القنوات التونسية تختار نفس المسلسلات القديمة .. إن المشاهد في البرنامج التلفزيونية التونسية و خاصة المسلسلات يلاحظ أنها تكرار نفس البرامج التي عرضتها.
منذ سنوات و المتفرج التونسي يقبل على مشاهدتها و كأنه يشاهدها للمرة الأولى و لا يمل منها و لا يضجر بل يتمنى أنها تدوم دون انقطاع و من بين تلك الأعمال العمل الكوميدي شوفلي حل و العمل الاجتماعي الخطاب على الباب حسابات و عقبات ،بين الثنايا…

مسلسل شوفلي حل
يتساءل الكثيرون عن سبب تشبث الناس بهذه الأعمال
رغم غنى المشهد الفني بأعمال جديدة فتكون الإجابة كالتالي و إن المسلسلات القديمة تمثل المجتمع التونسي التي تحترم زوجها تقف إلى جانبها و تكون مخلصة إليه ، و ترسم صورة التونسي الأصيل الذي يكتسب رزقًا حلالًا من أجل إعالة عائلته و يعمل على تربية صغاره تربية سليمة فتعلمهم مكارم الأخلاق و يحثهم على طلب العلم كما تصور تلك الأعمال بعض الظواهر الاجتماعية النادرة و تحاول شرح أسبابها و نتائجها و تعمل على علاجها في حين لا تجد في الأعمال الحالية غير الانحلال الأخلاقي فيظهر المجتمع التونسي مشوها لا قيم فيه و لا أخلاق له، فالمرأة في أعمالهم تكون إما امرأة خائنة و غير محترمة لا تسمع كلام زوجها و لا تطيع والديها ، و الرجل كذلك يظهر في صورة الشخص اللامسؤول الذي لا يعيل عائلته و يحصل على المال بطرق غير شرعية مثل ترويج المخدرات أو عبر تهديد الناس و ابتزازهم كما يبدو رجلا خائنا يمضي كامل الوقت خارج البيت مع صديقاته و يعود إلى البيت لتعنيف زوجته و هو تحت تأثير السكر أو المخدرات.
تأثير الإقبال على القديم من الجمهور
و ردة فعل التونسيين المتمثلة في مقاطعة بعض الأعمال الجديدة هي رسالة مشفرة للقائمين على المجال الثقافي ليعيدوا النظر في ما ينتجونه من أعمال و يروجون لها و يعتبرونها ضربا من الإبداع في حين أنها مجرد إضاعة للوقت و إهدار للأموال و تشويه للأخلاق، فالفن أخلاقي هادف أو لا يكون.
لا تخلو الساحة الفنية من الممثلين المبدعين أو المخرجين و الكاتبين لكننا أصبحنا نروج للرداءة دون غيرها فمتى تعود الساحة الثقافية إلى رشدها و تنتج شيئا يستحق المشاهدة.
اقرأ أيضًا
إطلالة الفنانة وفاء عامر بالزي الفرعوني .. ” مصرية فرعونية و افتخر “