يمكن أن يكون تعزيز الشعور بالمكان في الكتابة أكثر من مجرد وصف رسومي مثلاً للبحر، أو رائحة القهوة المريحة في المطبخ. الأماكن ليست مجرد تعيينات ليتم وصفها. و يمكن أن يكون المكان نفسه مريحًا أو مهددًا، اعتمادًا على من يمر به، ووقت تجربته، وما يحدث أيضًا أثناء تجربته.
يمكنك استخدام الإحساس بالمكان كأداة قوية لجذب القراء إلى عالمك وعدم السماح لهم بالذهاب حتى الصفحة الأخيرة. اليوم، سأريكم ست طرق يمكنك من خلالها إيجاد إحساس بالمكان من شأنه أن يعزز كتابتك إلى المستوى التالي، ولا تعتمد على نفس الحواس الخمس المرهقة.
1. استخدم الطقس ودرجة الحرارة والموسم
-
كيف هو الطقس؟
الفصل الذي يحدث في عاصفة رعدية سيبدو مختلفًا تمامًا عن الفصل الذي يحدث في موجة الحر. حيث يوجِد الطقس القاسي – مثل العاصفة الثلجية أو الإعصار – توترًا يمكنه تضخيم ما تشعر به شخصياتك، أو تحفيزهم على اتخاذ إجرا ، أو دفعهم إلى اتخاذ قرارات يشعرون بها بالفخر أو الندم عليها.
-
ما هي درجة الحرارة؟
يمكن للحرارة والبرودة أن تبطئ من قدرة شخصياتك على اتخاذ القرارات والتصرف بناءً عليها. حيث تشتعل الأعصاب بعدم الراحة، وتسترخي الشخصيات وتهدأ في حالة من الرضا عن النفس عندما تكون درجة الحرارة معتدلة. مثلا هل تزداد برودة شخصيتك فجأة رغم سخونة الغرفة؟ أم هل ينطوون على بعضهم حتى في عاصفة ثلجية؟
- في أي وقت من السنة تعيش الشخصية؟
هل يمكنك تعزيز الشعور بالأمل أو الحزن من خلال تغيير الموسم الذي يحدث فيه الفصل؟ هل يمكنك استخدام الموسم لتحويل مكان غير ملحوظ إلى مكان استثنائي؟ يبدو شارع الضواحي مثلاً مختلفًا تمامًا عندما تكون الأشجار مزدهرة تمامًا، عما كانت عليه عندما تكون الفروع عارية.
2. اختر وقت اليوم للحصول على أقصى تأثير
تعطي معظم الأماكن شعوراً باختلاف شديد مثلاً في الظهيرة عن الساعة 2:00 صباحًا. هل يمكنك تغيير وقت حدوث المشهد لتحسين الحالة الذهنية لشخصياتك؟
3. الاستفادة من وجهة نظر الشخصية
- الشخص الصغير بالنسبة لطوله (أو الشخص الذي يجلس) سيلاحظ تفاصيل مختلفة عن الشخص الطويل (أو الشخص الذي يقف). مساحة تجعل المشاهد وكأنها تبدو مختلفة عن تلك التي يتم الشعور فيها من خلال المشاهد من زاوية ضيقة.
- يغير مستوى خبرة الشخصية أيضًا الشعور بالمكان – تخيل مدى اختلاف وصف شخص فقير لمكان يمتلئ بالأشياء الفارهة والفخمة وشخص آخر غني تبدو نظرته لهذه الأشياء مجرد شيء إعتيادي.
- إذا وصفت مكانًا من نظرة شخصية ذات خبرة طويلة، لتعطي القارئ قفزات صغيرة وتخمينات حتى يواكب مستوى خبرة الشخصية، حيث يمكنك أن تجعل القارئ يقرأ ويشعر المشهد وصورته وحواسه من داخله.
- كما يمكنك أتخاذ الأسلوب المعاكس وعلى النقيض من الذي ذكر بالنقطة السابقة – جعل الشخصية تخمن بشكل خاطئ حول الغرض من استخدام مكان مألوف – يمكنك أن تفعل الشيء نفسه.
4. استخدم الماضي لتهيئة المسرح للحاضر
معرفة ما حدث في مكان ما – سواء في الآونة الأخيرة أو في الماضي البعيد – يغير كيفية تفاعل الشخصية معه وكيف يشعر القارئ حيال ذلك. فمثلاً الكهف الذي يذهبون ويلعبون به الأطفال ويضعون فيه حاجاتهم وألعابهم، يختلف عن الكهف الذي كان يؤوي العبيد الهاربين، حتى لو كان نفس الكهف. والغرفة التي حدثت فيها جريمة قتل تبدو مختلفة تمامًا عن الغرفة التي كانت تُستخدم كمكتب لقراءة الكتب والكتابة والمذاكرة، حتى لو كانت في نفس الغرفة. هل أدركت كيفية إيجاد الشعور بالمكان في الكتابة عن طريق نوع السرد؟
5. دع توقعات الشخصية ترسم كيفية رؤية المكان
المكان الذي ينتظر فيه شخص ما حبيبته مثلاً يبدو مختلفًا تمامًا عن المكان الذي يخشى فيه شخص ما أن يقابل متهمًا. إذ يمكن تعزيز الشعور بالمكان من خلال وصفه من حيث ما تتوقع الشخصية برؤيتها حدوثه هناك.
6. اهتم بمواطن الصفات والظروف
- إنسى ما تعلمته في المدرسة. استخدم الصفات باعتدال، وأدخل الظروف فقط عندما لا يعمل أي شيء آخر. أظن كتاباتك ستُشعر القارئ على الفور بمزيد من الاحترافية في الوصف والصياغة.
- ضع في اعتبارك هذه الفقرة التي من المحتمل أن تجعلك تحصل على أعلى من مستوى مدرس لغتك الأم مثلاً في مدرستك الثانوية، على سبيل المثال عندما تصيغ:
“السرداب المظلم مخيف في الليل، مع وجود شمعتين فقط وامضتين هناك على المنضدة بالزاوية. عندما تبدأ الرياح بالقرع في على الشبابيك بهزيزها، وتحرك الأبواب مصدرتاً صريراً وتنغلق بقوة دفعة واحدة، فتفزع الشخصية، من الصوت الغير متوقع فجأة، وتنطفئ الشموع، وتصبح الغرفة أكثر برودة وظلاماً.”
إنه وصف عملي تمامًا، أليس كذلك؟ يمكنك تصور المكان، وربما حتى تشعر بقشعريرة من القلق. لكن انظر ماذا يحدث عندما نقدم نفس المعلومات دون أي صفات أو ظروف:
“دخلت السرداب وانطفئت الشموع هناك، وكان الجو بارداً بفعل الرياح “
بدلاً من استخدام الأحوال، استخدم الأفعال. بدلاً من استخدام الصفات، استخدم الوقت من اليوم ودرجة الحرارة وتاريخ المكان وتجربة المشاهد وما يخشونه قد يحدث بعد ذلك.
- باستخدام جميع الطرق الدقيقة التي نختبر بها الإحساس بالمكان في الحياة الواقعية، سينقل القراء إلى عالم يبدو أكثر واقعية. عندما يصلون مثلاً للصفحة الأخيرة و هم الذين كانوا يرحلون بفكرهم ومخيلاتهم عدا أجسادهم، ثم يتفاجئون بالعودة إلى كرسيهم الذين يجلسون عليه، ستعزز الشعور بالمكان في الكتابة، وحينها ستعرف أن عملك قد تم، وبحرفية.
إقرأ أيضاً:
نصائح هامة حول كتابة المقال المقنع
كيفية كتابة الخاتمة المميزة وإرتباطها بكتابة المحتوى