اجتياح الرعاة .. عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد دخل الغزاة الآريين الشمال الغربى لشبه القارة الهندية (وادى السند)، من الشريط الآسيوي شمالها والمعروف بسهوب آسيا الوسطى.
وهم الجنس بيض البشرة عن المنطقة التى احتلوها، والذى تجلى أثرها فى التقسيمات الاجتماعية تبعا للديانة الجديدة التى ظهرت على أيديهم بعد توطيد نفوذهم، وبين عامي ١٢٠٠ و١٠٠٠ قبل الميلاد ظهرت النصوص المقدسة وبدأت الديانة الهندوسية.
الكتب المقدسة.. اجتياح الرعاة
والتي تنقسم لأربعة كتب : رجفيدا، ياجور فيدا، سامافيدا، أتهارفيدا، وكل كتاب به أربع أجزاء : براهمان، أرانياكا، سامهيتا، والاوبانيشاد.
اشتهرت الهندوسية بالديانة الوثنية وهو المصطلح القريب من الخطأ أكثر من الصواب، ورغم ذلك لو كانت وثنية لكان أفضل، لأن جميع آلهتهم شكل من أشكال الاله الذى ليس له شكل، معتبرين آلهتهم رمزا لله.
العقيدة والآلهة :
أهم هذه الآلهة أربعة : شيفا وبارفاتى وابنهما غانيشا، وزوجة شيفا الثانية كالي، وأخيرا فيشنو المتولى مسئولية الكون فى فترة ارتياح الرب، شيفا هو الاله ذو الأربعة أذرع وعلي رأسه نهر عظيم، هو أهم أنهار الهند نهر الكنج، وكل ذلك رمز للفظة مهمة هي شيفا المدمر.
غانيشا هو ابن شيفا الذى عانى مأساة رأسه التى قطعها شيفا لأنه لم يعرفه من بين أبنائه، وقام بغرس رأس جديدة له رأس الفيل، وسبب تلك الرأس أن شيفا اختار رأس أول مخلوق سيمر أمامه وكان الفيل (آلهة بقا)، وغانيشا هو رأس الفيل بجسد انسان كبير الكرش.
كالي هي الآلهة طويلة اللسان والحاملة فى يديها سيف وفى الأخرى رأس مقطوعة، وسبب ذلك حرب الشر العظيمة التى قاتلت فيها وكانت رهيبة للدرجة التى جعلتها تندفع قاطعة الرأس تلو الأخرى، وفجأة قام شيفا برمي نفسه أمام قدمها فاندهشت للدرجة التى أطالت لسانها ليكون طويلا للغاية.
التقسيم الطبقي الهندوسي :
تنقسم الطبقات الاجتماعية لأربعة طبقات لكل طبقة لون كرمز لها، وهى البراهمة وهم من تجدهم في البداية لابن كثير ب(البراهمة الفلاسفة) والذين ذكر أن أبا العلاء المعري مال لفكرهم فقيل فيه ما قيل.
والثانية هي الكاشتريا وهى الطبقة الارستقراطية ومنها الملوك والمحاربين، طبقة الفاشية ومنها التجار والبائعين والحرفيين، طبقة الشودرا وهي الطبقة الدنيا ومنها الخدم والمزارعين، وطبقة غير محسوبة هي المنبوذين المستغلين بأعمال التنظيف المختلفة.
البراهمة رمزهم الأبيض والكاشتريا الأحمر والفايشيا الأصفر والشودرا الاسود.
المعتقد :
لديهم معتقدان اشتهر أحدهما عند كثير من الديانات والفرق وهو التناسخ أو السامسارا باللغة السنسكريتية التى أدخلها الغزاة، ومعناه الحرفي هو تدفق الروح المتواصل، ومعناه أن الروح بعد موت صاحبها تعود فتنتقل لغيره، ولا يشترط أن يكون غيره إنسانا لأن أفعال الشخص هي من ستحدد الجسد الذى ستحل فيه الروح بعد موته، فلو فعل ما لا يجوز قد تحل فى كلب أو خنزير أو أي حيوان.
لذا هم يذهبون لمعابدهم ويجلسون مع الآلهة ويعتبرونها وسيط بينهم وبين الله، ليتصلوا به ويجردوا ذواتهم من كل ما هو مذموم ويتخلصوا من لعنة التناسخ للابد، ومن هذا المنطلق الأخير جاء رجل اسمه سيدهارت غوتاما وبدأت البوذية.
التشويه :
وبدخول المسلمين للهند بعد قرون من انتشار هذه الديانات وفتحها ونشر الإسلام فيها.. لم يسكت رؤوس الهندوسية والبوذية وبدأت قصة أقرب مثال لها هو ما يحدث اليوم بين المسلمين والهندوس والبوذ، لأن البراهمة وكبار البوذية مثل كهنة المعبد أيام اختانون.
ومن أوجه الطعن فى المسلمين تحريف قصة جلال الدين فى جودا أكبر، وعلاء الدين خيلجى فى بادمافاتى، والمبالغة فى تشويههما خذ منها أنهما أعظم من حكم الهند من السلاطي، وعادة بوليوود الهندية دائما هى المبالغة الشديدة، فى الدراما والاكشن والرومانسية والتحريف والتاريخ.
اقرأ أيضًا
رحيل الطبيبة نوال السعداوى .. الكاتبة الأجرأ فى التاريخ