الإبداع في كتابة المحتوى بأنواعه المختلفة.. تتألق الأفكار وتنمو العقول بفضل إسهامات الكتاب المبدعين في شتى الدروب والمجالات. وكما نمت عقول الكاتبين بالقراءة التي كانت أول أمرٍ سماوي إلى الإنسان في كتاب الله الحكيم، تنمو عقول القارئين بفكر الكاتبين في جميع المجالات في كل عصرٍ وحين. فلا تستهينوا بأمر الله “اقرأ” لهذه الأمة التي يجب أن تحرص على القراءة، لأن القراءة تثري العقول وتنمي الوجدان وتضمن لأصحابها عيش السعداء بين العلماء لا عيش التعساء بين الجهلاء. لذلك، احرص على الإبداع في كتابة المحتوى بأنواعه المختلفة.
- احرص على الإبداع في كتابة المحتوى بأنواعه المختلفة
القراءة أساس التميز في الكتابة
لقد أكد الباحثون وعلماء النفس والاجتماع إن مدخلات العقل البشري متنوعة، وأن القراءة تنقل إلى القارئ خبرات السابقين وتجاربهم. فبالقراءة نكتسب الخبرات التي بها نجتاز الصعاب. وبها نستصلح الجبال والصحاري والهضاب. وبها نحسن تنشئة الأطفال والشباب.
كذلك، أكد علماء الدين أن قراءة القرآن الكريم أو أي كتاب عملٌ فيه أجر لصاحبه، وله بقراءة الحروف حسنات كثيرة. ولو نظرنا إلى قوله تعالى “اقرأ باسم ربك الذي خلق” لعلمنا أن القراءة ذات شأنٍ ومكانة. كذلك حينما نقرأ “اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم”، لعلمنا أن الله هو الذي علمنا ما لم نعلم بالقلم. وأن القلم خلق للكتابة وإن الكتابة لا تأتي من فراغ، وإنما تأتي بعد خبراتٍ ومعرفةٍ نكتسبها بالقراءة.
- القراءة هي المدخل الأهم لاتقان الكتابة
أيضًا، انظروا إلى وصف المولى عز وجل نفسه بأكرم الأكرمين وأجود الأجودين لأنه أنعم علينا بنعمة القراءة والعلم. ولم يرد في القرآن لفظ الكرم بصيغة أفعل للتفضيل إلا في هذا الموقع. وهذا دليلٌ كاف لإقناع أنفسنا معشر الكتاب ان القراءة هي سر التميز في الكتابة.
كيف تكون كاتبًا متميزًا ومفيدًا لكل من يقرأ لك؟ .. اتقان كتابة المحتوى بأنواعه المختلفة
إن الكتابة من المهارات الإنسانية أو يمكنكم تسميتها المهارات الشخصية أو الناعمة التي تضيف لرصيد الكتاب الدنيوي والأخروي. هذا يعني أن تركز على جعل كتابتك مفيدة لقارئك وتزرع في نفسه بعضًا من المعارف والخبرات التي تفيده في حياته أو تمحو بداخله بعض الجهالة بشيءٍ من أمور الدنيا أو الدين أو أي مجالٍ تكتب فيه.
فإذا ما كنت كاتبًا متألقًا في أي مجالٍ من مجالات الكتابة، بفضل مهاراتك التي تملكها، فاحرص على إطلاق سراح نفسك وعبر عما يجيش بصدرك أو ما تبلغه بخيالك. ولا تنس أن تداعب عقول القارئ بشيءٍ من واقعه وتخاطبه بما يفهمه. كذلك، احرص على براعة الاستهلال واكتمال الفكرة في عقلك وتخمرها قبل أن تطلقها صوب عقول وأذهان جمهورك. لذلك، احرص على الإبداع في كتابة المحتوى بأنواعه المختلفة.
فن الكتابة
ما من شكٍ في أن الكتابة فنٌ له عشاقه وجمهوره ومحبوه، وهذا لا يعني أن ننفي كونها مهارة وعلم أيضًا. لذلك، كما نفكر في تحسين مهارات الكتابة واكتساب المزيد من أدواتها؛ يجب أن نفكر في إظهار بريقها وروعتها كما لو كانت فنًا استعراضيًا أو توصيفيًا مثل فنون المسرح والرسم الزيتي.
أحيانًا تتوافق أفكار الكتاب وتتنوع مهاراتهم ويملكون الخبرات والثقافات والمعرفة اللازمة للكتابة، لكن يتميز واحدٌ فيهم دون غيره. لماذا؟ يأتي تميز كاتب عن غيره ببراعة الاستهلال، وعرض الأفكار بطريقة مشوقة وجذابة.
- كتابة المحتوى فنٌ قبل أن يكون علمًا ومهارة
لذلك، يجب أن ينتقي الكاتب أسلوبًا رائقًا وجذابًا من خياله ومتناسبًا مع الجمهور الذي يخاطبه. فإذا كان الكاتب يمتلك الدعابة والطرفة وحس الفكاهة بشكلٍ يستهوي جمهوره فلا يحرم جمهوره منها في بعضٍ مما يكتبه. ولا يبخل الكاتب عن القارئ بعرض الأفكار في تسلسلٍ مبدعٍ ونسقٍ مبهرٍ ودون حشو أو إطالة فيما لا فائدة منه أو طائل.
أنواع الكتابة ودروبها.. الإبداع في كتابة المحتوى بأنواعه المختلفة
تختلف أنواع ودروب الكتابة بين التجاري، والأدبي، والتقني، والأكاديمي، والصحفي وكتابة محتوى المواقع الالكترونية. ومن هنا نبدأ استعراض طرائق اتقان كتابة المحتوى بأنواعه المختلفة.
المحتوى التجاري
الكتابة التجارية سهلة وهي أبسط أنواع الكتابة. لماذا؟ لأن كتابتها لا يشترط أن تكون فاتنةً أو أنيقةً أو موهوبةً. فإذا كان المحتوى التجاري غنيًا بالنكات، والصور الجميلة أو المحسنات البديعية والمجازات؛ فاعلم أنك تكتب بشكلٍ خاطئ.
من هذا المنطلق، يحتاج هذا النوع إلى استعمال لغةٍ بسيطةٍ سهلة الفهم لتبليغ الرسالة المطلوبة للجمهور المستهدف بشكلٍ واضحٍ ومبسط ومختصر. هذا هو أفضل أسلوب لكتابة المحتوى التجاري.
على الرغم من ذلك، يمكننا القول إن الإيجاز والاختصار والوضوح من المهارات الكتابية التي لا يتقنها الكثيرون، فإذا كان الحشو أساسيًا في المناهج الدراسية والجامعية لتثبيت المعلومة بشكلٍ أو بآخر، فإن المحتوى التجاري يجب أن يكون عكس ذلك.
المحتوى الأكاديمي
تتشابه المقالات الأكاديمية بشكلٍ كبيرٍ مع الكتابة التجارية، بما توليه من أولوية للدقة والوضوح، لكنها تختلف بكونها مطولة وغير مختصرة. لكن إن كنت تكتب مقالاًا أكاديميًا فاحرص على أن تكون الإطالة في صلب الموضوع ومصاغة بشكلٍ جذاب وأنيق قدر الإمكان.
أيضًا، تختلف المقالات الأكاديمية في كونها قائمة على مراجع وأبحاث، وهذا ما يحتم على الكاتب الأمانة العلمية في الاستشهاد دونما نقل حرفي أو سرقة علمية. هذا يعني أن تكون المصادر معروفة لدى الكاتب ويكون مستعدًا لتقديمها حال طلبها منه.
في النهاية، لا تكن مثل غيرك من الكتاب الأكاديميين الذين يميلون إلى استخدام جمل معقدة لإبراز خبرتهم العلمية أو للتباهي بقدرتهم على استخدام لغةٍ مميزة تختلف عن لغات غيرهم، ومن الأفضل لك أن تبقي الأمور بسيطة قدر الإمكان ولا تجلعها معقدة إلا عند الحاجة.
يتبع..
اقرأ أيضًا:
الإستراتيجيات العامة في التحرير والتدقيق اللغوي
الموازنة بين العمل والحياة الشخصية