سرطانات الوجه والرأس .. يعد سرطان شائك الخلايا الأكثر شيوعًا في منطقة العنق والرأس غالبًا ويتطلب تشخيص هذه الآفات الخبيثة التي تمتد من الشفتين وجوف الفم إلى الحنجرة مقاربة منهجية متماثلة. كما أن المعالجات الموجهة نحو المحافظة على الأعضاء وتطوير الخيارات التصنيعية الوظيفية هي جزء هام من التطورات التي يتم إحرازها في هذا المجال من جراحة الأورام والجراحة التصنيعية في الآونة الأخيرة.
الأسباب والوبائيات .. سرطانات الوجه والرأس
يعد تناول التبغ والكحول من أكثر عوامل الخطورة شيوعاً و يمكن الوقاية منها و تترافق مع تطور سرطان الرأس والعنق حيث يحمل التدخين زيادة بمقدار ضعفين عند الذكور وثلاثة أضعاف عند الإناث وتزداد نسبة الإصابة مع زيادة عدد سنوات التدخين وعدد السجائر التي يتم تدخينها باليوم الواحد. وكذلك هو الحال فيما يخص تناول الكحول .
يشكل الفيروس الحليمومي البشري HPV أحد الفيروسات المحرضة للظهارة الذي تم كشفه بدرجات مختلفة ضمن العينات المأخوذة من الكارسينوما شائكة الخلايا في جوف الفم مع العلم أن الخمج وحده لا يعد كافياً للتحول الخبيث.
يترافق كذلك التعورض البيئي للأشعة فوق البنفسجية مع تطور سرطان الشفة وخاصة السفلية حيث أنها بارزة باتجاه الخارج ومعرضة أكثر لأشعة الشمس ما يفسر كثرة حدوث سرطان شائك الخلايا على طول الحافة القرمزية للشفة السفلية.
تعد الشفة أكثر الأماكن إصابة بسرطانات شائكة الخلايا في منطقة الرأس والعنق يليها اللسان وقاع الفم .
آلية التسرطن
ينجم تطور السرطان عن خسارة آليات نقل الإشارة الخلوية المسؤولة عن تنظيم النمو. بعد الاستحالة الخبيثة تتبدل آلية التضاعف (الانقسام الخيطي )و الموت الخلوي المبرمج وكذلك تأثر الخلية بالبيئة المحيطة بها .
تم تحديد العديد من الطفرات التي تترافق مع هذا التحول وكان أهمها الطفرات الحادثة في المورثة p53 وقد تحدث الطفرات المورثية عمومًا نتيجة للعوامل البيئية مثل التشعيع أو التعورض للمواد المسرطنة أو الأخماج الفيروسية أو الطفرات العفوية ( الحذف أو تبادل المواضع و الانزياح )
الأورام البدائية الجديدة في الرأس والعنق
يكون المرضى المشخص لديهم سرطان في منطقة الرأس والعنق عرضة لتطور ورم آخر في السبيل التنفسي والهضمي ويعرف الورم البدئي الجديد الذي يشخص خلال ستة أشهر من اكتشاف الورم البدئي الأول بالورم المتزامن ويشاهد في حوالي % , 3-4
هذه الفترة فتدعى بالأورام غير المتزامنة وتشاهد في % 80 من الحالات ويشكل المري الرقبى أحد أهم الأماكن وأكثرها في تطور السرطان عند المرضى الذين لديهم آفة بدائية حديثة في جوف الفم أو البلعوم .
يجب الانتباه سريريًّ عند مراجعة المريض بعسرة بلع حديثة مع قصة سرطان في جوف الفوم أو سعال مزمن أو سرطان حنجرة و عد ذلك ورمًا بدائيًّا جديدًا إلى أن يثبت العكس.
التصنيف المرحلي
وضعت قواعد التصنيف المرحلي لهذه الخباثات من قبل الهيئة الأميركية المركزية للسرطان و ذلك باعتماد نظام ( TNMالورم البدئي إلى العقد اللمفية الناحية والنقائل البعيدة )
مع اختلاف T في كل ورم حسب التشريح المتعلق بالمنطقة أما تصنيف N فهو متماثل في جميع
أورام الرأس والعنق ما عدا سرطان البلعوم الأنفي.
أورام الشفاه :
أكثر ما تشاهد سرطانات الشفة عند الرجال البيض بأعمار 50-70 ويمكن أن تصيب الأصغر سناً وخصوصاً ذوي البشرة الفاتحة ومن عوامل الخطورة التدخين التعرض المديد للشمس والتثبيط المناعي .
تحدث معظم الأورام في الشفة السفلية % 88-98ثم الشوفة العلوية في %2-7 وعلى صوار الفم في % 1من الحالات ويسيطر السرطان شائك الخلايا SCC على الأنماط.
النسيجية لخباثات الشفة عمومًا مع إمكانية حدوث أورام أخرى مثل الورم الشوكي القرني
الكارسووينوما الثؤلولية ، الكارسينوما قاعدية.
تظهر سريريًّا على شكل آفة متقرحة على حافة الشفة أو سطح الجلد المجاور وفي حالات أقل على الغشاء المخاطي . قد تكون هناك آفة عقيدية متصلبة ضمن الأنسجة العميقة ويشير الخدر أو اضطراب الحس في المنطقة المجاورة إلى ارتشاح الإصابة إلى العصب الذقني .
تشمل علامات سوء الإنذار في أورام الشوفة عمومًا كلًّ من غزو الأغماد العصبية وإصابة الفك العلوي أو السفلي و الشفة العلوية أو صوار الفم , و وجود النقائل اللمفية الناحية أو البعيدة والمرضى الأصغر من 40 عاماً عند التشخيص .
تعتمد معالجة أورام الشفة على الصحة العامة للمريض المصاب , و حجم الآفة البدائية ووجود النقائل الناحية . تعالج الآفات البدائية الصغيرة بالجراحة أو التشعيع مع نتائج متماثلة ومقبولة تجميليًّا ولكن المفضل دوماً الاستئصال الجراحي الجذري مع تأكيد سلبية الحواف بالفحص النسيجي .يصبح تجريف العنق مستطبًّ في حوال وجود نقائل رقبية تحت الفك وتحت الذقن ظاهرة سريريا
يبلغ معدل شفاء سرطان الشفة الإجمالي خلال خمس سنوات حوالي % 90 ينخفض للنصف % 50 بوجود نقائل عقدية في العنق .
يتطلب تصنيع الضياع المادي في الشفة بعد استئصال الورم استخدام تقنيات خاصة لإعادة ترميم الفم والمحافظة على الوظيفة الحركية ومراعاة الناحية التجميلية.
أورام اللسان :
تتظاهر الآفة عادةً على شكل كتلة متقرحة أو متبارزة على اللسان وقد تغزو الأورام العصب اللساني والعصب تحت اللساني مباشرة ويؤدي غزو العصبين إلى فقدان الإحساس على الوجه الظهري للسان وانحراف اللسان عند إخراجه من الفم ,التقلصات الحزمية والضمور وينزح اللمف من جوف الفم إلى المسافة تحت الفك السفلي والعقد اللمفية الرقيبة العلوية.
تحدث أورام اللسان في أي منطقة منه لكن تبقى الوجوه الجانبية والسطوح البطنية أكثر الأماكن شيوعاً للإصابةً وتشمل الأورام البدائية كلًّا من الورم العضلي الأملس و الغرن العضلي الأملس و الغرن العضلي المخطط والورم العصبي الليفي . تشمل المعالجة الجراحية للآفات الصغيرة T1-2 الاستئصال الموضعي الواسع مع الإغلاق المباشر ويمكن في الحالات المبكرة استخدام الليزر .
أورام قاع الفم :
تتخذ أرضية الفم شكل الهلال حيث تمتد من العمود اللوزي الأمامي في الخلف إلى لجام اللسان في الأمام ومن السطح الداخلي للفك السفلي إلى السطح البطني للسان الفموي .ويحوي قاع الفم على فوهات الغدد اللعابية تحت الفك وتحت اللسان .
قد تصاب هذه المنطقة بالورم وامتداده هو ما يحدد استراتيجية العمل الجراحي وجذريته حسب التوضع والارتشاح للمجاورات وكذلك الانتقال للعقد اللمفية الرقيبة حيث تترواح جذرية العمل الجراحي من الاستئصال الموضع إلى استئصال نصف الوجوه والذي يشكل التحدي الكبير في عمليات إعادة الترميم والإعاضة الوظيفية والتجميلية باستخدام مختلف وسائل الجراحة الترميمية
والتصنيعية من شرائح وطعوم مختلفة بغية الوصول لنتيجة مقبولة .
الأورام البدائية المجهولة .. سرطانات الوجه والرأس
من الممكن في حالات خاصة أن يراجع المريض الطبيب بنقائل ورمية إلى العقد اللمفية الرقيبة دون وجود علامات سريرية أو شعاعية لورم بدئي في السبيل الهضمي التنفسي العلوي وهذا ما يدعى بالورم البدئي مجهول المنشأ أو الخفي .ومن هنا يتبين أهمية الفحص الدقيق تحت التخدير العام إن لزم الأمر وأخذ خزعات نسيجية مباشرة من قاعدة اللسان وأثلام الحفرة اللوزية وكذلك البلعوم الأنفي وفحصها نسيجيًّا.
ومن المفيد أحياناً استئصال اللوزة الحنكية أحادي الجانب , وتنظير الحنجرة مع قاعدة اللسان وأخذ خزعات من الجيوب الكمثرية وكذلك فحص البلعوم الأنفي مجدداً.
اقرأ أيضًا
سرطان الدماغ ماهو؟ والأسباب والأعراض والعلاج
سرطان القولون الأسباب والأعراض والعلامات والعلاج