العدس، تلك الحبوب البنية اللون أو الصفراء، ليست مجرد شوربة للتدفئة في الشتاء، أو أنها وجبة طعام تحتوى على نسبة عالية من البروتين النباتي، وإنما هي إحدى المكونات الغذائية التى تحتوى على فوائد جمة لا حصر لها، تابعنا في ذلك المقال كي تتعرف على فوائد العدس الرهيبة للجسم.
العناصر الغذائية في العدس
مما لا شك فيه أن أجسامنا تحتاج إلى العديد من العناصر الغذائية، كي تتمتع بصحة جيدة، هيا نتعرف معًا على أهم العناصر الغذائية الموجودة في حبوب العدس والذي يعد بدوره وجبة متكاملة العناصر، وهى كالتالي:
العدس مصدر ممتاز للبروتينات
يعتبر العدس إحدى المصادر الغنية بالبروتينات، ويتصدر قائمة البروتينات بعد فول الصويا مباشرة، كما أن العدس باعتباره نوع من البقوليات فهو يماثل وجبة متكاملة من نسبة البروتينات في اللحوم، وخاصة عند استخدامه مع الحبوب الكاملة.
جدير بالذكر أن عنصر البروتين يساهم بشكل كبير في بناء العظام والعضلات والجلد، كما أنه يؤدي إلى الإحساس الشبع لفترة طويلة، وبالتالي لا يتعرض الشخص لمشكلات السمنة وزيادة الوزن.
الألياف الغذائية
تعتبر الألياف من العناصر الغذائية الموجودة بوفرة في العدس، ومن فوائد الألياف أنها تساعد بصورة كبيرة على تقليل مستويات الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى الحد من خطر الإصابة بمرض السكر، والسرطانات مثل: سرطان القولون.
كما تساهم الألياف بشكل أساسي في تسهيل عملية البراز وخروج الفضلات من الجهاز الهضمي.
إن العدس يحتوى على نسبة مرتفعة من الألياف غير القابلة للتحلل في الماء، وبالتالي يساهم في عدم تعرض الشخص للإمساك.
الفيتامينات والمعادن
يعتبر العدس إحدى الوجبات الغنية بالمعادن، مثل الحديد الذى يحافظ على الشخص من فقر الدم، وعدم تعرضه للإجهاد.
بالإضافة إلى الزنك الذى يقوم بمهمة تصنيع البروتينات في الجسم، وعمليات التمثيل الغذائي بالنسبة للدهون والكربوهيدرات، والأحماض النووية.
أيضًا معدن البوتاسيوم الذى يكمن دوره في الحد من الآثار الضارة للأملاح، بالإضافة إلى أنه يقلل من ارتفاع ضغط الدم في الجسم.
أما بالنسبة للفيتامينات الموجودة في العدس، هى الفولات الذى يساعد على حماية القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى دعم بناء خلايا الدم الحمراء، ناهيك عن دوره الممتاز بالنسبة للسيدات الحوامل؛ لأنه يحميهم من خطر الإجهاض، ومضاعفات الولادة.
كما أن للفولات أهمية كبيرة بالنسبة لنمو الجنين، ولابد على كل امرأة متزوجة تناول 400 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميًا، قبل الحمل والإنجاب وذلك من أجل وقاية المولود من العيوب الخلقية، مثل: انعدام الدماغ، وتشقق العمود الفقري.
عناصر أخرى
يحتوى العدس أيضًا على عناصر أخرى مثل: المركبات الكميائية النباتية، حيث أن العدس يعتبر مصدرًا يحتوى على نسبة لا حصر لها من مركبات متعدد الفينول، تلك المركبات التى تدعم صحة جسم الإنسان بشكل عام؛ لأنها تحتوى على خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات.
كما يحتوى العدس على قدرٍ كبير من المركبات الفينولية، ومثبطات الإنزيم البروتيني، والليكتين، والصابونين، والستيرول النباتي، وتلك المركبات مهمة لصحة جسم الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك فإن العدس يحتوى على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، حيث أنه يتصدر القائمة بعد الفاصوليا مباشرة من مجموعة البقوليات الغنية بمضادات الأكسدة التى تحمي من الإصابة بالسرطان.
كما يحتوى العدس النابت على كمية مضاعفة من العدس غير النابت من مضادات الأكسدة، ويعتبر العدس الأحمر أغنى أنواع العدس التى تشمل كل الفوائد الغذائية.
فوائد العدس الرهيبة للجسم
العدس إحدى البقوليات التى لها فوائد لا حصر لها، وهى كالتالي:
تقوية صحة القلب
إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن، وأيضًا هؤلاء الأشخاص المصابون بمرض السكري (الثاني). إذا تناولوا كمية من العدس يوميًا حوالي 60 جرام، سوف تزيد لديهم نسبة الكوليسترول الجيد، وينخفض بشكل كبير معدل الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية.
كما تساعد وجبة يومية من العدس إلى الحد من تراكم الهوموسيستين والذى يشكل بدوره خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك فإن استبدال اللحوم الحمراء بالبقوليات أو العدس على وجه التحديد، إحدى أهم الأمور التى تحافظ على صحة القلب، كما أن البروتين الغير محلل بالماء المتوفر في العدس الأحمر يقلل من ضغط الدم المرتفع.
حماية الجسم من سرطان القولون والمستقيم
إن البقوليات بشكل عام، وعلى رأسهم العدس بأنواعه المختلفة، تساهم في الحد من خطر الإصابة بالأورام الحميدة، وبالتالي عدم تعرض الشخص للإصابة بسرطان القولون والمستقيم؛ وذلك لأن البقوليات والعدس تحتوى على نسبة عالية من الألياف الغذائية والكميائيات النباتية.
العدس يقي من سرطان الجلد
كما يساعد العدس على الحد من خطر الإصابة بسرطان الجلد بأنه يحتوى بدوره على نسبة ممتازة من مركبات متعدد الفينول. تلك المركبات التى يأتى دورها في دعم صحة الإنسان. وأن العدس النابت أكثر تأثيرًا في الجسم على حمايته من السرطانات ولا سيما سرطان الجلد، مقارنة بالعدس المسلوق
الحد من الإصابة بسرطان الثدي
إن تناول المرأة للعدس يقلل بنسبة كبيرة من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي؛ وذلك لأنه يحتوى على الفلافونولات، الذى يساهم في الحماية من الإصابة بسرطان الثدي.
العدس للأطفال والرضع
يعتبر العدس من الوجبات الممتازة متكاملة العناصر بالنسبة للأطفال والرضع، وذلك لاحتوائه على البروتين والألياف والمعادن والفيتامينات بنسبة كبيرة.
وينصح الأطباء الأمهات بتحضير العدس وتقديمه لطفلها منذ الشهر الثامن أو العاشر، ولكن بكميات قليلة، وذلك لتفادى إصابة الطفل أو الرضيع بالانتفاخ.
ومن الأفضل استشارة طبيب الأطفال في ذلك الأمر حتى لا يكون الطفل لديه حساسية من العدس وأنه وجبة مناسبة لهم.
العدس مفيد جدًا للحامل
تحتاج السيدة الحامل عامةً إلى نظام غذائي كامل العناصر الغذائية، والعدس يتصدر قائمة البقوليات في أنه يمنح الجسم كل تلك العناصر الغذائية، إذ يمكن اعتباره وجبة متكاملة خلال فترة الجمل، حيث يمد جسم السيدة الحامل بالكالسيوم، والفولات، والحديد، والزنك، ويمكنها تناوله كشوربة أو مع الأرز والسلطات، أو تطبخه مع البصل، ولا سيما العدس الأحمر.
العدس مناسب لمرضى السكري
يعد العدس وجبة مناسبة جدًا لمرضى السكري خاصة من النوع الثاني، إذ أنه يمنح الجلوكوز للجسم بشكل تدريجي عبر مجرى الدم، وبالتالي استمرار استجابة الإنسولين في الجسم.
بالإصافة إلى ذلك يتصدر العدس قائمة البقوليات التى تساعد على التحكم بالسكري الثاني؛ لأنه يحتوى على مركب الألفا أميليز، ذلك المركب الذى يقلل من امتصاص الكربوهيدرات، ويعمل على ضبط مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبات.
خسارة الوزن
بساعد تناول العدس الذي يحتوى على نسبة عالية من الألياف على الشعور بالشبع وتقليل الرغبة في تناول المزيد من الطعام، وبالتالي يعد إحدى الوجبات التى تساهم بشكل فعال في خسارة الوزن، والحفاظ على اللياقة البدنية؛ لأن السعرات الحرارية في العدس أقل من الأطعمة الأخرى.
ناهيك عن أن الألياف المتوفرة في العدس تحافظ على الجهاز الهضمي، وتحد من إصابة الشخص بالإمساك، بالإضافة إلى الحركة المتوازنة للأمعاء.
أضرار تناول العدس
إن الإفراط في تناول أي شيء يؤدي بالطبع إلى نتائج عكسية، وتكون الأضرار أكثر من الفوائد، وهكذا العدس، فإن الإفراط في تناوله يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، لذلك احذر من الإفراط واعتدل، ومن الآثار الجانبية لزيادة استهلاك تناول العدس التالي:
- الإصابة بالغازات في المعدة والتشنجات، وآلام البطن، وذلك لاحتوائه على الألياف صعبة التحليل، ولحل تلك المشكلة تناول كميات كافية من الماء.
- يحتوى العدس على بعض المركبات التى يُطلق عليها مضادات التغذية، والتى تعمل بدورها على تقليل امتصاص العناصر الغذائية الهامة للجسم، مثل: مثبطات التربسن، وعدم امتصاصه يؤدي إلى توقف إنتاج الإنزيم الذى يساعد على تحلل البروتينات في النظام الغذائي، وجدير بالذكر أن وجبة متوسطة من العدس لن تؤثر في هضم البروتين بشكل كبير، وإنما المشكلة تأتي عن زيادة تناول العدس بصورة مفرطة.
- مركب الليكتين، عند عدم امتصاصه يقلل كفاءة الهضم الجيد، كما أن الإفراط في تناوله، يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء التى قد تشكل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
جدير بالذكر أن العدس له ألوان مختلفة، فهناك العدس الأخضر، البني، الأسود، الأحمر، العدس الأخضر الداكن، العدس الأصفر أو الأبيض، ويستخدم العدس في إعداد الشوربات والسلطات ومع الأرز أو المعكرونة، وغيرها من الوصفات المميزة.

فوائد العدس الرهيبة للجسم
للمزيد:
كيفية تحضير عصير البقدونس و فوائده
فوائد الثوم والتخلص من رائحة الفم الكريهة