الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.. طرأت تغيرات هائلة على بيئة العمل في العقدين الماضيين. لماذا؟ لأننا أصبحنا في العصر الرقمي الذي شهدنا فيه ظهور تقنيات مثل الإنترنت، والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أصبحنا نحمل عملنا في أيدينا وأصبحت مكاتبنا معنا أينما ذهبنا لأن أعمالنا أصبحت تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التكنولوجيا المتطورة والأجهزة التكنولوجية الحديثة.

الموازنة سهلة لو أحسنا التصرف ونظمنا حياتنا
لذلك، أصبحنا مشغولين حتى في بيوتنا وأصبح الحصول على وقت فراغٍ أمرًا صعبًا جدًا. وعلى الرغم من عظمة التقدم التكنولوجي الذي غزا كل جوانب حياتنا الأسرية والتجارية، لم ننجح في الاستفادة من الوقت الذي وفره لنا استخدام التقنيات الحديثة في التواصل والعمل. لماذا؟ لأننا أصبحنا نعمل في بيوتنا وفي كل مكانٍ نذهب إليه باستخدام التقنية الحديثة. لذلك أصبح من الضروري الآن وأكثر من أي وقت مضى أن نفكر في الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
هذا كلام سهل نظرياً، لكن يمكننا تطبيقه باتباع هذه الإرشادات المفيدة للحصول على حياة أكثر سعادة وراحة ونحقق الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
اعتنِ بنفسك
قد يبدو هذا المطلب “كلاماً مكرراً” ولكن في عصرنا سريع التغيير والحركة، أصبحنا نتناول أطعمة غير صحية لكونها سريعة التحضير أو لعدم شغل أنفسنا بما نأكله لطغيان العمل على تفكيرنا وعدم تركيزنا على نظامنا الغذائي. كذلك، أصبحنا لا نحب المشي ونراه مضيعةً للوقت، وصرنا لا نحصل على قسط كافٍ من النوم إما بسبب الانشغال بالعمل أو بسبب انشغالنا باستخدام الأجهزة الذكية في البحث عن مزيدٍ من فرصٍ تسويقية أو تجارية أو حتى توظيفية.
لذلك، يجب أن نعيد التوازن لحياتنا بتخصيص وقتٍ لتناول طعام صحي، والحصول على قسط وافر من النوم، وممارسة بعض الأنشطة البدنية في حياتنا اليومية. وفكر على الأقل في صعود المبنى على السلم بدلاً من استخدام المصعد بشكلٍ دائم. من هنا تبدأ الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
نظم وقتك
رتب أعمالك ومهامك اليومية في المنزل والعمل، وافعل ما تستطيع فعله ولا تشغل بالك بأمرٍ غير ذلك. يمكنك تنظيم مهامك المنزلية وترتيب أولوياتك بكفاءة.

تنظيم الوقت يوفر علينا الكثير من الجهد ويجعلنا ننعم بحياة متوازنة وناجحة
لذلك، فكر في تقسيم المهام على دفعات، كأن تنتهي من تحضير الأوراق اللازمة لمناقصة ما، ثم تعقد اجتماعًا توزع فيه مهام هذا الأسبوع وتحدد يومًا لاستلام تقارير الأداء، ثم تعود إلى المنزل فتصحب الأطفال والأسرة إلى زيارة الجد أو الجدة. بعدها جالس الصغار حتى يخلدون للنمو، واذهب لتسوق بعض الأدوات والمستلزمات التي يحتاجها المنزل وأرسل الملابس للغسل والكي. افعل ذلك وستحصل على وقت فراغ أكبر.
احرص على الحصول على وقت فراغ
احرص كل الحرص على قضاء بعض الوقت مع أسرتك وأصدقائك أو في ممارسة أنشطة تعينك على إعادة شحن طاقتك. وبتلك الطريقة سيكون لديك شيء تتطلع إليه وحافز إضافي لإدارة وقتك جيداً، لأن الوقت سريع التسرب. لذلك، يجب أن تحسن الحفاظ عليه واستغلال المتاح منه بذكاءٍ وفي منفعةٍ شخصية أو عملية. واعلم أنك إن فعلت ذلك فإنك أصبحت قريبًا من الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
مارس التمارين الرياضية بانتظام
ما هذا الذي تقوله؟ أليس ليس لديك وقت لممارسة الرياضة؟ حسناً، اسمع.. يقول الخبراء إن الرياضة تساعدك على إنجاز المزيد من خلال رفع مستوى طاقتك وقدرتك على التركيز. كما تشير البحوث إلى أن بمقدور التمارين الرياضية مساعدتك على اليقظة وبالتالي القدرة على الإنتاج. “استثمر في الوقت” – أنفق بعضه لتكسب المزيد منه.
استرخِ وانس هموم عملك لفترة
كلنا، مهما كنا مشغولين أو مهمين، أو نجهد أنفسنا أو نعمل تحت ضغوط نقص الموارد، بمقدورنا أيجاد بضع دقائق كل يوم للجلوس في سكينة والاختلاء بأنفسنا وتدبر أحوالنا. إن قضاء بضع دقائق في صمت والتأمل من شأنه أن يساعد على استرخاء الجسم والعقل، وزيادة التركيز وظهور الحلول على السطح. لا تقلل من قيمة إيجاد فترة تتراوح من عشر إلى خمسة عشر دقيقة يومياً للتأمل، والتدبر أو التفكر.
تذكر أيضاً أن إيجاد توازن صحي بين الحياة العملية والشخصية أمر لا يتحقق بعصا سحرية من أول مرة، بل هو عملية متواصلة من التأقلم والتقييم والتغيير وإيجاد الحلول الوسط. يجب أن تخصص بعض الوقت لنفسك لمتابعة الأشياء التي تجلب لك المتعة والسعادة، وإلا فلماذا تعمل إذن؟ الإجابة مهما كانت لا تخرج عن نطاق الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
اقرأ أيضًا
رتب حياتك وأحسن استغلال أموالك