حب من أول نظرة 2
(..تتمة)
-رغد: لا يمكنني سوف أتأخر عن المنزل و سيقلقوا علي.
-الصياد: أنت من كان يصر لكي أتقبل شكرك، و أنا قلت شرطي إذا لم توافقي لن أقبل شكرك.
وافقت رغد على دعوة الصياد. رغد معتادة على الإتيكيت في الأكل ؛لأن هذه كانت قوانين السيد عبد الرحمن و السيدة ليلى الصارمة، رغم غيابهما عن القصر مدة طويلة يحرصون على تطبيق القواعد. في غذائها كان ملزم عليها أن تأكل بأيديها دون الشوكة و السكين. صار يضحك عليها الصياد من طريقة أكلها
-الصياد(يضحك): مالك تأكلين بهذه الطريقة، أعتقد أنك غير معتادة على الأكل بالأيدي؟
-رغد: صراحة في منزلنا ملزم علينا الأكل بالسكين و الشوكة، حتى الخدم تطبق عليهم هذه القواعد.
-الصياد: قواعد؟! هل أنت تعيشين في مدرسة عسكرية؟
-رغد: لا، ليست مدرسة عسكرية بل…. .( توقفت رغد عن الكلام فجأة ؛لأنها تذكرت نصائح العم مختار و السيدة عائشة. ثم استأنفت الحديث). نحن نتشارك الطعام الآن و لم تخبرني عن اسمك بعد؟
-الصياد: أنا اسمي محمد علي و يمكنكي مناداتي بعلي. أشتغل في مجال العقار بين الفترة و الأخرى أحب أن آتي إلى الغابة و أمارس هوايتي وهي الصيد. بعض الأحيان يأتون معي أصدقائي و بعض الأحيان آتي وحدي مثل اليوم، لكن الحظ وضعكي في اليوم لأتشارك معك الطعام. و أنت ما اسمك؟
-رغد: أنا اسمي رغد.
بعد فترة وجيزة من الصمت أكمل محمد علي (الصياد) الكلام.
-محمد علي: هذا فقط!
-رغد: عفوا لم أفهم؟
-محمد علي: أنا أخبرتك عن حياتي بأكملها كنت على وشك أن أقدم لك دفتر الحالة المدنية الخاصة بي. و أنت اكتفيت ب “اسمي رغد”.
-رغد: أسفة، لكن ليس لدي شيء أخبرك به غير هذا.
-محمد علي: يعني ليس لديك هواية أو عمل أو أصدقاء؟
-رغد: صراحة…لدي هواية الركوب على الخيل و أحب الرسم و العزف، أعزف على آلة “الغيتار” و “البيانو” و “الكمال”. أشعر بالراحة النفسية عندما أعزف على هذه الآلات. و أحب أيضا التحدث و اللعب مع تايغر و كيومي يفهمونني جيدًا و أنا أيضًا أفهمهم. كما أحب مساعدة الخالة عائشة في الطبخ. هذا كل شيء.
-محمد علي: حقا تعرفين الطبخ؟!
-رغد: أجل، أعرف إضافة التوابل و قطع الخضر و تحضير المائدة.
-محمد علي(يضحك): أوه يجب تصنيفك أحسن شيف بالعالم على هذه المجهودات التي تقومين بها.
-رغد: أنا أتكلم بجدية و أنت تضحك؟!
-محمد علي: آسف. لكن حياتك مشوقة كثيرًا.
-رغد: أنت تضحك علي مجددًا. ما المشوق في حياتي، نفس الروتين يتكرر كل يوم.
-محمد علي: أنا حقًا أتكلم بجدية، تعرفين الرسم و العزف
-رغد: لكني ليس لدي مغامرات مع أصدقائي، ليس لدي أصدقاء من الأساس.
-محمد علي: ما رأيك أن أصبح صديقك، سوف نفعل الكثير من المغامرات لن تنسيهم مادمت على قيد الحياة.
انصدمت رغد من كلامه و لم تعرف ماذا يتوجب عليها القول. شعر محمد علي بتوترها و غير الموضوع.
-محمد علي: دعنا نرتب المكان و نجمع هذه الفوضى التي قمت بها معًا.
-رغد: حسنًا.
ساعدت رغد محمد علي بترتيب الفوضى و لم تنتبه إلى الوقت. عادت مسرعة إلى القصر و دخلت من الباب الخلفي لكي لا يراه أحد متى دخلت.
الخالة عائشة شعرت بتأخر رغد و ظلت تنتظرها أمام الباب الرئيسي، عندما أخبرها العم مختار أن رغد وصلت و دخلت من الباب الخلفي صعدت إلى غرفتها وظلت تسألها عن سبب تأخيرها.
لم تخبرها رغد بما حدث مع محمد علي ؛لأن الخالة عائشة رغم حنانها و عطفها على رغد تطبق القوانين الصارمة التي يفرضها السيد عبد الرحمن.
في الغد ذهبت رغد عند محمد علي الكوخ فوجدته يتمرن أمام الكوخ.
-محمد علي: أهلًا بك رغد. كيف حالك؟
-رغد: بخير، و أنت؟
-محمد علي: إذا وافقتي على طلبي؟
-رغد: أي طلب!؟
-محمد علي: أن نصبح أصدقاء. عندما رأيتك قلت مع نفسي أنك جئتي لتخبريني بهذا و تعطيني رقم هاتفك.
-رغد: لا لم آتي على هذا السبب…
-محمد علي (قاطع حديثها): و لماذا جئتي؟
لم تعرف رغد بما تخبره ؛لأنها بنفسها لم تكن تعرف سبب ذهابها عنده فقالت له أنها وافقت على طلبه.
-محمد علي: هل تمارسين الرياضة؟
-رغد: أجل، أمارس جميع أنواع الرياضات: كرة السلة و كرة المضرب و كرة الطائرة و السباحة و فنون القتال أيضًا.
-محمد علي: كيف لفتاة برقتك تمارس فنون القتال!؟
-رغد: هذه الرياضة كانت هي الطريقة الوحيدة التي أفشي فيها غضبي.
-محمد علي: ماذا سوف نلعب الآن؟
-رغد: نلعب!
-محمد علي: أجل نلعب، لن نظل ننظر إلى بعض طيلة اليوم؟
-رغد: لا لا أنت سافرت بعيدًا في ذهنك، يجب علي أن أذهب الآن لكي لا أتأخر.
-محمد علي: ماذا؟! تمزحين!
-رغد: لا أمزح أتكلم بجدية، البارحة تأخرت و استطعت النفاذ من توبيخ أبي بمشقة الأنفس لا يمكنني المخاطرة الآن.
-محمد علي: لكي تعيشي مغامرات عليك المخاطرة و كسر القواعد لأن الفرص لا تتكرر. لا يهم لن أصر عليك أكثر من هذا افعلي ما شئت.
فكرت رغد في كلامه و وافقت على البقاء معه.
-رغد: اقترح أنت ماذا سنفعل اليوم.
فرح محمد علي بحديثها كثيرًا. لعبوا كرة المضرب و علمها كيف تصوب بالسهم ثم حضروا الغداء مع بعضهم البعض ،و في الأخير التقطوا صورًا بهاتف محمد علي و أعطته رقم هاتفها. بعد هذا ذهبت رغد مسرعة إلى القصر و دخلت من الشرفة إلى غرفتها. حضرت إلى وجبة العشاء كأن يومها مر عاديًا و كأن شيئًا لم يحدث.
عندما صعدت إلى غرفتها للنوم تحدثت هاتفيًا مع محمد علي مدة طويلة. خططوا للذهاب في نزهة إلى المدينة في الصباح الباكر، كانت رغد مترددة لكنها تذكرت كلام محمد علي ” الفرص لا تتكرر” و وافقت. في الصباح استيقظت رغد باكرًا و استعدت للذهاب إلى الكوخ بدون الحصان و بدون علم أحد، حتى الخالة عائشة و السيد مختار.
خرجت من الباب الخلفي للقصر ثم باشرت بالركض في الغابة إلى أن وصلت إلى الكوخ. استراحت قليلًا من الركض ثم ذهبت مع محمد علي إلى المدينة بسيارته.
ذهبوا إلى مدينة الملاهي في البداية، أرادت رغد أن تجرب جميع الألعاب الموجودة حتى المتخصصة للصغار. ثم ذهبوا إلى صالة الألعاب الإلكترونية، هنالك أيضًا جربوا كل شيء. و ذهبوا إلى حوض الأسماك و إلى السينما و إلى مركز التسوق. في كل الأماكن كانت تطلب من محمد التصوير لكن ليس بهاتفه بل بالكاميرا التي أحضرها معه.
(يتبع..)
اقرأ أيضًا