العصب السابع في الوجه .. هو ذلك العصب الذي يتحكم في العضلات على جانبي الوجه وهي تلك العضلات المسئولة عن جميع تعبيرات الوجه الحركية من ضحك وابتسام وبكاء وغيرها .. ويسمي بهذا الاسم؛ لأن ترتيبه رقم 7 في الأعصاب المخية .
واسمه العلمي ( شلل بيل ) نسبة إلى الجراح البريطاني تشارلز بيل الذي نجح في تشريح أعصاب الوجه سنة 1842 و تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالعصب السابع من الرجال، كما أنه يصيب الأطفال وجميع الأعمار أيضاً .
وفي حالة إصابة ذلك العصب السابع بالشلل ( الحالة التي كانت تعانيها الفنانة سعاد حسني قبل رحيلها ) فإن المصاب في هذه الحالة يكون عاجزاً عن التحكم في تعبيرات وجهه، فلا يستطيع رسم ابتسامة كاملة على وجهه كالمعتاد، وإنما يبتسم نصف وجهه فقط والنصف الآخر لا يتحرك …. وهكذا مع مختلف الحركات التعبيرية للوجه …
وقد تؤدي إصابة العصب السابع للوجه في حدوث شلل نصفي بالوجه كله، ما يؤدي إلى تدلي نصف الوجه لأسفل، وفي تلك الحالة يفقد المصاب القدرة على تحريك نصف الوجه تماماً، كما أن عضلات الجفون تفقد قدرتها على الحركة فتظل إحدى العينين مفتوحة والأخرى مغلقة.
أسباب الإصابة بالعصب السابع:
ومن بين الأسباب التي التي اكتشفها الأطباء وتم تصنيفها على أنها من مسببات إصابة الوجه بالعصب السابع .. هو تعريض الوجه لدرجة حرارة متباينة ومختلفة بشكل فجائي .. مثل الخروج من غرفة باردة ومكيفة إلى جو الشارع بحرارته العادية المرتفعة أو العكس .
ولذا فإن الأطباء ينصحون من يتواجدون في أماكن بها ( أجهزة تكييف ) باردة بالقيام ( بتغطية الوجه) قبيل الخروج لمكان حرارته مرتفعة أو العكس؛ تجنباً لإصابة الوجه بالعصب السابع .. ذلك المرض المزعج الذي انتشر بالتزامن مع التوسع في استخدام تكنولوجيا التبريد والتكييف الصناعية بعيداً عن الطبيعة .
وتجدر الإشارة إلى أن الطب الحديث قد تدخل للسيطرة على هذا المرض عن طريق التشخيص باستخدام تقنية التخطيط العضلي الكهربائي EMG وكذلك الكشف وتحديد نوعية الإصابة باستخدام أشعة X-RAY إضافة إلي التشخيص الدقيق باستخدام الرنين المغناطيسي MRI ،
ويعالج مرض شلل بيل أو العصب السابع حتى الآن ببعض أنواع الكريمات والمراهم والفيتامينات والمضادات الحيوية والقطرات المرطبة للعين، إضافة إلى إخضاع المصاب للصدمات الكهربائية المنبهة لأطراف الأعصاب .
وقبل أن أختم، أُطمئن الجميع بأن الإصابة بالعصب السابع، مرض لا يهدد حياة المريض، كما أن حالات الإصابة به مازالت ( حالات فردية ) لا تدعو إلى القلق، وأن معظم الحالات المصابة بهذا المرض غالباً ما تستجيب للشفاء الجزئي خلال شهرين من بدء البرنامج العلاجي.. ولكن تذكر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج .
————————
بقلم: محمد أحمد عوض.
————————