“رسائل متبادلة” بيني وبين عمتي
لطالما كنت أستمع من وراء مجلسك في دارنا الذي كان ينبض بحس جدي ووالدي حبًا وحنينًا إلى صوتك وهو يناديني وأنا ألغو طفلة تأتيني منك إشارة حازمة أو نظرة حانية أنصت إليك وأنا أتشرب نظرتك تلك كم كنت جميلة أمامي أتعلم الحزم والصرامة دون أن أعلم بأنهما ستلازماني في مختلف مراحل حياتي..
نشأت بعض الوقت بين يديك وما هي سوى فترة قصيرة حتى مزقت شرنقتي وخرجت فراشة تسللت من بين أناملك وهي تحضن برائتي لأنطلق بين مقاعد الدراسة وفضاءات المدن والفلك الرحيب كانت أولى أمانيك التوفيق كما عهدتك كبرياء وعنفوانا تضفين على وجودي تألقا وتميزاً، عهدتك مكابرة فاستمديت منك هذا اللون المفضل، وعهدتك مثابرة فتوجني قلمي بلقب أحببته كثيرًا!!
“عمتي” قليلة الساعات التي كنت أمضيها برفقتك في صباي لكنها كانت سندي مدى الحياة تعلمت من قسمات وجهك النبيل أشياء ربما لو نطقت بها ما فعلت بي ما فعلت ملامحك.. عنادك، إصرارك .. “نعم” الخاصة بك و“لا” الفصل التي تميزك..
فإليك أيتها” العمة” ثمرة وقوفك أمامي وورائي هذه الكلمات القليلة وتلك الأماني الوردية بأن تكلل الصحة بصماتك وحياتك وأن يمن الله عليك بطول العمر وإن فاتني جمال التعبير عسى أن لايفوتني عبير الأمنيات لك بدوام العافية والنشاط والحيوية .. تقبلي قبلاتي وأرق تحياتي…
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
**** إليك أيتها الطفلة التي كبرت على غفلة من عيون الدهر محبتي وأشواقي، والكثير من القبلات والورود الشتوية التي لا تعرف الذبول منحتني الشعور بالراحة والسرور، وأضفيت على قلبي المتعب الاسترخاء والهناء كبرت وطالت جدائلك ذهبية بلون القمح في تلك الأراضي الواسعة التي كان يكبر فيها خيلك.
كبرت مع حور ضيعتنا وطالت قامتك مع سروها وفاح عبير أنوثتك مع زيزفون مرتفعاتها وصفصاف جداولها كانت العيون ترقب حضورك وتعد خطواتك كنت مدهشة في كل شيء بطموحك وتطلعاتك بأناقتك وكبريائك ما كنت أعلم بأنك ستكونين أنا ذات صباح أشرق على الأكوان أهدى الدنيا أجمل آيات الصور وأضفى على الكائنات مختلف الأوصاف المثيرة!
هاهي الأيام مرت، والعمر مضى لاح بين المفرق مشيب وحكايات وتجارب تأملات وخواطر وما زلت أمام عيني طفلة بحاجة لرعاية دائمة تحرسها عيوني من غضب السماء وتحميها من عبث الزمان.
للمزيد :