يعد فيسبوك هو أكبر تهديد لعرش “Google Ad Revenue Throne” عائدات إعلانات جوجل، بعد تأسيس جوجل في عام 1998، صعد سريعًا إلى المرتبة الأولى بين محركات البحث. وخلال السنوات الفاصلة، كان العديد من محركات البحث يأمل في أن يحل محل جوجل، أو على الأقل، تقديم بعض المنافسة العملاقة. و على الرغم من كل منافسيها الفاشلين في مجال محرك البحث، تواجه جوجل تهديدًا مشروعًا من فيسبوك؛ لأن الشركتين تتنافسان على حصة سوقية في مساحة الإعلان على الإنترنت.
- يستخدم كل من فيسبوك و جوجل أدوات متطورة ومعلومات ديموغرافية للمستهلكين وموقعهم من أجل خدمة الإعلانات المستهدفة للمستخدمين.
- على الرغم من منافسة فيسبوك، لا تزال جوجل تعتبر العنصر المهيمن في الإعلان الرقمي، بحصة 37٪ من سوق الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة التي تبلغ 130 مليار دولار.
- في عام 2019، بدأت وزارة العدل الأمريكية في تمهيد الطريق لإجراء تحقيق في شركة جوجل على أساس قوتها الاحتكارية في التسعير.
- عندما تم إطلاق جوجل لأول مرة، استخدم معظم مستخدمي الويب محركات البحث مثل “لايكوس Lycos” و “التافيستا AltaVista” لإجراء عمليات البحث. ومع ذلك، سرعان ما أصبحت هذه الشركات قديمة حيث انجذب المستخدمون إلى تصميم جوجل البسيط والواجهة سهلة الاستخدام.
- المنافسون الآخرون، مثل (ياهو Yahoo و إم أس أن MSN)، تشبثوا بالحصص السوقية الصغيرة. ثم حاول المتحدون في وقت لاحقاً مثل (بينج Bing) دون جدوى وضع أنفسهم كمحرك بحث ( جو تو go-to) لغالبية مستخدمي الويب.
- على الرغم من كل منافسيها الفاشلين، فإن جوجل لديها تهديد واحد لهيمنتها هو فيسبوك، و على الرغم من أن فيسبوك ليس بالأساس محرك بحث، إلا أنه شركة سمع عنها الجميع ويزورها معظم مستخدمي الإنترنت بشكل منتظم. وهذا هو سبب إعجاب المعلنين به.
تنافس فيسبوك وجوجل للمعلنين
يلبي كل من فيسبوك و جوجل أغراضًا مختلفة جدًا لمستخدميهما: أحدهما محرك بحث والآخر عبارة عن شبكة اجتماعية، ينتقل مستخدمو الإنترنت إلى جوجل للبحث عن معلومات محددة وإلى فيسبوك للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والمعارف المهنية. ومع ذلك، نظرًا لنماذج الإيرادات الخاصة بهم ، تتنافس الشركتان على المعلنين.
بالنسبة للغالبية العظمى من المستخدمين، تقدم جوجل و فيسبوك خدماتهما مجانًا. حيث لا تكسب جوجل أي أموال عندما يستخدم شخص ما خدمتها للبحث مثلاً عن عاصمة نيو هامبشاير. وبالمثل، لا يكسب فيسبوك أي أموال عندما ينشر المستخدم صورة لما أكله على الإفطار. لكن كل من جوجل و فيسبوك يُبلغان عن عائدات بمليارات الدولارات كل عام؛ لأنهما يفرضان على المعلنين رسومًا باهظة لعرض منتجاتهم أو خدماتهم أمام مستخدميهم.
يدر مستخدمو جوجل و فيسبوك إيرادات للشركة بشكل غير مباشر؛ كلما زاد عدد زوار المواقع، زاد سعي المعلنين إلى استخدام منصاتهم، مما يترجم إلى القدرة على فرض رسوم أعلى على مخزون الإعلانات لتحقيق عائدات إعلانات جوجل .
هيمنت إعلانات جوجل (المعروفة سابقًا باسم جوجل أدوورد Google AdWords)، وهي منصة إعلانية عبر الإنترنت طورتها جوجل، على سوق الإعلان عبر الإنترنت على مدار العقدين الماضيين. كما يسمح برنامج إعلانات جوجل للمعلنين بتسخير مدى وصول جوجل الهائل بين الباحثين على الإنترنت من خلال الدفع للشركة لزيادة عدد الزيارات إلى مواقع الويب الخاصة بهم.
نموذج إعلانات جوجل التقليدي هو الدفع بالنقرة. حيث تعرض جوجل رسالة المعلن ضمن قائمة النتائج الدعائية بناءً على عبارات الكلمات الرئيسية التي كتبها المستخدمون في شريط بحث جوجل، ويدفع المعلن مقابل كل مستخدم ينقر على الإعلان. كلما كانت الكلمات الرئيسية أكثر تنافسية ومربحة، زادت رسوم جوجل لكل إعلان. كما توفر إعلانات جوجل أيضًا خدمة تسمى “تحليلات360 ،Analytics 360”. إذ يمكن للمعلنين استخدامها لقياس مدى جودة أداء الحملة.
إعلانات فيسبوك المستهدفة
في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أدرك موقع فيسبوك أنه يمكنه أيضًا الاستفادة من ملايين الزوار يوميًا للموقع من أجل عائدات الإعلانات. حيث أطلقت الشبكة الاجتماعية برنامج ” فيسبوك ادس Facebook Ads” في عام 2007. و مع فيسبوك ادس، يمكن للمعلنين الدفع مقابل ظهور رسائلهم في موجز أخبار المستخدمين بناءً على معلومات محددة في ملفاتهم الشخصية. يُمكّن هذا النوع من الإعلانات المستهدفة. مثلاً لشركة تبيع الملابس ذات صلة بالرياضة من شراء مخزون يظهر في خلاصات مستخدمي فيسبوك الذين ينشرون الكثير عن الرياضة. على سبيل المثال.
في مجال الإعلان على الإنترنت، يتنافس جوجل و فيسبوك الآن على حصة السوق. وفقًا لـ (إي ماركتير eMarketer)، في عام 2018. استحوذ كل من فيسبوك و جوجل معًا على 58 ٪ من الإنفاق على الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة. إذ يستخدم كلا الموقعين حاليًا أدوات متطورة ومعلومات ديموغرافية للمستهلكين وموقعهم من أجل خدمة إعلانات المستخدمين.
احتكار إعلانات جوجل
على الرغم من منافسة فيسبوك الشرسة، لا تزال جوجل تعتبر العنصر المهيمن في التسويق الرقمي. وفقًا لـ (إي ماركتير eMarketer)، تمتلك الشركة 37٪ من سوق الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة التي تبلغ 130 مليار دولار. كما تمتلك الشركة ما يقرب من 80٪ من سوق الولايات المتحدة لإعلانات البحث. وهو ما يمثل غالبية عائدات إعلانات جوجل البالغة 116.3 مليار دولار. في عام 2018.
يمكن أن تظهر إعلانات جوجل في كل مكان تقريبًا عبر الإنترنت. من مواقع الأخبار إلى مواقع الطهي إلى تطبيقات الهاتف المحمول، ويمكن أن تظهر إعلاناتها في العديد من الأشكال المختلفة. من الإعلانات المعروضة إلى صور الشعارات في المربعات داخل المقالات أو بجوارها إلى الإعلانات التي تظهر داخل مقاطع الفيديو.
حاليًا، تمتلك جوجل الأداة الرائدة لشراء مساحة إعلانية، تسمى مساحة العرض والفيديو 360، أو DV 360. من خلال DV 360، كما يمكن للمعلنين تقديم عروض أسعار للوصول إلى مستخدمي الإنترنت بناءً على موقعهم. أو ديموغرافياتهم، أو عادات إنفاق المستهلكين. أيضاً يتم إدخال عروض أسعار المعلنين في نظام آلي يقوم بالمزادات من مخزون الإعلانات عبر آلاف مواقع الويب. و يُطلق على بورصة جوجل اسم (اد إكس AdX). ولكن يمكن أن تذهب العطاءات الموضوعة في DV 360 إلى الأسواق التي لا تملكها جوجل.
المشاكل القضائية لإعلانات جوجل
أدى نظام جوجل المتطور لشراء الإعلانات وبيعها – جنبًا إلى جنب مع حقيقة أنه مشترٍ وبائع للإعلانات. ويتحكم في الخدمات الأكثر شيوعًا التي تربط المعلنين والناشرين – إلى دعوات لوزارة العدل الأمريكية لاتخاذ إجراء ضد الاحتكار. ضد الشركة على أساس قوتها الاحتكارية في التسعير.
في السابق، أجرت لجنة التجارة الفيدرالية تحقيقًا في الشركة. ومع ذلك، تم إغلاق القضية في عام 2013؛ و كانت النتيجة الوحيدة للتحقيق. هي أن جوجل أجرت بعض التغييرات الطوعية على ممارساتها التجارية.
الإجراء الحالي الذي يتم اتخاذه ضد جوجل تقوده وزارة العدل الأمريكية. في يناير 2020، بدا أن التحقيق يتصاعد مع بدء تعاون المسؤولين على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي. و تمت دعوة سبعة من المدعيين العاميين بالولاية الذين كانوا يحققون في الشركة لمشاركة النتائج التي توصلوا إليها. في اجتماع مع محامين بوزارة العدل الأمريكية.
إقرأ أيضاً
هل تريد ربح الأموال من جوجل Google؟ (الجزء الأول)
كيف نشأت شركة جوجل وكيف وصلت إلي ما هي عليه الآن؟