فُجع السوريون في السنتين الماضيتين بخبر وفاة أهم صناع وعرابي الدراما السورية ومن أهمهم المخرج الكبير (حاتم علي) وبهذا شعر السوريون بأن آخر شعلة أمل قد تعيد للدراما تألقها أنطفأت، ولكن هناك بصيص من الأمل يؤكد على حدوث عودة قوية للدراما السورية من جديد.
حققت الدراما السورية في فترة ما قبل الحرب نجاحًا واسعًا بسبب حساسية المواضيع المطروحة من جهة وطرحها بطريقة ملائمة وتوعوية وتخدم المجتمع من جهة أخرى.
ولم يكن انتشارها ونجاحها مقتصرًا على سوريا بل نجحت في دخول البيوت العربية بشكل عام، ساعد على ذلك اللهجة السورية المحببة لدى أبناء الوطن العربي.

عودة قوية للدراما السورية
الدراما السورية في فترة التسعينات
في فترة التسعينات وحتى العام 2007 تقريبًا كانت النصوص قوية جدًا والإخراج عظيم وفوق كل هذا كانت الدراما قريبة من الناس فعلًا.
تطرح مشاكلهم وهمومهم بحيث ينسى المشاهد للحظات أنه يتابع عملًا دراميًا. ويظن أن الممثلين هم حقًا تلك الشخصيات التي يراها، وهنا نشير إلى نقطة فاتتنا من قبل وهو الأداء المميز للممثلين والممثلات في سوريا .
تناولت الدراما في تلك الفترة قضايا تتعلق بالمرأة، مشاكل المراهقة، العائلة البسيطة وكيف يمكن أن تواجه الحياة الآخذة بالتطور سريعًا وغيرها من المواضيع الكثيرة والتي تمس الناس بشكل مباشر.
وكان التصوير في بيوت تشبه بيوتنا واللباس يشبه لباسنا وكان الممثلين أنفسهم يشبهوننا .

عودة قوية للدراما السورية
وحتى على صعيد الكوميديا برزت أعمال كوميدية ناقشت قضايا غاية في الحساسية بطريقة ساخرة وعبقرية كان من أهمها (بقعة ضوء).
لكن ومع بدء الحرب تراجعت الدراما السورية بشكل كبير لأسباب عدة مثل:
قلة المواقع الآمنة للتصوير، نقص الموارد المالية، عدم وجود نصوص جاهزة لمواكبة تلك الأحداث الطارئة. والأهم هجرة الكثير من الممثلين المعروفين والمخرجين والفنيين… إلخ.
وهكذا أصبحنا نرى عملًا أو اثنين يمكن متابعته والباقي سيئ من كل المقاييس لا يشبه الناس ولا مشاكلهم.
والأهم أنه يناقش مسائل لا تعني الشارع السوري والعربي بل وتبرر تصرفات غير أخلاقية في وقت نحن أحوج ما يكون إلى الدراما التي تدعو للقيم والتعاون والمحبة.
كما قدم لنا مسلسل (الفصول الأربعة ) في فترة مجد الدراما السورية على سبيل المثال .
عودة قوية للدراما السورية
اليوم عادت سوريا إلى الاستقرار بشكل تدريجي ويبدو أن تألق الدراما يعود، ويبدو أن الدراما السورية ستكون منافسة هذا العام خلال شهر رمضان .
وجدنا أكثر من (برومو) لمسلسلات سورية يبدو أنه قد تم العمل عليها بشكل متقن من ناحية النص والإخراج. بالإضافة لعودة أسماء لامعة في الدراما واستثمار مواهب شابة .
جميع الأنظار اليوم متجهة نحو اسمين يبدو أنهما سينهضان بالدراما مجددًا، الأول هو اسم بارز كان له الفضل في دخول الدراما السورية إلى المغرب العربي وهو الأستاذ الكبير (ياسر العظمة) عراب سلسلة مرايا بجميع أجزائها وتسمياتها (عشنا وشفنا، حكايا)
والثاني هو (السدير مسعود) الذي كان له يد في تقديم الأعمال التي قلنا أنها من الأعمال القليلة التي يمكن متابعتها في السنوات الأخيرة.
دون أن ننسى العمل الرائع الذي حظى بشعبية كبيرة في رمضان الماضي وهو (مقابلة مع السيد آدم). حيث تمكنت الدراما السورية أن تدخل به في المنافسة مع الدراما العربية.
لقد كبرنا وتثقفنا على دراما نظيفة، تحترم عقول المتابعين، تمنحهم النصح وتساهم حتى في تربيتهم.
نأمل أن تعود الدراما إلى هذه الوظيفة ونأمل أن تعود جميع فنوننا إلى حقيقتها.
للمزيد:
برومو مسلسل “للموت” يتصدر بلبنان
عبد المنعم العمايرى “قيد مجهول”
سيد رجب يشارك جمهوره بالبرومو الدعائي الرسمي لمسلسل “موسى”