سَل أكثر الأسئلة القوية .. تفتح الأبواب، وتكشف الحلول، وتشحذ التغيير .. لا تترك ذاتك للأفكار الخاطئة.
ما هي المهارات الخفية للناجحين؟. ما الذي يساعدهم لاتخاذ القرارات، والإلهام الإبداعي، والتواصل القوى؟. الجواب: يطرحون الأسئلة الصحيحة في الأوقات المناسبة. تساعدنا الأسئلة على كسر الحواجز، وإيجاد الحلول، واستكشاف الاستراتيجيات. “اسأل أكثر”.. يضع الأسئلة في مركز المحادثات. وأمضى “فرانك سيسنو”، الصحفي الحائز على جائزة “إيمي”، عقوداً في استجواب القادة العالميين، والناس العاديين. ويعتمد على مهاراته في إجراء المقابلات الهائلة، وأوجز “ثقافة السؤال” في إحدى عشرة فئة. وينصح بالكثير، فتلك الثقافة قد تغير حياتك، وربما العالم.
ستتعلم:
- أهمية الأسئلة الاستراتيجية.
- أسئلة التشخيص تصل لقلب المشكلة.
- متي تستخدم أسئلة المواجهة؟.
- كيف تساعد الأسئلة المنظمات الخيرية على جمع التبرعات؟.
لماذا السؤال؟ سل أكثر الأسئلة القوية
الأسئلة الذكية تجعل الناس أكثر ذكاءً. وتحقق الأهداف القريبة، والبعيدة. وتفتح أبواب التعلم والاستكشاف والنجاح، وتصلك بالأحباب والغرباء، وتـسبر أسرارًا كونية، وتُقنع بالمقابلات التوظيفية/ التَّرفيهِية. مفاتيح حياة أكثر سعادة، وإنتاجية. فماذا لو سألنا أكثر، وتأكدنا أقل؟. الفضول غريزة فى البشر، وأسئلتنا تعكس من نحن، وأين نذهب، وكيف نتواصل؟: “أنت ذكي، تعرف ما تفعله – ماذا تفعل حول هذه المشكلة؟”.
يوجد شيء غير صحيح: أسئلة التشخيص.
تُحدد المشكلة، وتنبش وصولًا لجذورها. سِنك ستقتلك. تذهب لطبيب الأسنان. تسأل: أين/ متي يؤلمك؟. عندما تمضغ/ تشرب؟. تنقر، وتنكز. أوه عذراً، هل هذا يؤلم؟ نعم. المشكلة هذه السّن الأخرى. تشعرك الألم، وتؤكد الأشعة السينية ذلك. الحشو سيعالج ذلك. تُحدد تلك الأسئلة الأسباب، لعلاجها:
ربط الأعراض والتفاصيل. تبدأ بالمشكلة الكبيرة.
اسأل عن السيئ.
تاريخ الدراسة. انظر للخلف لأحداث/ أنماط/ مقارنات.
اسأل مجدداً. سَل مرات. تأكد وادعم.
تحدي الخبير. نعتمد عليهم لتشخيص أمراضنا. قبل قبولك التشخيص، سل: ما هو/ ما يعنيه/ من أين؟. احتفظ بحق حصولك على رأي آخر.
المسؤول العام: الأسئلة الاستراتيجية.
الأسئلة الاستراتيجية حيوية عند مفترق الطرق الرئيسة. وتسأل عن التحدي الأكبر/ الهدف البعيد: الرهانات، والفرص، والتكاليف، والعواقب، والبدائل. تتعلق بـ “الاستراتيجية”: “بصنع قرارات (موضوعية) معقدة في ظل عدم اليقين، وعواقب طويلة الأمد”. وكان “كولن باول” لاعبًا رئيسًا في حربين أميركيتين ضد العراق. وأسئلته أمثلة لصنع “قرار الأزمة”. فطرح قبل الحرب الأولى: الصورة والافتراضات. واعتقد بالإمكان إطلاق غزو شامل لتحرير الكويت. وحدد النجاح بأهداف، واستراتيجية خروج. فكانت “عاصفة الصحراء”، ونجحت باستمرار الحرب البرية 100 ساعة فقط. لكنه لم يسأل الأسئلة الصعبة التي أدت للحرب الثانية:
هل حـُللت المخاطر والتكاليف كاملًا وبوضوح؟
هل نـُظر في النتائج؟
هل لدينا هدف واضح تنفيذي؟
ولم يضغط “باول” بشدة. وقاد لاعبو السلطة – نائب الرئيس، ووزير الدفاع- القرارات. ولم يطرحوا الأسئلة الصحيحة. وتحولت المهمة الأمريكية بالعراق لالتزام مُكلف، ونتيجة قبيحة، غير حاسمة.
من الداخل للخارج: أسئلة التعاطف.
تستكشف ما الذي يجعل الناس يتعاطفون. إنها فعل السؤال البسيط، والإنصات دون تعليق/ حكم، وتجميع الأفكار بحرية، وترك الشخص يفكر بصوتٍ عالٍ. وقد تدفع للإبداع. ويساعدك الاستجواب المتعاطف على حسن التواصل مع أشخاص بمرجعيات مكانية/ فكرية مختلفة. تـدّرس “هيلين ريس” (أستاذة الطب النفسي/ جامعة “هارفارد”) التعاطف. وتعلم الأطباء دمجه بعملهم. والبدء بإقامة علاقة تعاطف، “كيف حالك اليوم؟”. والإنصات لما هو أكثر من الكلمات: نبرة الصوت، وردود الأفعال، ولغة الجسد، واتصال العينين. وتصفح الوجه للمعرفة هل يبدو المريض مرتاحاً/ متوتراًُ/ مُجهداً؟. والاستجابة لإشارت التعاطف: “ما هو الأكثر قلقًا؟. وتعتقد “ريس” من مسؤولية المستجوب الاهتمام بكل ما يتصل بالمريض. فالمرضى الذين لا يجدون تعاطفًا.. أقل ثقة بأطبائهم، ولا يتمسكون بعلاجاتهم.
المحقق اللطيف: أسئلة التجسير. سل أكثر الأسئلة القوية
تـُشجع الناس على الحديث عندما لا يريدون. وهدفها: تحويل شخص مغلق لمـُنفتح. ونقل دماغه من منطقة التنبيه الأحمر. أسئلة مؤطرة لبناء الثقة، وديناميكية التلاطف. وضع الطبيب النفسي “دانيال كانيمان” الحائز على جائزة “نوبل” نظرية تعتمد “نظامين” لعمل الدماغ البشري. الأول: انخفاض العتاد. يسمح بالإجابات الجاهزة/ القرارات السهلة (الطيار الآلي لعقلك). يعمل بمناطقك ونقاط مرجعيتك المألوفة. والنظام الثاني: يحفز تسارع الدماغ، ليعمل بجد، ويستجيب لغير المألوف/ المعقد. والهدف ضبط الأدمغة وفق النظام الأول. ابدأ بأسئلة تُعالج بهدوء. ثم أسئلة “كيف؟” للتفسير، والقـَصّ. فالدماغ البشري مجبول على القصص. انصت “لنقاط الدخول” لتحويل الحديث لقصة. وتظهر “النقاط” عبر شكوى/ غضب/ أسف. استخدمها لصالحك. ولاستمرار الحديث (بالنظام الأول).. تابع “التأكيدات” الدورية، والتفاعل كميل للأمام/ “إيماءة” طفيفة/ مسموعة “أه-ها”. وعززها، لتؤكد أنك مندمج ومتعاطف. واستخدم الأسئلة بدون علامات استفهام:”أخبرني أكثر”/ “فسر لي”. لتزيل الحواجز، ويسهل التعارف، وبخاصة عندما تُسال بنبرة سليمة ولغة جسد مفتوحة. # للسجل: أسئلة المواجهة. تضع القضايا الحرجة وتتطلب إجابات للتسجيل. هجومية لتعزيز سلوك مقبول. وتتطلب مقاطعة حازمة، والتكرار ليصعب التهرب/ تحاشى السؤال/ استنفاد الوقت. ينبغي مقاربة الاستجواب من موقع قوة، واستخدام الأسئلة كأسلحة. كن شجاعاً بقناعاتك، واعلم أنها ليست مسابقة شعبية. * مساعدة الجمهور: إذا امتلكت معلومات صلبة لاستجوابك.. فستؤثر. وبخاصة إذا استدعيت الجمهور ليُدعم قضيتك. فمواجهة شخص قوي ليست سهلة، لكن وجود المجتمع فى صفك سيخلق تحالفاً. وتصبح أسئلتك أسئلتهم، ويصعب رفضها. * لا مفر: استعد للمراوغات. التقط نبرة الصوت، وهاجم التردد. أوقف محاولات مماطلة القانون/ تضخم الذات. ابق شعاع الليزر نحو القضية. وتوخ الدقة. وهامة أسئلة (نعم- لا)، وتقدم سجلاُ دقيقاُ: كنت متأخراً أمس. هل هذا صحيح؟ هل اتصلت عندما تأخرت؟ هلهل فكرت في عواقب التأخر؟ وللمواجهة مخاطر، لتناولها العلاقات والسمعة. إذا كنت مخطئاً/ غير مطلع/ متهوراً.. فسترتد عليك الأسئلة، وتصدمك، وليس مَن تواجهه. # تخيل هذا: أسئلة الإبداع. تطلب من الناس إغلاق أعينهم، والتخيل. وترحب بالأفكار الجريئة/ البدائل. السفر في الزمن: كان رئيس كلية “ميدلبري” يصوغ استراتيجية لعشر سنوات. ودعا المُنسق المشاركين للتفكير الإبداعي المستقبلي “بعد 10 سنوات”، وقد خرج “أحدث تصنيف عالمي”، والمدرسة في أعلى القائمة. فماذا نفعل؟. لقد وضع المستقبل في الزمن الحاضر، “آلة الزمن”. وأدرج المشاركون الصفات المتحصل عليها في المرتبة الأولى، وتم البناء عليها. كان المستقبل واضحاً!. تم تصميم البرنامج- التمويل. واليوم، أنجزت الكلية أهدافها، وكانت بأعلى مرتبة لكليات الفنون الحرة.
المشكلة القابلة للحل: أسئلة المهمة.. سل أكثر الأسئلة القوية
تساعد على جذب الناس لمحادثة حول الأهداف المشتركة وإنجاح المهمة. وتتطلب التحدث أقل، والاستماع أكثر. اقتراح القيمة: لمجموعة “أوسبورن”، الاستشارية الخيرية.. أسئلة تحدد ما يهتم به الناس، وأين ولماذا يـُعطون؟. وماذا يفعلون لمشكلة تهمهم؟. يدشنون محادثة، ويبنون علاقة:
ما هي المبادئ التوجيهية التي ساعدتكم؟
ما الذي تأمل بإنجازه في عملك الخيري؟
ما هي القيم التي تدعمها باستمرار؟
كيف نحدد المشكلة، و استراتيجيات حلها؟
كيف يمكن لعب دور لتحقيق الهدف؟
إجابات/ تشارك بإخلاص. فالناس ينسون ما سمعوه، لكن يتذكرون ما يقولونه. وإذا تبنوا قضية فسيوفرون لها الدعم الكبير. وكلما زاد عدد المشاركين بمبادرة، كلما كثر عطائهم. هذا النهج يمكن تطبيقه سواء حاولت تغيير العالم/ مدينتك.
في المجهول: الأسئلة العلمية.
تدفع لـ جمع البيانات، والتجريب، والتحقق، وأفضل القرارات. وتتميز الأسئلة بكونها لا تعطي إجابات فورية:
راقب المشكلة، أطّر السؤال. خذ ما تراه موضوعياً ومٌقاساً: ماذا يحدث هنا؟ ما الأسباب؟.
قدم تفسيراً. استناداً لملاحظاتك، ومنهجيتك، ضع فرضية للتفسير.
اختبر الفرضية. إثبات خطأ نفسك. ما الذي فاتك؟ ما عيبك المنهجي؟ إذا صمدت فرضيتك، فقد أحرزت تقدماً.
شارك.. اسمح لذوي الدراية بمراجعتها. فقد يكون لديك نظرية لتعمل عليها.
اختبار إديسون: أسئلة المقابلة.
اعرف ما تتحدث عنه، ولمن. تعرف على الوظيفة. اعد قائمة الأسئلة في رأسك. اعلم الكثير عن (الآخر). إذا كنت مقدم الطلب، توقع أسئلة حادة:
لماذا أنت مهتم بهذه الوظيفة؟
ماذا يمكنك فعله لنا؟
ما الذي يجعلك مؤهلا وفريداً؟
لماذا يجب علينا تعيينك؟
اعد كل الردود. نظم أفكارك في نقاط قصيرة (2-3) ميزات/ إجابة. تدرب على أجوبتك: واضحة وموجزة ومباشرة وشاملة. نبرتك ظلال كلماتك. حقق التوازن في تقديم نفسك. تحدث عن نجاحاتك دون فخر، وثقتك بنفسك دون عجرفة، واعترف بأوجه قصورك. فكر بالأمثلة/ القصص القصيرة عن الخبرات ذات الصلة. تحدث عن نفسك مُستشهداً بقرار صعب/ معضلة انجزتها. سجل إجاباتك على هاتفك حتى تكتسب الثقة والطلاقة.
وإذا كنت من سيُجرى المقابلة.. أسأل عما وراء السيرة الذاتية. تعامله مع الناس، وتحفيزه النجاح، ومواهبه، وخبرته، وشخصيته. وكيفية التعامل مع المحن/ التفكير الابتكاري:
ما أكثر مشروعاتك الناجحة؟
ما الذي يهمك أكثر في هذه الوظيفة؟، وكيف ستحقق بها تطلعاتك؟
المضيف المستوحى: أسئلة مسلية. سل أكثر الأسئلة القوية
تسمح بإشراك جمهورك. وتخلق تجربة متدفقة يُستمتع بها، ويتذكرها ضيوفك. استخدمها كالطاهي مع التوابل: مع من تتكلم؟ ماذا فعلوا؟
أين كانوا، بماذا يهتمون؟.
واختر ـ بطلاقةـ الأسئلة/ الموضوعات الهامة لكل شخص. ضع المزاج/ الإيقاع عبر إشارات، كلمات مُنعشة. تبدأ بتبادل عفوي. يمكنك كسر الجليد، والحصول على ابتسامة. كن نشطاً/ بادر/ قد الحوار! المضيفون الجيدون يتحركون، يستمعون، يهتمون بضيوفهم ومحادثتهم. اطرح أسئلة سهلة: المطعم الجديد/ فريق كرة القدم المحلي/ فيلم “ليوناردو دي كابريو” الجديد. وستقفز أسئلة موضوعية أخري. كلما سألت أكثر، حصلت على الأكثر.
# لدروس للحياة: أسئلة أصيلة. تبحث عما أنجزناه/ “قصة” حياتنا. أسئلة “المعاني” المتنوعة. أسئلة تراث تفتح الباب للتفكير والقرار. قد تكون “وجودية”/ روحية/ مادية، وإجاباتها بالنجاح / الفشل. “كل حياة لها معنى، وتحتاج للعمل الجاد:
كيف تضع أخطائك فى السياق؟
ما هي الدروس التي يمكنك مشاركتها؟
ما هي النقاط التي تشير إليها؟
لسنا بحاجة لانتظار الموت لنسأل عن “المعنى”. تسافر الأسئلة معنا، فإذا كنا شجعاناً لطرحها، فسنكتب قصتنا.
* “أنا أسأل إذن أنا سعيد”: الأسئلة “ثقافة حياة”.. طريقنا للتواصل الفعال والمفيد. وخلق بيئة أفضل للإنسان بل قد تشكل المستقبل، وكفي بها فوائد.
تأليف
“فرانك سيسنو”
تلخيص : ناصر أحمد محمد سنه
اقرأ أيضًا
2 تعليقان
فعلا الأسئلة الاستراتيجية حيوية عند مفترق الطرق الرئيسة. وتسأل عن التحدي الأكبر/ الهدف البعيد: الرهانات، والفرص، والتكاليف، والعواقب، والبدائل. تتعلق بـ “الاستراتيجية”: “بصنع قرارات (موضوعية) معقدة في ظل عدم اليقين، وعواقب طويلة الأمد”. وكان “كولن باول” لاعبًا رئيسًا في حربين أميركيتين ضد العراق. وأسئلته أمثلة لصنع “قرار الأزمة”
شكرا لك أستاذة مروة.. تعليقك هام وجوهري واسعدني حضورك وتعليقك.