أيها الحب ..أنت الحياة..أنت القوة ..انت الامل ، فيك السعادة ..منك العدل..لولاك ما قامت دعائم السلام و الوفاق ، وما انتظم عقد الزواج الذي هو سيد الراحة..ومنهل السرور الابدي أيها الحب..امعن نظرك قليلا ..وأجل بصرك مع فكرك فى انحاء هذا العالم الواسع ، يرتد منك البصر كليلا ولا تهتدي الى نتيجة مرضية ، حقا إن قلمي ليقف حائرا مبهوتا امام هذه الكلمة ..
عاطفة المحب .. أيها الحب
الحب ..أهى عاطفة جذابة ..أو أنه ملكا جائر وإن كان ملكا فلا أدري متى سيمتد نفوذه و سلطانه ؟ والى متى سيتخذ القلوب قاعدة لملكه كأنه سليمان قد ملك الدنيا بأسرها.
فالحب قد تسلط على القلوب جميعا ، لم ينج منه فرد ، يتهافت الناس على رباطه، ويتهالكون على مناهله، يرتشفون من لذائذه، و الكل فى بحاره غارقون
أنت الحياة ، أنت القوة ..أنت الأمل ..فيك السعادة ..منك العدل لولاك ما قامت دعائم السلام و الوفاء ..
رباط الحب
وما أنتظم عقد الزواج الذي هو مهد الراحة و منهل السرور الأبدي . لولاك لصمت الأذان و عميت الأبصار و البصائر ، ولما انتشرت فى أرجاء النفوس السكيرة روائح الأمل . لولاك يا حب ما تآلفت القلوب ولا انتقل الإنسان من طور الهمجية الى طور المدنية .
أنت الفضيلة. ..أنت إكسير الحياة ، أنت مآل الارواح و ثروة المهج و غنى القلوب.
بهجة المحب للحبيب
أنت الذي تنير للانسان الطبيعة فتريه الطهر و العفاف . يرى المحب حبيبه جميلا فيميل الى كل جميل ، يدخل الروض ليخلو بنفسه عن جمال الطبيعة ، ينسيه غرام حبيبه ليستريح قلبه ولو قليلا فيزيده الروض غراما على غرام و وجدا على وجد كالمستجير من الرمضاء بالنار. يرمق الوردة الناظرة بنظرة و قد خلع عليها الربيع حلة البهجة و البهاء..
كما تساقطت عليها قطرات من الندى إذ رأيتها حسبتها لؤلؤا منثورا..فيقف أمامها حائرا مبهوتا ينظر إليها فيخالها وجنة حبيبه تتألق عليها قطرات من الدموع صهرتها بركان حب ثائر بين جوانح نفسه الفياضة. يهم بقطفها ،فيشفق عليها ذبول يزبل تلك النضارة.
ثم يهم بتقبيلها فينثنى عليها راجعا مخافة أن تحرقها أنفاسه المضطرمة ، إذ ذاك و الدموع تكاد تخنقه ،فيسعفه نسيم الروض بما يملأ رئتيه ..نعم هذا هو الحب ..

وتلك هي عاطفة الحب للمحب… فالتطرق بابي و باب كل مشتاق إليك …