في الجحيم .. أحب أن أنوه إلى أنه (تم تغيير أسماء الشخصيات الحقيقية وفقًا للضوابط المسنة) بالإضافة إلى أن “كل الطلاسم التي ذكرت في القصة هي حقيقية مائة بالمائة ولا أنصح بقراءتها”
حوار من قبل شيطانك .. في الجحيم
أنت يا صديقي الذي جلبته لنفسك بسبب ذلك السحر الاسود الذي القيته على عائلتك، أتعلم من أنا؟ أنا شيطانك الذي يوسوس لك لكي تسحر أهل بيتك وأنا أتلذذ عندما أشاهدهم يتعذبون.
سأخبرك بسر لم أفصح به لأحد، أنا اتحكم في كل خلية من جسدك أنا سيدك فأطعني، (بحق ملوك الشياطين السفلية والعلوية أطعني بحق هرطقيل وشمهورش وزوبعة أطعني بحق ملوك الجان السفلية والعلوية أطعني، بحق الإله الأعظم إبليس أطعني، الواحة الواحة، الساعة الساعة، العجل العجل”..
كتاب أسود اللون بلا عنوان.. في الجحيم
رجل طويل القامة، فيلًا ضخمة الحجم، الوقت منتصف الليل، يقلب ذاك الرجل في كتاب السحر الأسود لكي يجلب خدام من الجن، يقول كلمات ب لغة غير مفهومة أو ربما مفهومة لبعض السحرة المتمرسين وهي:
– بحق ميخائيل وطيقائيل، بحق ملوك الجان السفلية والعلوية، بحق سليمان ابن داوود، تهتز الجبال بكم تتقطع أيديكم وأرجلكم يا عمار هذا المكان ارحلوا وإلا ستحرقون أحياء ارحلوا، تعاش ميجاش طيجاش شيخاش معاش، الواحة الساعة العجل (*)
تهتز الأضواء داخل تلك الغرفة المظلمة، تتطاير الكتب في كل مكان ومن حدب وصوب، ينفجر المصباح الكهربائي، أصوات صفير مرعب في كل مكان، أصوات الرياح تشتد لداخل الغرفة كأنها إعصار، يسمع ذاك الشاب صوت في أذنه ب لغة سريانية لا يفهمها أحد:
– أنا خادمك (سلمان) يا (صديق) سألبي لك كل مطالبك
انظروا عن كثب وسأصف لكم المشهد داخل الغرفة كاملًا؛ عينان تتوهجان في الظلام، مخالب حادة كالسيف، قرون كقرون الجديِ، حوافر كحوافر الحصان، أسنان ضخمة ستبتلعك على أية حال، عينان مشقوقتان طولياً، فم يتدلى للأسفل وبه أنياب حادة، يبتسم ذاك الخادم بشر، نظر الشاب لكنه لم يرى شيئًا وخفضت الأصوات لكنه سمع صوت يقول:
– إن لم تقدم لنا قرابين فستهلك أنت وعائلتك أيها المأفون
انقضت تلك الليلة لكن هل سيقدم لهم القرابين أم ستكون نهايته هو وعائلته؟؟
تخرج فتاة من غرفة نومها وهي ترتدي بنطال قصير يصل لمنتصف فخذيها، دلفت لداخل الحمام لكي تغسل وجهها من أثار النوم، وضعت رأسها تحت صنبور المياه، هناك شيئًا أسود اللون كالشبح يقف خلفها وعيناه كالجمر.
لقد تشكل ذاك الشيء على هيئة عجوز قبيحة، تسيل الدماء من فمها وجهها كأن حريقًًا نشب به.
مخالب وأذنان يلتفان حول بعضهما كأنها أذني ماعز، ترفع الفتاة رأسها لكي تنظر لوجهها للمرأة، تسقط أرضًا من ذاك الذي رأته تنظر خلفها لتجد تلك العجوز القبيحة تقترب منها، صرخت دوت في أرجاء المكان من فم تلك الفتاة وهي تسقك على أرضية الحمام فاقدة الوعي.
ابتسم ذاك الشيء القبيح ابتسامة متوحشة، فتح بابا الحمام، اختفى تمامًا، هرول والدها وحملها برفق، أرقدها على الأريكة برفق، وضع عطر فواح بيده ووضعه علي أنفها كي تستنشقه وتفيق.
أفاقت من فقدانها الوعي وهي تصرخ برعب، هرول (صادق) من غرفته ليرى ما بها شقيقته، وجد وجهها شاحب كوجوه الموتى، ربت على كتفها بحنان الأخ، وقال بصوت هادئ:
– لا تخافي يا أختي العزيزة فلن يمسكِ شيء بسوء وأنا ووالدي موجودان لحمايتكِ
هدأت قليلاً من تلك الرجفة التي سيطرت على جسدها النحيل ذاك، أغمضت عيناها وراحت في ثبات عميق.
كابوس مرعب تحلم به تلك الفتاة ذات العشرون عامًا..
بيت مظلم لا يوجد به أي مصدر للضوء، شيئاً ما يتحرك في الظلام ويصدر أصوات مرعبة كأصوات الثعابين، فتاة أخرى غير التي تقف في قلب ذلك المنزل المهجور؛ ورجل أعور يذبح تلك الفتاة داخل نجمة خماسية، يمسك السكين بهدوء، يضغط بقدمه على عنقها ببطء، يحرك السكين للجانبين بهدوء وهو يتلذذ بتعذيبها.
تصدر تلك الفتاة خوار كخوار الثور المذبوح، يضع فمه على تلك الدماء بعد إن انطفاء بريق الحياة في عينيها ليجده ساخن للغاية، يصفيه في طبق كبير، يحضر دماء دجاجة مذبوحة ويضع كل تلك الأشياء داخل تلك النجمة الخماسية، ويقول بصوت أجش أقرب لصوت الوحش:
– بحق الإله الأعظم ، بحق شطرائيل وميخائيل، أستدعيك أيها الإله الأعظم، هللا هللا ربكا ربكا مسموع ظشير شفير ظفير، الواحة، الواحة، الساعة، الساعة، العجل، العجل
انطفأت الشموع التي في المكان كله، دخان أسود اللون يظهر رُوَيْدًا من إلا شيء، ظهر كيان ضخم من ذاك الدخان الأسود اللون، أخذ يحدث ذاك الجالس بصوت غير مسموع، التفت الاثنان باتجاه (شيرين) بحدة ووجههما يثير الرعب في النفوس، انتفضت تلك الفتاة من ذاك الكابوس لتجد شيء يقطر الدماء فوق وجهها فوجدته حيوان بعينين حمراء اللون، انتفضت جالسة مرة أخرى وكان ذلك كابوس داخل كابوس أخر، هبط الظلام تلك الفيلا بعد إن جاء الليل بظلمته الموحشة، يقف الأب في شرفة منزله يشتم النسيم العليل وينظر للطريق المظلم، وفجأة.
كانت المفاجأة .. في الجحيم
فجأة، وضعت يد ما على كتف الأب التفت الأب ليرى ما الذي وضع يده على كتفه فرأى منظر مروع للغاية…
رجل طويل القامة بعينين تظنهما قد خرجه من الجحيم، يفتح فكه وتلك الأنياب التي إن رأيتها ستسقط وأنت جثة هامدة، وذلك الوجه المشوه الذي يجعلك تتقيأ كل ما في جوفك، وتلك القرون التي تشبه قرون الماعز التي تجعلك تلقي بنفسك من نافذة المنزل..
تراجع الرجل للوراء وجسده ينتفض من الرعب، تراجع، وتراجع..
وتلك المرة سقطت من شرفة الفيلا إلى تلك الأرض القاحلة والدماء تنفجر من جسده وتتجمع تحته كأنها بركة مياه لكن بلون الدماء، وتلك الصرخة التي شقت سكون الليل وذاك الصفير المخيف الذي يجعل بدنك يقشعر وشعرك يتحول للون الأبيض من الرعب، وذاك الكيان الذي ينظر باتجاهك بعينين من الجحيم ويختفي في الحال.
في الصباح استيقظ (صادق) هو وشقيقته، ذهب (صادق) لغرفة والده لكي يوقظه ليتناول الإفطار؛ لكنه لم يجد أحداً بداخل الغرفة، ذهب تجاه الشرفة لكي يرى إذا كان والده قد خرج من الفيلا أم ليس بعد، صدم عندما وجد والده ساقط أسفل الشرفة وبركة الدماء تتجمع تحته، هرول للخارج مسرعاً، رأته شقيقته وهو يهرول للخارج بسرعة، خرجت خلفه.
وقفت ذاهلة ومصدومة في نفس الوقت عندما رأت جثة والدها في الحديقة، صرخت الفتاة بعلو صوتها لكن ليس هناك أحد يسكن بجانبهم لكي يأتي ويساعدهم، تم دفن جثة الوالد في حديقة المنزل من قبل ابنه (صادق) بعد إن غسله بالماء والصابون، حزن يعم تلك الفيلا الضخمة لكن هل الحزن سينتشلهم من تلك اللعنة التي جلبها (صادق) بغبائه ذاك.
جلس (صادق) بداخل غرفته وأخرج ذاك الكتاب الأسود اللون من أسفل وسادته، فتح الصفحة الخامسة وهي (صرف خدام الجان)، أخرج ورقة بيضاء وكتب فيها بعض الطلاسم من ذاك الكتاب وأغلقه ووضعه مكانه، إطفاء أضواء الغرفة، وضع خمس شموع على مائدة متوسطة الحجم، وبلغة سريانية يجيدها ببراعة قال:
– بحق ملوك الجان وبحق الإله الأعظم.. اصرفوا خدامي من الجان، اصرفوهم، اصرفوهم، هللا ربكًا ربكًا يشوش بحق إبليس اصرفوا خدامي من الجان اصرفوهم، الواحة الساعة العجل (*)
انطفأت الشموع كلها وغرقت الغرفة في ظلام دامس، سمع صوت في أذنه بعد إن تطايرت الأشياء من الغرفة واهتز المكان بأكمله وصوت الصفير ذاك لم يتوقف على الإطلاق:
– أنت واهن بأنك ستصرفني أيها البشري الساذج فأنا أحد أبناء ملوك الجان، لكن لدي شرط واحد لكي أترككم وشأنكم، إن تقتل شقيقتك وتجعلها قربان لي وإلا سأحول حياتكم إلى جحيم أيها البشري الفاني، لديك ساعتان لتفكر وإن لم تصلني إجابتك فسأعتبر ذلك رفضٍ منك إلى اللقاء أيها الفاني
صدم من ذاك الرد لكنه على أيه حال لن يقتل بشقيقته كما أخبره ذاك الكيان المرعب وسيحافظ على شقيقته حتى إن أطر للتضحية بنفسه لأجل إن تبقى على قيد الحياة.
تنظر ( شيرين ) لذلك الحائط بشرود..
شيئاً ما يتحرك تحت سريرها شيء يجعلك ترتجف هلعاً، ديدان تنزف الدماء من كل مكان وجسد أو فلنقل نصف جسد يزحف باتجاه ( شيرين ) وتلك الديدان تزحف أيضًا لكن فوق سريرها، فاقت من شرودها لترى نصف الجسد ذاك الذي يزحف باتجاهها وتلك الديدان ذات الدماء التي تتحرك فوق سريرها وهي تتلوى، صرخت المسكينة والخوف يلتهم عقلها التهاماً، في الغرفة الأخرى سمع (صادق) صوت صراخ شقيقته من غرفتها، نهض من سريره وهرول باتجاه غرفتها، أضاء مصباح الغرفة فوجد شقيقته تنتفض من الخوف وتنظر أمامها بهلع، وأصوات الريح في الخارج تجعلك لا تطيق ذاك المكان وتريد الهرب منه، أخذها ( صادق ) في أحضانه.
في اللحظة التالية سمع الاثنان صوت صرخات لا تمت للبشر بصلة، وكائن غريب الشكل يظهر من العدم بعينيه الملتهبتان ومخالبه الحادة وفمه المشقوق طوليًّا وتلك القرون التي تشبه قرون الماعز، اختفى كل هذا فجأة كما ظهر فجأة،
قال (صادق) بنبرة مرتجفة:
– حبيبتي ( شيرين ) أريد إن أعترف لكِ بشيء ما لكنكِ لن تحزني مني أليس كذلك عزيزتي
قالت ونظرات الخوف تطل من عينيها:
– لن أحزن منك لكن ما الذي تريد قوله
أجابها قائلًا
– لقد قمت بتحضير أحد أبناء ملوك الجان ويدعى (سلمان) والآن لا أستطيع صرفه وقد قال لي شرط لكي أصرفه إلا وهو تقديمكِ كقربان له.
ارتجفت تلك المسكينة وشعرت بخوف مبهم لا تستطيع تفسيره وتلك غريزة البقاء لكنها تجاهلت كل هذا..
قالت في جدية:
– سأقول لك شيئًا أخي ذلك الجان إن قدمتني له كقربان لن ينصرف وسيزداد قوة وهو يتغذى على ضعفنا وسيتحكم بك وسيجعلك كسفاح تقتل البشر كي تعيش هل فهمت يا أخي الحبيب؟!
لكن في تلك اللحظة ظهر ذاك الكيان البغيض من العدم وهو يقول بضحكته المجلجلة:
– لم أتوقع تلك الشجاعة من فتاة مثلك لهذا لن أجعلك قربان لي أنما سأجعلكِ زوجتي
قال (صادق) بلغة عربية فصحى وهو يبتسم ساخرًا
– بسم الله، الله الله، الكلام كلام الله والعبد عبد الله والأمر أمر الله لا إله إلا الله، تختفي الجبال بكم تعصف الأبنية بكم، وبعهد سليمان بن داوود أمركم بالانصراف، تتقطع الأمعاء وتترككم مقبولين مصروعين، أمرك يا (سلمان) بالانصراف، انصرف، انصرف، الساعة الواحة العجل.
اشتعلت النيران بذاك الكيان المرعب
يصرخ صرخات لا تطاق وإن سمعتها ستصاب بالصمم في الحال، أخذت النوافذ تفتح وتغلق بقوة والكتب تطير في أرجاء المكان، اختفى كل شيء في لحظة، ابتسم الاثنان ابتسامة سعيدة.
في اليوم التالي..
أخذ الاثنان حقائبهما وذهبا لمكان آخر وهما سعيدان للغاية، أما بداخل تلك الفيلا فظهر نصف جسد يزحف باتجاه شيء ما، نعم أنه يتجه ناحيتكم، وتلك الديدان تزحف والكيان ذاك قد ظهر واختفى مرة أخرى، وذاك الصفير المرعب قد جاء مرة أخرى، اشتعلت الفيلا بحريق غامض في بضع ساعات بعد إن غادراه الاثنان.
حريق مرعب تقشعر له الأبدان.
• • • تمت بحمد الله تعالى وشكره.
الكاتب: مالك أمير
اقرأ أيضًا
افضل عشر حكايات مروعة كانت في الحدود الأمريكية
1 comment
هو في الاول لماذا احضر جن حتى يخدمه و لماذا ذهب للسحر الاسود يجب ان تكون هناك اهداف و خبايا او شذوذ نفسي لدى الشخصية لكن يظهر ان الشخصية صحتها العقلية جيدا ، هل هو فضول ؟ و كيف حصل على الكتاب ؟