و أذواقهم .
هذه الأسطر محاولة للإجابة عن السؤال إستنادًا أولًا إلى آراء الخبراء ،ثم إلى بعض المعطيات الإحصائية الصادرة عن مؤسسات بحثية معتمدة و موثوقة .
في أثناء بحثي في هذا الموضوع لاحظت أن عديد من المتابعين و الخبراء في الشأن التقني ،يرجحون أن العام القادم سيكون عامًا سيئًا على شركة ما كان يعرف ب ” عملاق التواصل الاجتماعي “ .
1_كارثة متوقعة :
حسب الكاتب في الشأن التقني ” فريديريك غونزو” : قد بدأ ” فيسبوك “ بفقدان شعبيته بين الشباب ، وخاصة من هم دون سن 25 عامًا.
ناهيك عن فقدان الثقة الناتج عن اكتشاف انتهاكات متعددة للخصوصية مع بيانات المستخدم المباعة لأطراف ثالثة ،و هي عمومًا علامات تجارية معروفة ،وسجلت صحيفة لوموند الفرنسية الموقف في سبتمبر الماضي .
فيما يلي بعض الملاحظات والأفكار حول الموضوع:
يقول الخبير الفرنسي ” فريديريك غونزو” : العضوية قد تصل إلى الصفر في الموقع الأزرق أو ما يقرب من ذلك” ،و قد تحدث ” غونزو” عن ذلك الأمر كثيرًا في مدونته.
كانت المرة الأولى في عام 2019 حين قال : ” في العديد من المجتمعات أو لنقل في العديد من فئات المجتمع لم يعد أحد يقرأ صفحتك إلا إذا دفعت له المال”
بعد ذلك في عام 2020 طرح السؤال: هل حان الوقت لمغادرة الشركات الصغيرة والمتوسطة سفينة الفيسبوك”.
كما أضاف : ” طرحت على الموقع الفرنسي ” فرونس تاك ” سؤالًا مماثلاً: هل هذه بداية نهاية الفيسبوك ؟
انخفاض في استخدام الفيسبوك:
لم يعد هناك من مجال للشك ،فبعد إجراء أكثر من مائة عملية تدقيق على مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي للعديد من العملاء على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية كانت النتيجة واضحة: حركة الإحالة من الموقع الأزرق تنخفض بشكل كبير ، حتى السقوط الحر! ،أصبح حقيقة واقعة بالنسبة للكثيرين ، حيث تصل المنشورات إلى عدد أقل وأقل من الناس ، من أجل مشاركة أقل وأقل بكثير مقارنة بذي قبل.
بمعنى آخر ، إذا تم استخدام تواجدك على الفيس بشكل أساسي لجذب حركة المرور إلى موقع الويب الخاص بك ، على سبيل المثال من خلال مشاركة منشورات المدونة أو الأحداث أو الأخبار ، فإن هذا النوع من النشر لم يعد يعمل ، مع استثناءات قليلة.
و يضيف : ” من الواضح أنه لا يمكننا وضع جميع الشركات أو جميع الصناعات في سلة واحدة ، وبعضها ينجح في العمل بشكل جيد”
وبالتالي ، بالنسبة للمؤسسات في قطاع السياحة – الفنادق والمطاعم والوجهات والرحلات البحرية والمعالم السياحية و غيرها الوضع أقل صعوبة من غيرهم ممن يعملون في تجارة التجزئة أو عالم المال والمصرفي.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن ” الفيس “ ليس فقط لتوجيه حركة الإحالة إلى موقع الويب الخاص بك ،لذلك يجب علينا ، أكثر من أي وقت مضى ، تقييم سبب وجودنا في هذه الشبكة.
ألا تتسائل لماذا تقترح علينا شركة فيسبوك أشياء من قبيل : قم بتغذية المحادثة مع المجتمع ، من خلال الإجابة على الأسئلة والتعليقات ، وإنشاء مسابقات وتقديم العروض الحصرية والعروض الترويجية ,إظهار ما يحدث في عملك من خلال الصور ومقاطع الفيديو والبث المباشر و المرور عبرها إلى منصات أخرى التي تنتمي إليها مثل: ” واتس آب و مسنجر ”
أليس غاية الأمر أن تزيد من سمعة منتجاتها أو خدماتتها من خلال مزيج ذكي من التنسيب الإعلاني المستهدف والمنشورات المميزة والمنشورات العضوية الإبداعية والمتكررة والموزعة في الوقت المناسب؟!
أليس هذا دليل على أن الشبكة تناضل لإنقاذ نفسها من السقوط ؟!
2_ تدهور مناخ العمل :
إذا كان الإعلان الممول هو الخيار الافتراضي للوصول إلى أهدافك في سياق ما يقرب من الصفر من الوصول المجاني لجمهور مستهدف فإن الإعلان يجب أن يتحول فقط إلى الصفحات النشطة للوصول إلى المستخدمين المطلوبين ،و هذا الأمر غير ممكن تقنيًا إلى حد الآن.
كذلك الخيارات أكثر تعقيدًا تأتي من كونك سواء داخل عالم الشركة الأم أو توابعها ك “ أنستغرام ، واتس آب ، ماسنجر “ ، سواء في موجز الأخبار أو في القصص أو حتى في البث المباشر ،ومع ذلك ، هناك العديد من المشكلات التي تستمر في الظهور ، ولا أتحدث حتى عن خدمة العملاء السيئة عندما تكون هناك مشكلات في الفواتير أو تقارير تعرض جميع الأصفار!.
إحدى هذه المشاكل المتكررة هي أن هناك الكثير من المستخدمين ينتجون الكثير من المحتوى … مما يترك مساحة أقل للإعلانات في موجز الأخبار أو في القصص.
إذن استثمارك أصبح أكثر تكلفة بالنسبة إلى النتائج التي ليست بالضرورة أفضل بل إن العكس هو الذي يحدث في كثير من الأحيان .
ومع ذلك يظل الإعلان خيارًا رئيسيًا للنجاح في بيئة التواصل الإجتماعي ، ولكن حان الوقت بالتأكيد لإعادة النظر في العائد على الاستثمار في هذه الشبكة وتحليله بهدوء ثم الحديث عن مستقبله الذي لا يبدو أنه مبشر.
3_ هروب الجمهور :
لم يعد الموقع الذي كان يسمى ب ” عملاق التواصل الإجتماعي” حكراً على الشباب ، فلنواجه الأمر! لقد علمنا بالفعل أن ذوي 25 عامًا ،وما دون ذلك قد غادروا السفينة منذ فترة طويلة لصالح أنستقرام و سناب شات … وتطبيقات أخرى مثل: ” تويتش “ و “ تيك توك “ ، لكننا علمنا العام الماضي أن ” الفيس “ قد أصبح رسميًا ولأول مرة ، في تراجع في الولايات المتحدة و في عديد المجتمعات الأخرى .
و حسب مجلة ” إيديشن ريسيرتش” فإن “مستخدمو فيسبوك في الولايات المتحدة ، تراجع عددهم ثلاثة عشرة مرة .
و وفقًا لهذه الدراسة نفسها التي أجرتها “ إديشن ريسرتش” : عندما نقوم بالتحليل لمعرفة سلوك المستخدمين وفقًا لأعمارهم ، نلاحظ أن انخفاض الاستخدام لا يقتصر فقط على “الشباب” الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 34 عامًا ، ولكن أيضًا الفئة العمرية 35-54 سنة.
بالنسبة لأولئك الذين يبلغون من العمر 55 عامًا وأكثر ، لا يتراجع الاستخدام ، ولكنه لا يتزايد أيضًا ، مما قد ينذر بأوقات أكثر صعوبة على على الموقع الذي كان يحظى بأكثر درجات الشهرة و الإستخدام ، على الأقل بالنسبة لعملائه المستهدفين على موقعه على الويب و المنصة الرئيسية.
إذا أضفنا إلى كل ما سبق أن الاعتراف سيد الأدلة فإن تصريح صاحب الموقف و اعترافه بتراجع مردودية الموقع و شهرته ،هو خير دليل على أن من كان ينعت أمس بالعملاق قد يكون في طريقه نحو التقزم.
تصريحات “مارك”:
لكن ” مارك “ يستدرك في محاولة للطمئنة قائلا: “هناك إمكانات نمو كبيرة لـمنصاتنا عبر تطبيقات الهاتف المحمول المتفرعة عنها و الداعمة لها مثل ” واتساب و انستقرام …” ، وقد تم الحصول على الأخيرين خلال السنوات القليلة الماضية ، مما يوفر اليوم الهواء النقي الذي تشتد الحاجة إليه.
بدليل تجاوز ” أنستقرام” علامة المليار مستخدم نشط في العام الماضي ، وهو ما تم الوصول إليه بالفعل لكل من مسنجر و واتس آب خلال السنة الفارطة.
أعتقد أيضًا أن العديد من الشركات التي تركز على الصور والمرئيات ستبذل جهدًا أكبر على هذه المنصات أكثر من المنصة الأم ، إذا لم يكن هذا هو الحال بالفعل.
ويمكننا المراهنة على أن القصص ستستمر في النمو ، مع ميزات جديدة و نمو تنسيق القصص في السنوات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى تنسيق المشاركات ، الذي يزداد شعبيته على كل من أنستقرام و سناب شات.
سيكون من المثير للاهتمام رؤية ما يحدث بعد أن أضفنا ميزة البث المباشر حيث يمكنك الآن مشاركة مقاطع الفيديو التي تزيد مدتها عن دقيقة واحدة ، وهي حاليًا هو الحد الأقصى لمشاركات الفيديو.
4 _ فضائح :
بالرغم من كل ما سبق فإن هناك آراء تقول أن الفيسبوك لا يزال بلا منافس فهو لا يزال حسب أصحاب هذا الرأي ” الوجهة الأولى للراغبين في القيام بحملات دعائية أو إعلانية ” .
كما أنه على مستوى اجتماعي لا يزال في أغلب المجتمعات تقريبًا باستثناء المجتمع الصيني و المجتمع الكوري ، لا يزال هو المكان المناسب لتتبع أخبار العائلة و الأصدقاء ،و هو أيضا المجال الأرحب للتعبير عن الآراء في مختلف الميادين.
لكن يجب أن تكون الشركة حذرة ، على الرغم من ذلك: فكما رأينا العام الماضي في أعقاب فضيحة ” كامبردج أنلتيكا “ ، تراجعت الثقة في علامة “ الموقع الأزرق “ التجارية إلى أدنى مستوى لها في التاريخ.
باختصار و نظرًا لكل ما سبق و ذكرناه من أسباب و أدلة فإن شعبية ” عملاق التواصل الإجتماعي ” آخذة في التراجع ،و كذلك ثقة الناس و المجتمعات فيه.
5_ حروب داخلية و خارجية:
بعد أن أطلقت شركة “فيسبوك” حملة دعائية في كبريات الصحف ، وأنشأت صفحة على الإنترنت تشجع المستخدمين على “النفخ في صورة الشركات الصغيرة”، آثار الأمر إستياء المشرفين على شركة أيفون و اعتبروا ذلك بأنه حملة تشويه ضد نظام تشغيل هواتف آيفون من آبل .
و آثار عملاق التواصل الاجتماعي جدلًا عن ما سماه “تغيير طريقة تعامل أنظمة تشغيل الأجهزة الجوالة” من قبل شركة آبل مع نشر الإعلانات بسبب أنه قد يقضي على المؤسسات الصغيرة و ذلك عبر منعها من دعم المستخدمين بالإعلانات عبر شبكة الإنترنت.
وفي الوقت الذي تمكن العلاقات العامة للشركة التي يبلغ حجم استثماراتها ما يزيد عن 750 مليار دولار قد دخلت في مواجهة مع الشركات الصغيرة و المتوسطة ، لكن كردة فعل اشتكى الكثير من موظفي فيسبوك مما اعتبروه حملة لخدمة جشع الشركة، وفقا لآراء داخلية لموقع “بز فيد نيوز” .
وفي سنة 2019 انتقد الرئيس التنفيذي لشركة آبل، ” تيم كوك” ، شركة فيسبوك بعد ما اتهمت به لأشخاص عبر النت بغية اختراق بيانات لغرض استهدافهم بحملات إشهارية.
لكن الحملة هذه المرة كانت بمثابة هجوم شامل حيث تحاول شركة فيسبوك خلق عداء من الشركات الصغيرة تجاه صانع آيفون، ويتوقع بعض المحللين أنه في سنة 2021 ستحقق فيسبوك رقما ضعيفا مقارنة بالسنوات السابقة من مبيعات الإعلانات .
تأتي هذه المتغيرات في ظرف يواجه فيه فيسبوك “عملاق الشبكات الإجتماعية” تهديدًا جديًا غير مسبوق لاستثماراته ، حيث هدد القائمون على الجهات التنظيمية الفدرالية بضرب عمل الشركة عبر رفع دعاوي قضائية ضدها بتهمة إحتكار الإشهار.
ما الذي تبذله الشركة لتحسين الصورة السيئة للفيسبوك؟
يقوم الموظفون بطرح العديد من التساؤلات عن الجهد الذي تبذله الشركة لتحسين ما لحق بها من الصورة السيئة بسبب الحملة.
و كان من أكثر الأسئلة طرحا من قبل الموظفين : ” أليس هذا الموقف الداعم للمؤسسات الصغرى و المتوسطة قد يعود علينا بالوبال و يأتي علينا بنتائج عكسية تمامًا حين يرى الناس النتائج و هي أن فيسبوك يحمي فقط مصالحه و يخفي ذلك وراء زعمه دعم مؤسسات ضعيفة.
أما الرد الآخر الأكثر شيوعًا من قبل موظفي الموقع الأزرق فكان : ” الناس يرغبون في حفظ خصوصياتهم و اعتراض الفيسبوك على هذا الأمر سوف يكون في أعين الناس سخيفا” .
أما ” غراهام مود” و هو نائب رئيس تسويق المنتجات، فقد قال : إن الشركة كانت شديدة الوضوح فيما يتعلق بالمواد التسويقية، و كذلك في المكالمات التي أجرتها مع المحللين والصحفيين ، و لو تم تغيير العمل بنظام التشغيل “آي أو إس” المستحدث من قبل شركة آبل سيكون له بالتأكيد تأثير مالي كبير للشركة.
كما أكد “مود إننا وقال:”نحن شركة عملاقة و لها أرباح كبيرة لذلك سنقوم بتجاوز الأمر وسنكيف منتجاتنا وما إليه ،لكن المتضررين الحقيقيين من هذا الأمر هم شركات صغيرة و أخرى متوسطة ،ولهذا السبب بالذات جعلناهم موضوع الرسالة و غايتها “.
و على ما يبدو فإن الكثير من الموظفين لم يكونوا مقتنعين بالحملة و لم يفهم الكثيرون منهم طرق تأثير ما تقوم به آبل من تغييرات بشكل سلبي على الشركات الصغيرة و المتوسطة الرأسمال ،و لذلك فهم يرون أن محاولة شركتهم خرق سياسات الخصوصية من شأنه أن يزيد التتبعات عليها ،و بالتالي خلق مشاكل جديدة قد يصل تأثيرها للموظفين و سائر العاملين بها.
خاتمة :
رغم كل هذه الإرهاصات التي تنبأ بقرب نهاية الفيسبوك، و صراعاته المحتدمة مع منافسيه ،و حتى مع بعض من كانوا يعتبرون شركاء له ، ربما سيصمد و يبقى صامدًا رغم مرضه و تراجعه .
المهم بالنسبة لنا أن الأمر سيكون مثيرًا للاهتمام و سنتابع مساره حيث يسير و من يدري لعل العملاق يعود عملاقًا أكثر من ذي قبل ،أو ربما يأتي بديل عنه فننجذب إليه جميعًا فيتراجع الموقع الأزرق تدريجيًا و ربما يندثر ،من يدري !
اقرأ أيضًا
ماذا فعل فيس بوك لتحسين خدمة أخر الأخبار
حالات فيس بوك دينية
ماذا يعرف فيس بوك عنك
الفيسبوك واستخدام اللغة المناسبة