
مبادئ الذكاء العاطفي الستة التي يطبقها القادة والمديرون الناجحون
مبادئ الذكاء العاطفي الستة.. هذه مبادئ واضحة وممكنة التطبيق. وبتطبيق هذه المبادئ، يتميز القادة بقدرتهم على التحكم في عواطفهم والتحلي بالإيجابية والتخلي عن السلبية. ويسعى المديرون إلى النجاح في عملهم إلى مساعدة أنفسهم بإتقان معاملة العاملين معهم. ولا شك أنهم يقومون بذلك لحملهم على تقديم أفضل ما لديهم من أداء ويحققوا معهم الأهداف التي وضعتها الشركة لنفسها. من هذا المنطلق، أصبح الذكاء العاطفي سمةً أساسية من سمات المديرين الناجحين، فضلًا عن كونه حاضرًا بقوة في مناهج الإدارة الحديثة. فما هي أساسياته؟ وكيف نقرأ الأفراد بطريقةٍ أكثر فاعلية؟ وكيف نزود المديرين بالذكاء العاطفي؟ وما هي مبادئ الذكاء العاطفي الستة؟
العاطفة والعمل
يشيع في أوساط العمل انطباعٌ سلبيٌ عن العاطفة ودورها في إدارة الأعمال بشكلٍ ناجح. ومن ثم، تتعدد نصائح المقربين بين “لا تحمل نفسك فوق طاقتها”، أو “أرح بالك ولا تشغل عقلك بشيءٍ من ذلك”، أو “لا تجعل عواطفك تتحكم فيك، وفكر بمنطقٍ وعقلانية.” وهذه جميعها نصائح مضرة وتعكس بالفعل فكرة مضللة وشائعة لماهية العواطف. إنها فكرة سائدة ترى العواطف مخلفات وبقايا علاقات كانت قائمة منذ ملايين السنين وأنه كلما كان الإنسان أكثر عقلانية ومنطقية، كان أقل عاطفيةً.

العاطفة حاضرة في الإدارة والقيادة
إن العواطف شيءٌ مهمٌ جدًا في جميع الأوقات، ويجب علينا أن نقر بدورها ولا نتجاهل حكمتها، لأننا إن فعلنا ذلك، فهذا يعني أننا ندفع أنفسنا إلى طريق الفشل في حياتنا كأشخاصٍ، ومديرين وقادة. هذه حقيقة علمية لا تقبل الشك أو الجدل. ويمكننا الاستشهاد على أهمية العواطف بدراسةٍ أجراها عالم الأعصاب “أنتونيو داماسيو” (Antonio Damasio) بـ”جامعة أيوا” (University of Iowa)؛ التي تظهر أن العواطف مكملة لنظام التفكير البشري، وليست إرثًا ثانويًا.
لذلك، عندما تصبح العقول البشرية أكثر تعقيدًا عبر ملايين السنين، تظل العاطفة هي الخيط الجامع لها. فلا يمكن استئصال العواطف جراحيًا من الذكاء، وهو الوقت قد حان للمديرين أن يقولوا أشياء من قبيل “نحتاج إلى النظر على هذه المشكلة من منظورٍ عاطفي وليس من منظورٍ منطقي.” فإذا أردت أن تكون مديرًا متمتعًا بالذكاء العاطفي فإنك ستكون في حاجة إلى الجمع بين الردود المنطقية والعاطفية، لكن المبالغة في أيٍ منهما على حساب الآخر يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات فاشلة. ومن ثم، يستطيع المدير الذكي عاطفيًا – بفضل اتزانه العقلي والعاطفي – أن يستخدم قوة العاطفة لتحقيق النتائج الناجحة.
مبادئ الذكاء العاطفي الستة
الأول: العاطفة شكلٌ من أشكال المعلومات. تحتوي العاطفة على بيانات، وهي ليست عشوائية أو فوضوية، وإنما شكل آخر من أشكال التفكير. إن العواطف تؤهلك للعمل، وتجعل اهتمامك مركزًا وتساعدك على المواءمة والتعايش. وعلى الرغم من أنها لا تحفل دائمًا بقدرٍ كبيرٍ من البيانات، إلا أنها تقدم بيانات عن علاقات الأفراد. باختصار، تساعدك العواطف على البقاء.
الثاني: نادرًا ما يكون السعي إلى تجاهل العواطف مجديًا. عندما يحاول الأفراد كبت عواطفهم تحت مسمى الموضوعية أو الكفاءة، ينتهي بهم الحال غالبًا إلى الغفلة عن أمورٍ مهمة وتذكر معلوماتٍ أقل من نظرائهم الذين لا يكبتون هذه العواطف. لذلك، يستخدم المديرون الأذكياء عاطفيًا العواطف لتحقيق نتائج أكثر إنتاجية.
الثالث: لا يتقن البشر إخفاء مشاعرهم. في الحقيقة، نادرًا ما نجد إنسانًا قادرًا على إخفاء مشاعره، لكن كبت المشاعر داخل المؤسسات له عدة أشكال. وفيما يبرز الغضب بشكلٍ متكرر في العمل، نرى التعبير عن الفرح نادر الحدوث. لذلك، يقول البعض إن المؤسسات تسمح بظهور تعبيراتٍ انفعالية محددة وتنكر على العاملين تعبيراتٍ أخرى.
الرابع: عملية صنع القرار الفعالة تراعي العواطف. لا تلغي عواطفك، وحاول توظيفها بشكلٍ متكامل في قرارك
الخامس: الطرائق المنطقية تملي العواطف. تؤثر العواطف على التفكير، فتضيف العواطف الإيجابية للإبداع، وتضيف العواطف السلبية للفشل؛ خاصةً عند التعاطي مع التفاصيل.
السادس: مراعاة السمات العاطفية العامة والخاصة. ثمة سمات عامة للعاطفة مثل رمز الوجه السعيد المعروف في جميع أنحاء العالم. على الرغم من ذلك، توجد سمات عاطفية خاصة أو مميزة؛ حيث يوجد تباين واسع بين البشر في الشعور بها مثل الشعور بالخجل أو الذنب.
الخاتمة
يتميز المديرون الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي بقدرتهم على دمج العاطفة والفكر معًا وفي إطارٍ واحد ونهجٍ متكامل؛ حتى يتمكنوا من فهم العواطف والاستفادة منها على مختلف المستويات والأصعدة. قد نظن أن بمقدورنا توظيف العواطف بطريقة ذكية إذا قمنا بإظهار عواطفٍ سطحية أو ظاهرية؛ دون أن يكون للعواطف علاقة بالعمل التجاري في معظم حالاته. كذلك، تحتاج المؤسسات إلى وضع قواعد ولوائح غير مكتوبة تحدد مسار التعامل مع العواطف والتمييز بين العواطف المعترف بها والعواطف غير المعترف بها، فضلًا عن تحديد العواطف المرفوضة أو المقبولة في نطاق العمل .
لمزيد من الموضوعات :
الوعي العاطفي وقراءة من نتعامل معهم
الانفصال في الزواج ماذا تفعل/تفعلي بعده