فيلم الممر .. يعد من الأفلام التي نبذت روح الوطنية مرة أخرى بجيل التيك توك والسوشيال ميديا , فقد تضرعنا من ذلل الأفلام التجارية التي حاكت البلطجة وسلبيات العشوائيات , و وضعت في نفوس المجتمع أثر سيء على الأطفال والمراهقين .
ولكن أعاد مخرج السينما الأول بالوطن العربي ” شريف عرفة ” روح السينما الراقية مرة أخرى من خلال فيلم إنساني قبل أن يكون وطني طبقًا لتصريحاته النادرة بحواره النادر مع الإعلامي ” شريف عامر “.
نكسة 67
الفيلم يسترسل بـ أحداث نكسة 67 الشهيرة والتي قتلت بداخل المصريين مدنيين و عسكرين الكسرة و شين الهزيمة التي غيرت كثير بـ أجواء البلاد وما أن عاد الضباط والجنود من الجبهة حاملين هزيمتهم النكراء بالخديعة والمكر من العدو إلا أن المجتمع حملهم فوق طاقتهم من خلال الإهانات والتجريح والسخرية التي لم يطيقها بعضهم .
مشهد السنترال
ومن ضمن هذه المشاهد مشهد المقدم نور ” أحمد عز ” عندما ذهب للسنترال ليجري مكالمة للاطمئنان على وحدته ليجد وابل من السخرية والسباب من قبل موظف السنترال ” حجاج عبد العظيم ” فـ يفقد رباطة جأشه ويقوم بضرب الموظف وأحد المواطنين بالسنترال والتسبب ببعض التلفيات حتى يستدعوا الشرطة للتحقيق على يد الضابط ” شريف منير ” والذي يحاول إصلاح الموقف وديًّا بين المقدم وموظف السنترال فيعتذر لهم شاعراً بالأسى تجاه روحه التي لم تتحمل مرار الهزيمة أو حتى الكلمات الموحية بالتلويح نحو عتابه .
وهذا المشهد حدث بالفعل حيث اللواء محي نوح الذي لعب الفنان أحمد عز شخصيته , روي أحداث مشهد السنترال كما حدثت بالفيلم .
يا نعيش سوا يا نموت سوا .. فيلم الممر
وكحال أي بلد واهنة وطنيًّا ظهور شخصيات كـ الرعاشة و معدمكش فتيات الهوى والمجون الباحثان عن تلهية الناس عن أخبار الهزيمة والنكسة ليظهر الصحفي إحسان ” أحمد رزق ” الذي يكتب عنهم وعن سفورهم حتى يفيق من غفلته فيجد البلد لا تحتاج للنسيان بل للتأهب وإحياء روح القتال من جديد فيقرر أن يقدم خدماته للعمل كـ مراسل صحفي بالوحدة التي يقودها المقدم نور وتعد شخصية المراسل الصحفي هي الشخصية التي تثير البهجة و روح الفكاهة الغير متكلفة وسط المشاهد الحربية والوطنية كما أنها تثير سخرية بعض من زملائه بسبب قصته مع الرعاشة ومعدمكش حيث يقرر أحدهم مقولة ” يانعيش سوا يانموت سوا ” بلكنة هازئة خاصة من العريف إسماعيل ” محمود حافظ ”
القناص الصعيدي
ومن ضمن المجاهدين الرافضين لمهانة الهزيمة , العريف هلال ” محمد فراج ” الصعيدي الذي يحمل قناصته لا يترك الجبهة حتى بعد النكسة , عازماً بالقسم على عدم العودة لقريته إلا بعد التعويض عن الهزيمة بـ انتصار ساحق .. وقدم الفنان محمد فراج الشخصية كما يقول الكتابة بكل احترافية من حيث اللهجة الصعيدية وملامح الوجه الحزين حتى بـ أوقات الدعابة , وكذلك قصة حبه مع البدوية فرحانة ” أسماء أبو اليزيد ” .
الأسري بمعسكر اليهود
وعن المشاهد الأكثر حرارة وغلا وتراً للانتقام كانت بالمشاهد التي تجمع بين الأسير محمود ” أحمد فلوكس ” والإسرائيلي الدنيء دافيد ” إياد نصار ” والذي أتقن الدور حتى جعل المشاهدين يصدقونه ويكرهونه خاصة بمشهد طعنه بالسكين لـ محمود بالغدر والخبث المعروفين بهم منذ حصار بني قينقاع .
حرب الاستنزاف
هنا يجمع الجنود عدتهم ويشدوا الرحال بـ أول مهمات حرب الاستنزاف التي سبقت الانتصار الأعظم بـ 73 وهي تحرير الأسري من دوشم العدو ومعسكر الأسري , وبالفعل ينجحوا في الإطاحة بالدوشم الذي تفاخر دافيد بـ أول الفيلم بقوته ولكن لا قوة تعلو فوق قوة الحق , والمصريين أصحاب حق وأخذوه , وتم أسر دافيد للمعتقلات المصرية وتحرير الأسري بعد استشهاد بعضهم .
أبو منونة .. فيلم الممر
أبو منونة هو البدوي الذي ساعد الكتيبة المصرية للوصول لـ معسكر العدو , كما كان يمدهم بالطعام والماء , وأستشهد مع شهداء الكتيبة والأسري وكتب الصحفي إحسان أسمه على جدران الأشبه بلوحة تكريم الشهداء .
ولكن القصة الحقيقة كما رواها أبنه السيناوي حسين أبو منونة , أن والده شارك المصريين في الجهاد ضد العدو وكان يزرع الألغام بصحراء سيناء كـ أفخاخ للعدو ولكنه لم يُستشهد كما حدث بالفيلم وإنما عاش بعدها حتى نشر أبنه عقب عرض الفيلم أخبار عن مرض والده بجلطة دماغية أثرت على لسانه عن عمر يناهز 78 عام , ولكن كم يقال بـ لغويات السينما ” حبكة درامية ” .
نهاية سعيدة
والنهاية السعيدة بـ أخر الفيلم هي نفسها النهاية السعيدة التي عاشها المصريين بعد انتصارات عديدة بـ حروب الاستنزاف بـ أكثر من عملية حربية .
حيث تحدث اللواء محي نوح عن انضمامه للمجموعة 39 قتال بـ أحدى كتائب الصاعقة وقاموا بعمليات ناجحة مثل موقعة رأس العش و لسان التمساح كبدت العدو خسائر مهينة وأعادت الروح الوطنية مرة أخرى تحوم البلاد مدنيين وعسكريين حتى انتصار 73 المجيد .
وبسبب نجاح الفيلم على الصعيد الفني والتجاري يفكر أسرة الفيلم بـ إنتاج جزء ثاني من الفيلم يتحدثون فيه عن واقعة حربية وطنية جديدة وشارك الجمهور حماستهم بالفكرة فـ الفيلم حقًّا يستحق الفخر كـ فخر التاريخ برجال مثل اللواء محي نوح.
اقرأ أيضًا
فيلم الكنز.. رؤية مختلفة للتاريخ من خلال قصص الحب
فيلم “توأم روحي”: معنى أحلام “عمر” + شرح نهاية الفيلم.
2 تعليقان
فيلم الممر من رايي افضل فيلم في تاريخ مصر قام بتجسيد الحروب المصرية ضد العدو الاسرائيلي ، حيث كان عمل رائع من كل جانب سواء اختيار الممثلين او الاخراج او المشاهد الاكشن . كل شيء تم باحترافيه و تم تجسيد الاحداث بشكل رائع ، كما قام بعرض هذه الفترة من تاريخ مصر من كل الجوانب .. تحياتي على مقالك الرائع يا صديقى
حبيبي يااسلام .. مرورك أسعدني