في روسيا ، تحديداً في قرية بوكروفسكوي في سيبيريا، ولد ذلك الراهب راسبوتين الذي أصبح أقرب شخص إلي الامبراطورة
فيما بعد.
ولد في 22 يناير 1869 و لم يكن سوي فلاحاً أمياً ، وعلي الرغم من ذلك ، أصبح شخصاً مقدساً من قبل الفلاحين و المجتمع
و مقرباً من القيصر و زوجته الإمبراطورة ، و من المجتمع الارستقراطي .
إنه غريغوري راسبوتين .
وقد اكتسب اسم راسبوتين هذا في فترة مراهقته – و هي كلمة روسية تعني الفاجر – لكثرة علاقاته الجنسية الفاضحة .
نشأة راسبوتين
في الثلاثين من عمره كان زوجاً لديه أربعة أطفال .
و علي النقيد الآخر ، فقد كان لديه ولع شديد في الشراب و سرقة الجياد .
و من هنا بدأ يكتسب صفة الرهبانية ، حيث تم اتهامه ذات مرة بسرقة أحد الجياد
لكنه هرب من قريته ، و ذهب لأحد الأديرة ، فاتخذ صفة الرهابنة .
كان راسبوتين مسافراً جوالا في أنحاء روسيا ، يقوم برحلات دينية .
يُذكر أن راسبوتين لم يستحم خلال تلك الرحلات التي اسمرت لشهور ، ولا لمرة واحدة .
أثناء رحلاته انضم لطائفة متطرفة ، غير شرعية اسمها ” خاليستي ”
تقوم فكرتها علي الجمع بين الجلد و الممارسات الجنسية ، و قد شكل هذا قاعدة التزمها فيما بعد .
فقد كان راسبوتين يؤمن أن الفرد يصبح أكثر قرباً من الله إذا ارتكب ذنباً شهوانيا بقصد منه ثم تاب بعده توبة نصوحاً .
راسبوتين و العائلة الملكية
كان ولي عهد روسيا ” أليكسيس نيكوليافبتش ” ورث من أمه مرض الهيموفيليا ” سليان الدم .
و كان قد توفي بسبب هذا المرض من قبل ، أخ الملكة ، و خالها ، و اثنان من أبناء الإخوة .
راسبوتين استطاع التخفيف من معاناة ولي العهد و آلامه ، و منعه من الموت بسبب النزف حتي الموت .
وبسبب ذلك اقتنعت الإمبراطورة ألكسندرا و زوجها القيصر بقدراته
وأصبح راسبوتين شخصاً مقربا من القيصر و زوجته ، ناصحاً لهما
حتي أصبح مستشار الإمبراطورة الشخصي ، و ائتمنته علي أسرارها ، فكان له موعد أسبوعي محدد لزيارة الإمبراطورة في القصر .
النفوذ التي وصل إليها راسبوتين
راسبوتين أصبح أقرب الأشخاص إلي الإمبراطورة ، و زاد تأثيره علي البلاط ، لدرجة أنه لم يكن هناك من يجرؤ علي اعتراضه .
أسرت شخصيته بعض قادة الكنيسة و النخبة الإجتماعية و السياسية .
أصبح نفوذ راسبوتين علي القرارات الداخلية و الخارجية واضحاً
وكان هذا النفوذ المتزايد أحد أهم الأسباب لقيام الثورة الروسية عام 1917 .
راسبوتين والحرب ضد روسيا
كان راسبوتين معارضاً تماماً لفكرة الحرب تلك ، و حاول إقناع القيصر بعد الدخول في الحرب،
وحاول إقناع القيصر بعدم التورط في الصراع ضد العثمانيين في البلقان عام 1913 .
ولكن من جهة أخري، كان يُصر الوطنيون المتعصبون علي مساعدة روسيا للأرثوذكس.
أخبر راسبوتين القيصر أن دخول روسيا في الحرب تعني نهاية حكم أسرة رومانوف، و أن روسيا ستعاني منها كثيراً.
و لكن القيصر لم يعمل بكلامه ، لكثرة الضفوط الداخلية التي لم تترك له خياراً سوي الدخول في تلك الحرب .
و بالفعل فقد استعد القيصر للحرب العالمية الأولي التي فقد خلالها أكثر من أربع ملايين روسي أرواحهم ،
في الوقت الذي استغل فيه راسبوتين ابتعاد القيصر عن القصر و انشغاله بالحرب ، و عمل علي زيادة نفوذه ، و قواه السياسية
و تدخل في قرارات الحكومة الداخلية ، حتي طغي نفوذه علي قرارات القيصر السياسية ، لدرجه أنه تآمر مع زوجة القيصر
لعقد اتفاقية سلام سرية مع ألمانيا .
وقد أدت نفوذه الطاغية ، بالإضافة لحياة السُكر و المجون التي كان يعيشها
لزيادة أعدائه ، و زيادة اللوم عليه ، فقد تم محاولة اغتياله مرتين ، فشلت المحاولة الأولي و لكن كانت المحاولة الثانية ناجحة .