أغنى رجل في بابل. هذا كتاب نتعلم فيه من تجارب السابقين وقصصهم. ففي تلك التجارب والقصص كثيرٌ من العبر والدروس. وسيجد قارئ هذا الكتاب إجابات عن أسئلة هامة مطروحة في حياتنا. من هذه الأسئلة: كيف نكون ثروة؟ وكيف نحافظ على ثروتنا وننميها؟ وماذا نفعل بالمال الذي نربحه؟ هذه أسئلة يطرحها البعض بينه وبين نفسه، لكن الإجابة تختلف من شخصٍ لآخر.

مجموعة من القصص المثمرة والمفيدة في الاستثمار وجني الثروة
نصائح اقتصادية مفيدة من أغنى رجل في بابل
يمكننا الاستفادة من مجموعة النصائح الاقتصادية المفيدة. وقد استقرت هذه النصائح في مجموعة قصص قصيرة رائعة. وكانت أبرز تلك القصص قصة تكوين ثروة بتقليل نفقاتنا، وقصة استثمار مبلغ مالي بسيط والاستعانة بأهل الخبرة والاختصاص. كذلك، نلتقي في هذه القصص مجموعة من الشخصيات الذي حققوا الثراء وبنوا أنفسهم من الصفر. وهناك أيضًا شخصيات كونوا ثروة وكانت لهم أمان من الحاجة عندما تقدم بهم العمر.
سبب اختيار الكاتب لبابل
ما هو سر اختيار الكاتب لبابل تحديدًا؟ وما الذي ميز بابل عن غيرها من البلدان والأمصار؟ لقد وقع اختيار الكاتب على بابل؛ لأنها من البقاع التي ذاعت شهرتها عبر التاريخ. لذلك، كان اختيار الكتاب لبابل نابعًا من كونها مدينة تجارية لها تاريخ عظيم في التجارة والنشاط المالي. وقد كانت مهنة قاطني هذه المدينة التجارة، وكانت معاملاتهم المادية والتجارية برؤوس أموالٍ لا حدود لها. ومن شدة شهرتها، توقع بعض الكتاب أنها أول بلد تخترع العملة. وقد أسهب البعض في الإشادة بأسبقيتها في أمورٍ كثيرة منها الكمبيالات وعقود الملكية.
بانسير وكوبي
نقرأ في هذا الكتاب قصة “بانسير” الذي كان يمتهن صنع العربات، وكان محبطًا من فشله في صناعة عربة بدأ العمل فيها دون أن يتمها بسبب هموم تكاثرت عليه من إحساسه بالفقر والعوز وقلة الحاجة. وقد عطلته تلك الهموم عن العمل. وفي هذه الأثناء، كانت زوجته تتابعه وتحاول أن تبلغه بنظراتها رسالة يفهم منها أنها تحتاج الطعام لنفسها وله حتى يتمكن من إنجاز عمله. تريد أن تدفعه دفعًا لإنجاز العمل المعطل.
وذات يوم، زار “بانسير” صاحب له اسمه “كوبي”، وطلب الثاني من الأول سلفةً من المال؛ لأنه في أمس الحاجة من المال. وعندما علم “كوبي” أن حاله من حال صاحبه. عندها فكر الرجلان في حلٍ لمشكلتهما وقررا بعدها الذهاب إلى صديقٍ لهما اسمه “أركاد” بعدما علما أنه أصبح من أثرى أثرياء بابل. هل ذهبا إليه للاقتراض؟ لا، بل ذهبا ليسألاه عن عمل يمكنهما؛ ليصبحا من الأغنياء.
نصائح أركاد الثمينة.. نصائح أغنى رجل في بابل
بعد زيارة صديقيه له، قص أركاد لهما معاناته في بداية حياته، وكيف تبدل حاله عندما استمع لنصيحة رجل ثري اسمه “ألجاميش.” كانت نصيحة ألجاميش قائمة على توفير حزءٍ من ماله واستثماره. في البداية، تعثر أركاد؛ لأنه استثمر جزء من ماله الذي جمعه من التجارة في المجوهرات مع “أزمور” الذي كانت خبرته الوحيدة في صناعة الطوب.
لم يكن عند “أزمور” أدنى دراية أو خبرة بتجارة المجوهرات. لذلك، لم يمض وقت كثير حتى خسر أزمور المال بعدما تعرض لاحتيال أحد التجار. والشيء المؤسف أنه اشترى زجاج مزخرف بعدما أفهمه المحتال أنه مجوهرات. بعدها، لجأ أركاد إلى ألجاميش مرةً أخرى، وفهم منه أنه يجب أن يستثمر ماله مع شخصٍ يملك خبرةٍ في المجال الذي ينوي الاسثتمار فيه.
نتيجةً لذلك، اجتهد أركاد في عمله وجمع مبلغًا من المال وقرر هذه المرة أن يستثمره مع “أغار” صانع الدروع، ونجح استثماره هذه المرة وحقق له ربحًا كبيرًا، ففرح ألجاميش بما فعله أركاد ونصحه بعدم تبذير المال في كماليات غالية الثمن وأوصاه بادخار بعضه. وبعد فترة طلب ألجاميش من أركاد أن يشاركه في عمله وظل الرجلان يعملان معًا حتى مات ألجاميش وترك له كل ثروته. أصبح أركاد أغنى رجل في بابل.
في النهاية، نصح أركاد أصحابه بنصائح هامة كان من بينها التعامل مع المال على أنه خادمٌ لنا وليس العكس. وكذلك، قال أركاد إن المال مخلص لصاحبه الذي ينفقه بحكمة ويستثمره بعلم. لذلك، يجب أن نحرص على توفير عشر الدخل ونستشير أهل الخبرة في مجال العمل الذي نريد طرق أبوابه، وأوصاهما باغتنام الفرص السانحة دون تردد. وهذا ما نتعلمه من أغنى رجل في بابل.
اقرأ أيضًا
2 تعليقان
كتاب أغنى رجل في بابل من افضل الكتب التي قرأتها و يمكنني القول أن حديثك عن الكتاب كان ملخص و شامل و مفيد
شكرًا على تعقيبك الطيب ورأيك الذي أحترمه حتى لو كان نقدًا لما كتبته، لكني أعتز بشهادتك بكون ما كتبت ملخًا شاملًا ومفيدًا وهذه شهادة أعتز بها وجزاكم الله خيرًا