الموحدون هل المصريون هم من أطلقوا تلك التسمية عليهم أم هل كانوا أهل توحيد بالأساس؟!
فى البداية من الغرابة أن يقال عن أمة كاملة أنها كافرة، والرسالات الشريفة، تبين ذلك، يتبع القليل، ومن لا فائدة فيه :”وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم”.
جاء الطوفان فمحى أمة بعينها، وجاءت صيحة الأمين، فدمرت ثمود، كما رفع سدوم وعموراء الشواذ، للسماء ثم قلبها، فجعل عاليها سافلها، إذا لم يحدث ذلك مع قدماء مصر باعتبار أنهم جميعا عباد أصنام؟!

إذا ما قصة العقيدة فى المصريين القدماء؟!
هيرودوت.. المصريين أول الموحدين فى العالم.
اخناتون.. يا آتون الحى، يا بدء الحياة… من مثلك يا واحد يا أحد.
ثلاث رجال فى زمن المصريين القدماء، اشتهروا عندهم بأسماء لافتة، وهم أَطم، أوز وريس، نُو، وهنا أعلم أن أطم أول من سكن الأرض، وأوز وريس قريب لاسم شخص عظيم، ونو هو الذى عاصر الطوفان.
وعلى هذا نقول أنهم : آدم وادريس ونوح، وليس بغريب أن يكون آدم بهذا الاسم، فهو مشهور بأسماء مختلفة، فى جميع حضارات الأرض مثل : جيومرث فى الفرس، ومونا فى الهند.
ولو صح أن أوز وريس هو إدريس، فإن ذلك منطقي من ناحية، تعلم المصريين الفلك والتنجيم، وحساب الفصول، والكتابة والحياكة، وعلى هذا فإن كتاب الموتى، هو الكتاب الذى أنزل عليه، لكن حكمه حكم الكتاب المقدس، جرى عليه العهد فحرف.
لكن تتضارب الآراء فى ذلك، فمن قال أن ادريس جاء مصر، لا يفسر كيف أن الناس كانوا أمة واحدة، لم يتفرقوا جماعات فى البلدان بعد.. فكيف كانت فى مصر حضارة، فى وقت كان الناس جميعهم فى مكان واحد؟
إلا أن هناك من يحل ذلك، بأن الطوفان كان فى أرض واحدة فقط، ولأمة بعينها، وليس فى كل الأرض، وأن شيث أول ما استوطن كان وادى النيل، وادريس من شيث، ويخالفه آخر بأن الطوفان كان عاما، لأن أمة نوح كانت وحدها الموجودة على الأرض.. فلم تكن حركة الهجرات البشرية قد بدأت.
وذلك لا ينفى أنهم عبدوا أصنامًا، لكن لا أظن أنه بهذه المبالغة لأسباب :
منها أن الأجانب أكثر من كتب عن المصريين، حتى أن شامبليون هو من فك حجر رشيد، فى مقابل قلة من المصريين كتبوا عن حضارتهم، وعلى هذا أصبح مسلم بكلام الغرب، عن كلام الباحثين العرب.
ومنها أن من قال عبدوا الأصنام، فسر ذلك بفهمه للنقوش والرسوم الفرعونية، وهو اجتهاد مشكور، لكنه وحى من بحث ورأى، فلو رأى أحد غيره لكان له رأى مختلف، فلكل بحثه وفكرته وذوقه فى الفهم.
فمثلا قيل أن اخناتون عبد الشمس، وبعد التحقيق قيل أن الشمس رمز لقوة الآلهة الذى يعبده، ولا غرابة فلكل فهمه وبحثه، وعلى هذا فإن البحث نسبى.
بمعنى أن أحدنا لم يقترب من الحقيقة بعد، لأننا اعتمدنا على وسائل نسبية، فقلنا الشيء بالنسبة لشيء.
إذًا ما الحل؟
إنه ببساطة فى أن نقول الشيء بالنسبة للإطلاق، ساعتها نجد البحث صحيحًا تمام الصحة، والاطلاق هنا هو القرآن.
ببساطة بعد فك شامبليون لحجر رشيد، وجدوا فترة وسيطة بين الفراعنة، تسمى بالهكسوس، وهذه الفترة عاصر سيدنا يوسف، والاعجاز القرآني بين ذلك ببساطة، فذكر الحاكم أيام الهكسوس بالملك، وأيام الفراعنة بالفرعون، وهو بالمناسبة ليس اخناتون، بل الريان بن الوليد، وكان مسلما، فمجده الله فى كتابه بأن لقبه بالملك.
أما فرعون فإن الله لا يمجد العصاة والطغاة فى كتابه، فسماه باسمه، وهو فرعون (بن كذا بن كذا)، وبينه وبين الريان الوليد، فترة قليلة، وهى نفسها فترة حكم الهكسوس لمصر، إذا فرعون باعتبار أن هذا اسمه، هو من الهكسوس، وليس الفراعنة، لأن لفظة فرعون لم تُعرف بالألف واللام لتدل أن هذا لقبه، وعلى هذا يكون ملكا مصريا، والقرآن نفى هذا.
اقرأ أيضًا