سخرية القدر
يُعد الجيل الذي أنتمى له من أكثر الأجيال المُتأثرين بدراما الصعيد . لأنهم تربوا على مشاهدة فطاحلة الدراما الصعيدية , خاصة مسلسل ذئاب الجبل. حيث التصقت أحداثه بمسام عقولنا ونحن صغار . كذلك أغنية ” قالوا علينا ديابة واحنا يا ناس غلابة .. يامغنواتي غني حكايتنا على الربابة “. وكم كان أداء الراحل عبد الله غيث بشخصية ” علوان البكري ” من أعظم الشخصيات التي قُدمت على مر الدراما العربية. حتى أن قصة وفاته وهو يصور أحداث المسلسل تُعد قصة خالدة بأذهان الدراما العربية . فسبقه الفنان الراحل صلاح قابيل لأداء الدور ولكنه لم يؤدي سوى ثمانية مشاهد ثم توفي . وهنا تنبأ الفنان الراحل عبد الله غيث عندما عُرض عليه الدور قائلاً بتشاؤم ” أنتوا عايزين تموتوني أنا كمان ” . ليتوفي بالفعل قبل أن ينتهي دوره بثمانية مشاهد .. أنها كما يُقال سخرية القدر .
صعيد آخر
بعد قُرابة أسبوع من عرض مسلسل نسل الاغراب , انهالت عليه التعليقات السلبية والنقد بسبب الكثير من الأخطاء بالعمل بداية من أداء الممثلين الضعيف , ومبالغة ردود أفعالهم , وأيضا عدم إتقانهم للهجة الصعيدية , وعدم إلمام مخرج ومؤلف العمل بتفاصيل الحياة الصعيدية وكأن يتحدث عن صعيد آخر .
ومن أكثر الانتقادات التي طالت العمل , ملابس ومكياج مي عمر الذي لا يتناسب مع طبيعة نساء الصعيد , كذلك ضعف أدائها التمثيلي وعدم إتقانها للهجة الصعيدية
أيضا كحل أمير كرارة وعيناه الجاحظة طوال المسلسل , وحركة اللسان التي يفعلها أحمد السقا نفر منها الكثيرين , بالإضافة إلى نجوم الأندر إيدج أحمد مالك أحمد داش و الذي طالهم أكبر قدر من الكوميكس الساخر نحوهم , حتى أن البعض تعاملوا معه على أنه مسلسل كوميدي , أو مسلسل مُنحدر من سلالة المسلسلات الهندية المُملة .
نسل الأفورة
حتى المُنشد الديني ” محمود التهامي ” علق على حسابه بالفيسبوك معترضاً على المسلسل , مُعلقاً ” في سنهم دا مش بيلبسوا عمة يا بابا ، إلا لو عندهم ليلة ودول مشايخ طريقة أو منشدين زي حلاتي ، وبعدين بردانين ولابسين عبايات, ومش لابسين كالسون ” .. كما أضاف ” العمل دا نسل الأفورة، ودلوقتي عرفت ليه الفنانين كانوا بيدافعوا عن مسلسل الملك، وأن موضوع الملابس والشكل والسياق الدرامي مش مهم؟. علشان الدراما كلها عك في عك في الجزئية دي ” .
ملوك الدراما الصعيدية
ومن هنا بدأ رواد السوشيال الميديا إسترجاع بواطن الماضي , والمقارنة بين الفنانين اليوم وخاصة من لهم قدر بأعمال دراما صعيدية مثل السقا وكرارة بنسل الأغراب , ومحمد رمضان بـ موسي , وبين ملوك الدراما الصعيدية مثل الفنان الراحل عبد الله غيث , والفنان الراحل ممدوح عبد العليم والفنان الراحل يوسف شعبان , والفنان أحمد عبد العزيز وأحمد ماهر , وبالطبع الفنان القدير يحيى الفخراني .
وكذلك كتاب معظم أعمال الدراما الصعيدية وأبرزهم الكاتب الراحل محمد صفاء عامر , والكاتب محمد جلال عبد القوي . وكيف كانت كتاباتهم وحواراتهم مُعبرة و مُتاخمة للواقع. فمن ينسى دور ” علوان البكري ” في ” ذئاب الجبل ” , و دور ” رفيع العزايزي ” بـ الضوء الشارد , ” رحيم المنشاوي ” في ” الليل واخره ” .
وبهذا المقارنة الغير عادلة بالمرة تراجعت أسهم ” نسل الأغراب ” كثيراً حتى مع استمرارية نسب المشاهدة في العلو. سيُحاذي أرقام المشاهدات .. الانتقادات اللاذعة . وجاءت تعليقات المهاجمين لـ نسل الأغراب من هذا المنطلق . وهو أن الممثل الموهوب كـ الراحل عبد الله الغيث , لم يحتاج لإرتداء الجلاليب الفضفاضة ووضع الكحل واللعب بلسانه وكل هذه الأشياء المفتعلة. يكفي نظراته التي كانت تبعث الرهبة في نفوس المُتلقي لتدل على مدى شره. لتصبح الموهبة هي محرك الأحداث و الضامن لنجاح أى عمل فني . وليس الاستعراض وبزخ الإنتاج هما مصدر قوة أى عمل درامي يصارع البقاء على مر الزمان , مثلما فعل ذئاب الجبل .
إقرأ أيضاً
مسلسل ” نسل الأغراب ” من بطولة السقا وكرارة الاكثر إنتظاراً برمضان
أحمد عز بين الإذاعة والتلفزيون
مُلخص الحلقة الثانية من مسلسل نسل الأغراب
5 تعليقات
انه حمزة ابن عبد المطلب، عبد الله غيث من افضل الفنانين الذين كسبوا قلوب الكثير من العرب و المسلمين، و هذا راجع لبطولته التي مثل فيها شخصية حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه ، شكرا على هذا النشر.
ربنا يرحمه .. فعلا دوره في فيلم الرسالة تفوق به على أنتوني كوين .. تشرفت بتعليقك
يا ألف حسرة على الدراما ومستقبل الدراما، والله انهم يستخفون بعقل المشاهد، اصبحت الدراما للأسف ساقطة ولا ترقى ابدا لتناقش قضية هادفة، ليس بعد ما ذكرت من مسلسلات العمالقة القدامى رحمهم الله وغفر لهم .. مقال ينطق بلسان حال كثير من المشاهدين .. اشكرك جدا على هذا المقال
مفيش دلوقتي دراما أو فن ,,, هما مجرد شلالية مع بعض وأصدقاء بيتسلوا في قصص مُستهلكة ويقبضوا ملايين و ربنا يرحم اللي ماتوا ويرحم معاهم الفن .. تشرفت بدعمك أستاذ مدبولي
عبدالله غيث عملاق للدراما خاصة الصعيدية منها وليس هناك أى وجه مقارنه بينه وبين من يعملون فى نسل الاغراب مقالك ممتاز ويوضح ذلك بارك الله فيك