النظرية وفلسفتها.. تبعا لنظرية النسبية الخاصة والعامة “الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها، ولا بد من مجموعة اسناد جاسمة،
ننسب إليها موضع الاجسام بالنسبة لها” وبصورة أوضح لا بد من جسم ساكن نسبيا، نستطيع منه تحديد حركة
جسم متحرك بالنسبة له. مثلا راكب القطار لا يمكنه معرفة حركته، القطار فى كلا الحالتين بالنسبة لراكبه ساكن،
لكن بحدوث فرملة يتغير ذلك ويشعر الراكب بحركته، فإن كانت فرملة شديدة فإنه يندفع بقوة للأمام تبعا للقصور الذاتي، ساعتها عرف أن القطار التحرك.
لكن إذا افترض أن هذه الفرملة لم تحدث، هل هناك وسيلة غيرها نعرف من خلالها القطار يتحرك أم لا..؟؟
ليست هناك وسيلة إلا أن تكون خارج الجسم المتحرك، فتستطيع ساعتها معرفة أهو متحرك أم لا، لأن الحركة لا
يمكن رصدها إلا من خارجها.
تلك هى النظرية خلاصة أبحاث وتجارب ودراسات، تبلغ من الدقة درجة التسليم بها ورفض أي تصحيح لها،
لأنها لا تقبل الهرطقة أو(مخالفة المألوف).
هذا الذى فوق عبارة عن بعد واحد من الحقيقة وهو النظرية أو الجانب العلمي منها، وهو خير مثال لتوضيح البعد
الآخر وهو الجانب الفلسفي لها.
اسمه “الزمن”.. ثم اطرح سؤالين :
كيف نعرف الزمن..؟؟ .. النظرية وفلسفتها
كيف أنجب الخلود ابنا محدود القدرات مثل الفناء..؟؟!
ثم اعلم بعد ذلك أن هناك روحا وأن الذين قالوا بالمادة فقط، ما هم إلا مخططين استغلوا جهل البُلَه من العوام،
المنشغلين بأمور الكسب والمعاش. مثلا الزمن كيف نعرفه ونحن داخله، مع أن الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها، وجواب ذلك أن حقيقتنا المتمثلة فى الروح تقف على عتبة السكون وتراقب الحركة المستمرة المتمثلة فى الزمن..
فنحن كجسد لا يمكننا معرفة الزمن أبدا، لأنه أشبه بمثال الراكب والقطار.
الجسد يسير مع الزمن فينمو ويكبر ويشيخ، كما يسير الراكب مع القطار قاطعا كيلو ثم اثنين ثم ثلاثة حتى المحطة، لكنه لا يستطيع استشعار حركة القطار لأنه داخله.. تماما فى الجسد لا يستطيع معرفة الزمن لأنه يسير معه وداخل فيه.
والغريب أننا نعرف ذلك الزمن رغم ذلك، لكن ليس بأجسادنا، بل بالروح خارج ذلك الزمن التى ترصده من الخارج، لأنها لا تسير مع الزمن، فليست بحاجة إليه لأنها لا تفنى كما يفنى الجسد.
بهذا تكتمل الحقيقة ببعديها العلمي والفلسفي، وليس أحدهما دون غيره.
مصادر :
– تهافت الفلاسفة_ الامام أبو حامد الغزالي.
– نظرية النسبية العامة والخاصة ألبرت أينشتاين.
– النظرية النسبية الخاصة. د/ على مصطفى مشرفة.
– أينشتاين والنسبية. د/ مصطفى محمود.
– لغز الموت.
– رحلتي من الشك إلى الايمان.
اقرأ أيضًا
أنواع الذكاء هل هي حقيقة أم خرافة علمية ؟