العلاجات الجينية أملًا جديدًا ضد أمراض المخ المستعصية

العلاجات الجينية .. يمكن لفئة من الأدوية التي تثبط آثار الجينات المعيبة أن تساعد في معالجة أمراض المخ – لكن توقف تجربة إكلينيكية جعل هذا المجال قصيرًا.
مرض هنتنغتون (HD) هو حالة وراثية تسبب تدهورًا واسع النطاق في المخ وتعطل التفكير والسلوك والعاطفة والحركة. يبدأ المرض عادة في منتصف العمر ، مع تغيرات طفيفة مثل تقلبات المزاج وصعوبة التركيز. مع تقدمه ، يصاب الناس بالخرف وعدم القدرة على الكلام أو الحركة.

العلاجات الجينية

العلاجات الجينية أملًا جديدًا ضد أمراض المخ المستعصية

الجين المتورط في هنتنغتون ، المسمى HTT ، يرمز لبروتين يسمى هنتنغتين. يكرر الإصدار الخاطئ من الجين جزءًا قصيرًا من تسلسله – تركيبة النيوكليوتيدات CAG – عدة مرات. على عكس بعض الحالات الجينية ، التي يصاب فيها الشخص بمرض فقط إذا كان لديه نسختان معيبتان من الجين ، فإن نسخة واحدة فقط من طفرة HTT تكفي لتؤدي إلى داء هنتنغتون ، وحاملو الطفرة لديهم فرصة 50٪ للنجاح.

لا توجد علاجات متاحة لوقف أو إبطاء تقدم هنتنغتون Huntington””، على الرغم من أن سببها الوراثي واضح منذ عام 1993. تفتقر معظم الأمراض التنكسية العصبية الأخرى أيضًا إلى العلاجات الفعالة ، وعلى الرغم من أن جذورها الوراثية أقل وضوحًا من جذور هنتنغتون ، الجينات المرتبطة بحالات مثل مرض العصبون الحركي (التصلب الجانبي الضموري أو ALS) ، ومرض الزهايمر ومرض باركنسون معروفة منذ عقود. الآن ، قد يتحول المد لعلاج هذه الأنواع من الأمراض.

يأمل العديد من الباحثين بشأن العقاقير المعروفة باسم oligonucleotides المضادة للحساسية (ASOs). هذه سلاسل قصيرة من رسائل الحمض النووي أو الرنا المصممة للتشبث بتسلسلات معينة من الحمض النووي الريبي التي تصنعها الجينات المعيبة ، ولإعادة توازن مستويات البروتينات التي تنتجها – تعزيز البروتينات المفقودة أو القضاء على البروتينات المعيبة .

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على أول ASO لمرض عصبي في عام 2016 ، ومنذ ذلك الحين حدث انفجار في النشاط في هذا المجال. لقد تحول المجال من مجرد عدد قليل من التجارب السريرية التي أجريت على مدى العقدين الماضيين إلى ما يقرب من اثنتي عشرة تجربة جارية حاليًا لمختلف الأمراض التنكسية العصبية – وقد وصل عدد قليل منها إلى مراحلها النهائية.

ينتقل باحثو ASO الآخرون إلى ما وراء الأمراض التي تحددها طفرة واحدة للنظر في الحالات ذات الأسس الجينية الأكثر تعقيدًا. هذا التقدم الأخير جعل الكثيرين في المنطقة متفائلين بشأن مستقبل التكنولوجيا. يرى دون كليفلاند ، عالم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا ، سان دييجو (UCSD) ، وأحد العلماء الأوائل الذين بحثوا في استخدام ASOs للأمراض العصبية ، أن هذا مجرد بداية. يقول: “هناك الكثير والكثير قادم”.

لكن التقدم في هذا المجال لم يكن سلسًا تمامًا. في نهاية الشهر الماضي ، توقفت تجربة كبيرة من المرحلة الثالثة فجأة لأن فائدة الدواء للمرضى لم تفوق المخاطر. وقد حث بعض الباحثين منذ فترة طويلة على توخي الحذر بشأن ASOs ، نظرًا لحقيقة أن فعاليتها في العديد من الحالات غير معروفة .
على الرغم من أن نتيجة هذه التجربة كانت مخيبة للآمال ، “لا أعتقد أن هذا سبب لليأس” ، كما يقول كريس بوشوف ، مدير مشروع علمي فى علم الجينات .