مبدأ المساواة في القانون من المبادئ العظيمة التي كفلتها كافة التشريعات والقوانين الدولية . وتكفلت به كذلك الشريعة الإسلامية أحسن تكليف.
معنى المساواة:
المساواة معناها أن يعيش الإنسان متساوياً مع غيره من الناس لا يتم التفريق بينه وبين أحدٍ منهم لا على سبيل العرق ولا اللون ولا الجنس.
معاناة الناس في الماضي من عدم المساواة:
عانى الناس في فتراتٍ متقدمة من هذه التفريقات. فتم التفريق فيما بينهم على أساس ألوانهم وعرقهم وأشكالهم.
بينما جاءت التشريعات القانونية صريحةً على أن كل هذه الأسس أسسٌ باطلة للتفريق بينهم .
فإذا تم إعطاء الإنسان صفة الإنسانية فإنه يتساوى مع غيره من الناس في كل حقوقه وحرياته.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عن المساواة :
جاء النص في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانية وأربعين في المادة الأولى منه والذي يبرهن علي أن مبدأ المساواة في القانون ركيزة أساسية من ركائز حقوق الإنسان.
حيث يقول : «يُولَد جميع الناس أحراراً متساوين في الحقوق والحريات لا يُفرَق بينهم . وقد وُهبُوا عقلاً وضميرًا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء».
فإذا تم إعطاء الإنسان صفة الإنسانية فلا شك أن القانون يكفل له كافة الحقوق والحريات التي يمكن أن يمارسها كحق السفر وحق الملكية وحق البيع والشراء . فلا يتم التفريق بينه وبين أحدٍ من الناس في هذه الحقوق والحريات.
أهمية مبدأ المساواة في القانون:
أهمية هذا المبدأ في أن الناس يعيشون مطمئنين على أموالهم وعلى تصرفاتهم وعلى كل ما يفعلون وما يُقدِمون عليه من أفعال علي اعتبار أنهم متساوون مع غيرهم من الناس في كل حقوقهم وحرياتهم
دون تفرقة فيما بينهم على أي أساس من الأسس التي ربما يظهر عند البعض أن التفريق يكون على أساسها .
مبدأ المساواة في الشريعة الإسلامية :
في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نجد أن هذا المبدأ قد تمثل بصورةٍ واضحةٍ وجلية. وهذا أمرٌ معروفٌ عند جميع الناس . حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم المبعوث برسالة الإسلام ساوى بين الناس جميعاً. فهو عليه الصلاة والسلام ساوي بين من كان منهم شريفاً ومن كان منهم وضيعًا .
فهناك من الصحابة من كان في أول أمره عبداً مملوكًا أو كان ضعيفًا وبعيدًا. ولكن لما اسلم صار في مصاف كبار القوم .
فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين بلالٍ الحبشي وصهيبٍ الرومي وسلمان الفارسى مع أنهم في أعراقهم وأجناسهم أقل رفعةً من الذين آمنوا من أهل قريش
ولكن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قد جسد معنى المساواة بأن جعل جميع الناس من كان منهم ضعيفاً ومن كان منهم شريفاً متساوون في أنهم عند الله سبحانه وتعالى مسلمون.
فالإسلام يساوي بين الناس أجمعين في كافة حقوقهم وحرياتهم . وجاء ذلك ممثلاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا فضل لعربيٍ على أعجميٍ إلا بالتقوى والعمل الصالح».
اقرأ المزيد:
2 تعليقان
مبدأ المساواة في القانون من المبادئ العظيمة التي كفلتها كافة التشريعات والقوانين الدولية . وتكفلت به كذلك الشريعة الإسلامية أحسن تكليف. وهو ضروري للبشر فهو ما نتميز به عن بقيه المخلوقات اذا مشينا على طريق الشريعه الاسلاميه وا السنه النبويه وتعتبر القوانين هيه مبدا العدل ولمساواه بين البشر
يقيم الإسلام المساواة ويحترمها، لا فرق في ذلك بين شريف ووضيع، غني وفقير، قريب وبعيد، مسلم وغير مسلم، ولا بين رجل وامرأة، فالشريعة الإسلامية لها ميزان واحد يطبق على جميع الناس والذي يؤكد هذه المساواة النص القرآني الصريح من سورة النساء يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
والقرآن الكريم يتضمن آيات كثيرة كلها تحث المؤمنين على مبدأ المساواة فيكفي الرجوع إلى سورتي المائدة والنساء، فقد خاطب الله رسوله في هذا الباب بقوله إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا وحتى الرسول كان دائما يحث على أن تسود المساواة جميع أفراد الأمة الإسلامية وغيرهم فقد قال عليه السلام “لا تفلح أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوى”. ولم ينته أمر المساواة بانتهاء الوحي أو بموت الرسول، بل استمر هذا المبدأ شعارا لمن يتولون شؤون المسلمين، والدليل على ذلك فعل الخليفة الجليل أبو بكر الصديق(رضي الله عنه) الذي حث في أول خطاب له على ذلك بقوله “ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه”، ونجد عمر يخاطب الناس بنفس المعنى قائلا: “أيها الناس: إنه والله ما فيكم أحد أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ الحق له ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه”.