ما هي الحقيقة وهل الحقيقة مطلقة أم نسبية؟، الحقيقة هي الحق والحق هو الله سبحانه وتعالي، فالحقيقة المطلقة لله سبحانه وتعالى، فهو المتفرد بها عز وجل، أما الحقيقة التي يراها البشر فهي حقيقة نسبية لأن الحقيقة المطلقة ليست موجودة في الدنيا ولا نستطيع تحديدها بمعايير حسابية أو منطقية، مثال:
نحن بني الإنسان نرى الشخص الصالح هو الشخص الملتزم بتعاليم الدين وهو الشخص الذي يفعل الأعمال الصالحات، ونرى الشخص الطالح هو ذلك الشخص الذي لا يلتزم بتعاليم الدين ويفعل أشياء يراها الناس معاصي وسيئات وشرور.
ولكن الله سبحانه وتعالى يري بني أدم (الإنسان) بمعيار آخر إن الله لا ينظر إلي الأعمال ولا إلى الصور، ولكنه سبحانه وتعالى ينظر إلي القلوب.
اقرأ هذا الحديث وتأمله: عَنْ أبي هُريْرة عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ صخْرٍ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ” رواه مسلم.
القلوب هى محل نظر الرحمن، لا تحاول أن تحدد ماهية الإنسان وحقيقته وهل هو من أهل الصلاح أم من أهل الشر، لا تحكم على أحد بمجرد أن ترى أفعاله

هل الحقيقة مطلقة أم نسبية؟!
أنت مخلوق
لا تتأله على الله فأنت مخلوق، فلا تقول هذا من أهل الجنة وذاك من أهل النار، لا تنظر إلى الناس وتحدد مصيرهم ولكن انظر إلى نفسك وحاول إصلاحها وتطهيرها من الشرور، حاول قبل أن تطهر جسدك بالوضوء أن تطهر قلبك وتنقيه من الحقد والحسد والكراهية.
فكم من عباد شهدوا الناس بصلاحهم، وكم من شجاع جاهد في سبيل الله، وكم من منفق من الأموال في سبيل الله على حسب ما رأه الناس منهم قد أدخلهم الله النار أو من تسعر بهم النار أعاذنا الله وإياكم منها، وكم من قاتل وكم من عاصي ظن الناس بهم الشر وأنهم من أصحاب النار وأدخلهم الله فسيح جناته
إن هذه الحقيقة المطلقة التي لا يعلمها إلا الله، فلا تغتر بعمل الخيرات مهما بلغت ولا تستصغر معصية مهما بلغ صغرها؛ لأنك لا تعلم أي الأعمال تقبل وأيها يغضب الرب العلي.
كن على وجل وخوف مهما بلغت من الطاعة، وكن على يقين بقبول الله لك مهما بلغت معاصيك، أنت لا تدري حقيقة نفسك أنت لا تعلم نفسك
أنت لا تعلم الحقيقة، فحاول أن تجتهد حتى تكون من فريق الفائزين اترك الناس ولا تهتم بشأن مطيعهم وعاصيهم وعاملهم جميعًا كأخوة ولا تهتم إلا بنفسك وقلبك، حاول أن تطهرهم من الخبائث وتطهرهم من الشرور والآثام حتى تأتي يوم القيامة إلى الله بقلب سليم قال تعالي في سورة مريم: (( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)، وللحديث بقية.
للمزيد:
2 تعليقان
الحقيقة نسبية و ليست مطلقة، كل حقائق الواقع نسبية ما عدا مطلقية الله سبحانه و تعالى ، سبحانك ربي ما أكرمك ، سبحانك ربي ما ألطفك ، سبحانك ربي لا إله الا أنت .. مشكور على هذا النشر المفيد.
أستاذ / فاروق أشكرك علي تعليقك الجميل … لا يوجد حقيقة مطلقة إلا الله سبحانه وتعالي وذلك بما يستدل عليه من خلقه
ثم الموت الذي كتبه الله علي جميع مخلوقاته … أما ما عدا ذلك فيخضع لنظرية النسبية