منهج منتسوري للأطفال، نسمع عنه كثيراً خاصة في الدعاية والإعلان عن مدارس الأطفال ودور الحضانة، وكثير منها تستخدم الاسم فقط للدعاية وتحفيز الأهل على إلحاق أبنائهم في مدارسهم، بينما الأمهات لا يعرفون الكثير عنه، وكيف يمكنهم تطبيقه مع أطفالهم في المنزل، ويتركون ذلك للمدرسة أو الحضانة، كانت هذه هي الأسباب التي دفعت المدربة هبة الله مصطفى إلى نشر كتابها شفرة منتسوري؛ ليكون دليلاً للأمهات والمربيين في المدارس؛ لتطبيق ألعاب وأنشطة منتسوري مع الأطفال سواء في البيت أو المدرسة.
بداية الرحلة مع منهج منتسوري للأطفال:
بدأت رحلة المدربة هبة الله مصطفى مع منهج منتسوري منذ خمس سنوات، وذلك عندما حملت في ابنتها الأولى؛ فكرست وقتها للقراءة والاطلاع على مناهج التربية المختلفة؛ لتستعد لاستقبال ابنتها، وكان هو المنهج الوحيد الذي جذب اهتمامها ونال اعجابها، حيث رأته منصفاً لعقل وجسم الطفل، ويحترم شخصيته المتفردة من خلال ألعاب وأنشطة منتسوري التي يتم تصميمها لكل طفل حسب ميوله واهتماماته، ولكن كان عائقها في فهمه على أكمل وجه هو قلة المصادر العربية وضعفها في هذا المجال.
ورغم ذلك، لم تستسلم هبة لهذه العوائق، أصرت أن تلم بكل جوانب المنهج، بحثت عن الكتب الأصلية لمؤسسة المنهج ماريا منتسوري وترجمتها بنفسها للعربية، وشاهدت العديد من فيديوهات اليوتيوب لمدربات ألعاب وأنشطة منتسوري حول العالم، وعندما أنجبت طفلتها، كانت فرصتها في تطبيق ما تعلمته، واتضح لها فعلاً كيف أنه يحترم قدرات ورغبات الأطفال، وكان سبباً في نضج شخصية ابنتها بشكل كبير مقارنة بمن هم في مثل عمرها.

هبة مع الأطفال في الحضانة
عقبات على الطريق:
بعد ذلك حاولت هبة نشر ما تعلمته بين الناس، وتوعية الأمهات بكيفية تطبيق ألعاب وأنشطة منتسوري مع أطفالهم في المنزل، ولكنها تم انتقادها نظراً لصغر سنها، حيث كانت في أوائل العشرينات من عمرها، ولم يتقبل الكثيرون أن يتدربوا ويتلقوا محاضرات من فتاة قد تصغرهم عمراً بسنوات عديدة، ولكنها لم تيأس، وبعد أن أنجبت ابنها الثاني، خرجت لممارسة العمل الفعلي في الحضانات الخاصة، وطورت من مهاراتها في ألعاب وأنشطة منتسوري من خلال الدورات والدبلومات، مع مدربين كبار أمثال: دعاء مجدي ومروة رخا وأميرة سعد وغيرهم، وحصلت على دبلومة من جامعة عين شمس في منهج منتسوري.
كتاب شفرة منتسوري:
بالإضافة إلى ذلك تؤمن هبة بفكرة توثيق العلم في الكتب للحفاظ على بقائه، لذا قررت أن تكتب كتاباً تضع فيه خلاصة تجربتها مع منهج منتسوري للأطفال، ليكون عوناً للأمهات والمربيين في تطبيق ألعاب وأنشطة منتسوري مع الأطفال، آملة أن يكون الكتاب بصمة لها في تغيير العالم للأفضل، ولم يخرج الكتاب للنور بسهولة؛ فقد رفضت العديد من دور النشر تبني الكتاب متعللين بصغر سنها وكونها مبتدئة في نظرهم، مما دفع زوجها إيماناً منه بأهمية الكتاب وما لمسه من تأثير منهج منتسوري على أبنائهم، أن يتبنى كتابها وينشره نشراً خاصاً على نفقته.
وتضيف هبة عن الكتاب أنه موجه بشكل أساسي للأمهات اللواتي لا يعرفن كيف يبدأن مع منهج منتسوري، فالكتاب ينير لهن أسس المنهج لتتمكن من استكمال الرحلة وحدهن فيما بعد، وقد حاولت هبة أن يكون الكتاب سهلاً ومكثفاً في ذات الوقت حتى لا تمل الأم من قراءته، وهو يتكون من قسمين، القسم الأول يتناول التعريف وتوضيح المنهج، والقسم الثاني تطبيقي عن ألعاب وأنشطة منتسوري للفئة العمرية الصغيرة من لحظة الميلاد وحتى عمر ثلاث سنوات؛ لأنها كما ترى هي مرحلة البناء الأساسية في حياة الطفل.
ماذا تعرف عن منهج منتسوري للأطفال؟ وهل تعتقد أنه المنهج المناسب حقًّا في تنمية وتنشئة الأطفال؟ شاركنا برأيك في التعليقات.
اقرأ أيضًا
دور الألعاب التعليمية في تعلم الرياضيات