رحلة “فيسبوك” نحو القمة استغرقت أقل من نصف عقد، تطورت شركة فيسبوك من فكرة حبيسة غرفة إلى شركة يتهافت عليها مئات الملايين من المستخدمين، لتصبح من أسرع الشركات نموًا في تاريخ البشرية، ومكونًا أساسيًا في الحياة الاجتماعية لقطاعات عريضة ،بتجاوزها المراهقين وصغار السن، واستقطابها مئات الملايين من الراشدين وكبار السن في جميع أنحاء العالم.

رحلة القمة وحلم مارك
مع انتشار فيسبوك، لمس الجميع تأثيره المدهش على الناس. ويمكننا الاستدلال على ذلك بتحول فيسبوك إلى أداة يستخدمها الناس في المظاهرات السياسية بدءً من كولومبيا وحتى إيران.
البداية
بدأت رحلة “فيسبوك نحو القمة” بإحدى محاولات مارك زوكيربيرغ لإيجاد وسيلة للتواصل الاجتماعي. كانت البداية عندما كان طالبًا! وقد أسس حينها شبكة تواصل بين طلاب الجامعة. كان هدفه من تلك الشبكة عمل استطلاع عن الطالب الأكثر وسامة.
بعدها حول زوكيربيرغ موقع شبكته الإلكتروني إلى شركة خاصة تعمل برأس مالٍ محدود. بعدها بدأت الفكرة تنتشر وحظي الموقع برواجٍ وصيتٍ بين ثلاث جامعاتٍ كبرى.
وكانت الإنطلاقة التي رفض زوكيربيرغ بعدها عرضًا من أحد رجال الأعمال لشراء الموقع الإلكتروني مقابل 20 مليون دولار.

فكرة تنطلق
نما رأس مال الشركة التي تأسست باسم الموقع الإلكتروني، وأسهمت زيادة الإعلانات التي تتلقاها في كسب المزيد من الأرباح، لكن اهتمام زوكيربيرغ برضا مستخدمي الموقع كان أشد وأكبر من اهتمامه بعائدات الإعلانات. وكان التسجيل في بادئ الأمر مقصورًا على الطلاب، ولم يسمح للشركات المعلنة، بامتلاك حسابات لها عليه.
تشكلت النواة الأولى لفريق العمل باعتماد زوكيربيرغ على موسكوفيتش في تشغيل الموقع، وإعداد قواعد البيانات الخاصة بالكليات والطلاب المنضمين للموقع بشكلٍ مستمر، إلى جانب اعتماده على باركر البارع في التواصل الاجتماعي، وكان أحد رجال الأعمال المشهورين بوادي السيليكون، وهو الذي أكد جدارته وقدرته على توصيل فكرة فيسبوك إلى كل أطياف المجتمع، وبعدها تفرغ زوكيربيرغ للعمل على تطوير رؤيته المستقبلية للشبكة، وترك لباركر الجانب التقني لإدراكه أن السرعة التقنية في الإبداع هي سر نجاح الشركة.
رحلة “فيسبوك” نحو القمة.. مواجهة التحديات
استطاعت شركة فيسبوك اجتياز كل التحديات التي واجهتها في مسيرة عملها. ونجحت الشركة في التعامل مع المشكلات التي واجهتها بمرونة وحكمة، واستطاعت الشركة أن تشق طريقها في عالم الأعمال بقوة وثبات.
كانت هناك شركات كثيرة تقوم على نفس فكرة التواصل الاجتماعي، لكن ما حال بينها وبين نجاح فيسبوك سوى ضعف إمكانياتها، وعدم قدرتها على تسويق نفسها، وهو الأمر الذي يفسر كثرة الدعاوى والقضايا التي رفعت على مؤسس فيسبوك.
ولعل قضية سرقة الفكرة، التي رفعتها شبكة “كونيكت يو”، التابعة لجامعة هارفارد، كانت من أبرز القضايا التي اعترضت مسيرة زوكيربيرغ، وبعدها حصلت كونيكت على تعويض قدره 20 مليون دولار، وتساهم في “فيسبوك”، بمبلغ 10 ملايين دولار.
زاد انتشار العديد من شبكات التواصل الاجتماعي التي تحاول كبح جماح فيسبوك والنيل منها، لكن فيسبوك حافظت على تماسكها وقوتها، باتباعها منهج التطوير والابتكار لتظل أكثر الشبكات شهرة وتأثيرًا.
حرصت الكثير من الحكومات والأنظمة التي ترى في فيسبوك تهديدًا لها ولبقائها على اختراق فيسبوك والاستفادة منها لصالحها لتتخلص من المعارضين أو تحول دون وجود أي منصة تجمع الأفكار المطالبة بالحريات والحقوق، وزاد الأمر إلى عمل حظر أو تعطيل للخدمة في بعض الدول، لكن فيسبوك كموقعٍ ظل محافظًا على بقائه وصموده.
استقطاب المستثمرين والتحول إلى شركة
حصل زوكيربيرغ على عروض استثمارية في شبكة فيسبوك، بلغت عشرات الملايين. كان الاستثمار الأبرز كان لجيمي بريار بقيمة 89 مليون دولار .أصبحت شبكة فيسبوك أخيرًا شركةً حقيقيةً.

مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك
سنحت الفرصة لزوكيربيرغ للتحوُّل إلى شركة، لكن لم تكن لديه الخبرة في تأسيس الشركات، ولا في طبيعة عملها، لذلك استعانت فيسبوك بمستشار؛ لإدارة شؤون الشركة، وقامت بتوظيف المزيد من الموظفين والمهندسين والمبرمجين؛ لتطوير الشركة.، ثم تأسس فيها قسم داخلي لإدارة الإعلانات.
بعدما وصل عدد المشتركين في الشبكة إلى خمسة ملايين مشترك في أكتوبر 2005، تغير الوضع. لذلك، أنشأت الشركة قسم الدعم التقني والفني بسبب حدوث أخطاء فنية.
وفي سبتمبر 2005، اشترت الشبكة اسم الموقع الرسمي Facebook.com مقابل 200.000 دولار من الشركة المالكة. كانت هذه خطوة كبرى في رحلة “فيسبوك” نحو القمة.
اقرأ أيضًا:
الخفايا والأسرار التي قد لا نعرفها عن الفيسبوك
كيفية إنشاء حساب فيسبوك جديد عبر الهاتف بالصور خطوة بخطوة