” احذر فهذه الثعابين قد تأكلك ” الإنسان عدوُّ ما يجهل، يظلُّ بعيدًا عنه، ينأى بنفسه عن تلك المواطن الضبابية والرمادية التي لا يستطيع سبر أغوارها، يخشى من المجهول، وينسج عنه في خياله الأساطير، يتضخَّم هذا المجهول، يتغَوَّل، يزداد سطوةً، فتزداد معه الأسطورة انتشارًا، ويزداد المرءُ في نفسه انكماشًا، ويفقد العقل القدرة على التكذيب..
ومن تلك الجوانب المظلمة في معارف الناس وحياتهم، هي علاقتهم بالثعابين، فتَرَوْنَهم يخشَوْنَها وينفرون منها ويبتعدون عنها قدر الاستطاعة.. ولكنهم كذلك ينسجون حولها الأساطير ويختلقون عنها قصصًا، تبدأ بالوهم، وتسير إلى اليقين.. فهل هناك من أنواع الثعابين ما يستطيع أن يبتلع الإنسان دفعةً واحدةً، كما صوَّرَت لنا هوليود هذا السلوك في بعض أعمالها السينِمائيَّة؟ وهل تصل بعض الثعابين إلى عشرات الأمتار طولًا، كما تُصَوِّرُها لنا بعض تلك الأعمال أو كما تتصوَّرُها بعض عقولنَا التي تهاب؟!!..
أمَّا السؤال الثاني والذي يتناول أطوال الثعابين فسنُرجؤُه إلى مقالْ آخر؛ كي لا يطول بنا المقام وسط تلك الكائنات الموحِشَة.. أمَّا عن حقيقة قدرة بعض أنواع الثعابين على ابتلاع الإنسان فتعالَوْا بنا لنُقَرِّر بعض الحقائق عن الثعابين..

احذر فهذه الثعابين قد تأكلك
احذر فهذه الثعابين قد تأكلك!
-
الثعابين آكلات للحوم:
تعتبر الثعابين حيوانات لاحمة، لا تأكل النباتات، قد تأكل بعض الثعابين الصغيرة بعض الحشرات في فترات وتحت ظروف محدودة، وقد تأكل بعض فصائلها البيض النَّيِّء، ولكن الثعابين في مجملها آكلات للحوم، تأكل القوارض والطيور والسحالي والتماسيح وبعض الثدييات الكبيرة..
-
الثعابين تبتلع فرائسها كاملةً:
لا تمتلك الثعابين أسنانًا قاطعة ولا أنيابًا للتمزيق ولا ضروسًا لطحن اللحوم، بل تمتلك الكثير من الأسنان المدَبَّبة على امتداد الفَكَّيْن العلوي والسُّفلِي.. تلك الأسنان أشبه بالخطاطيف، معقوفة إلى جهة الداخل؛ لكي تساعد الثعابين في التشَبُّثِ بفرائسها وعدم السماح لها بالفرار بعد القبض عليها.
لا تقوم الثعابين بتقطيع فرائسها، بل تقوم بابتلاعها كاملةً دفعةً واحدةً، يساعدها على ذلك جسمها الاسطوانيّ، وحركتها الدوديَّة التي تتحرَّك بها نحو الفريسة، حيث يبدو أنَّ الثعابين هي من تقوم بالزحف باتجاه الفريسة أثناء ابتلاعها..
-
الثعابين ليست سواءً.. من حيث الطول وقطر الجسم:
تتباين وتختلف أحجام الثعابين تباينًا كبيرًا، في أطوالها وأشكالها وأمزجتها وقطر أجسامها، فليست جميع الثعابين تتَّسِمُ بالطول الشديد الذي قد يظُنُّه البعضُ أمرًا مُسَلَّمًا به.. بعض فصائل الثعابين لا تزيد أطوالها عن 15 سنتيمترًا؛ كالثعابين العمياء، وبعضها لا يتجاوز طوله عشرات السنتيمترات، وبعضها لا يتعدَّى طوله المتر الواحد.. كما قد يتجاوز طول بعضها الأمتار السِتَّة..
كذلك في الحجم وقطر الجسم، فهناك من الثعابين ما تشبه الأنابيب الرفيعة، وأخرى قد يتجاوز قطر أجسامها عند المنتصف 30 سنتيمترًا، فتبدو وكأنها ماسورة مياه كبيرة القُطْر.. بعضها سريع الغضب والاستثارة، والبعض الآخر هاديء خجول لا يهاجم كثيرًا..
يُتْبَع إن شاء الله
للمزيد:
نصائح لحماية حيوانك الاليف من الاصابة بضربة شمس
1 comment
الثعابين هي أحد تلك الحيوانات التي خلقها الله عزَّ وجلَّ، وعلَّق بها سبحانه العديد من الأحكام الشرعيَّة، لذا فإنَّه من النافع جدًّا أن يعرف الإنسان عنها، وأن يجمع ما يحتاجه وما يستطيعه من فوائد شرعيَّة وعلميَّة، فإنْ لم يكن من فائدة من مطالعةِ حياتها وغرائبها إلَّا أن يقول المرء “سبحان الله” فكفى بها فائدة وأنعم بها منحة..