الرئيس جمال عبد الناصر من أشهر رؤساء مصر. لقب بحبيب الملايين وذلك لشعبيته الكبيرة. وحب أبناء الشعب المصري له. ومثله مثل أي شخصية شهيرة كما كان له مؤيدين ومناصرين له. كان له أيضا معارضين له ولنظام حكمه. وتعرض بسبب ذلك لمحاولة اغتيال شهيرة عرفت بـ “حادث المنشية“.
إنجازات الرئيس جمال عبد الناصر
شهد عصر عبد الناصر الكثير من الانجازات كان أهمها بناء السد العالى، وتأميم قناة السويس. وكذلك النهضة الصناعية ببناء أكثر من ألف مصنع. كما انه اهتم بالنهضة الزراعية وقام بإصدار قانون الإصلاح الزراعى الذى ضمن لكل فلاح 5 فدان.
حادث المنشية ومحاولة اغتيال عبد الناصر
علي الرغم من تلك الانجازات رأي البعض ان هناك سلبيات في حكم عبد الناصر، وتم التآمر عليه وتدبير عملية إغتياله وذلك في 26 أكتوبر عام 1954. اثناء القائه خطاب في منطقة المنشية بمدينة الاسكندرية.
وتم اطلاق النار علي جمال عبد الناصر من إحدى الشرفات المطلة على ميدان المنشية. وانطلقت نحو ثمانية رصاصات أخطأت جميعها الهدف المنشود. ابهر الرئيس الراحل جميع المتواجدين بشجاعته حيث وقف ليهتف في الجماهير بعباراته التي خلدها التاريخ: فليبق كل في مكانه أيها الرجال أيها الأحرار.. دمي فداء لكم .. حياتي فداء لمصر”.
القبض على منفذي حادث المنشية
اسرع رجال الأمن بالقبض على منفذي الحادث ، وحكم عليهم بالإعدام. ولكن فوجئ اثنين من المتهمين و هما خليفة عطوة، و أنور حافظ بعد صدور الحكم عليهم بفترة قصيرة ان الآمن اتى لاصطحابهم لمكان مجهول.
تم اصطحاب الاثنان بدون ان يعلموا وجهتهم. وكان كل ظنهم أنه سيتم تنفيذ حكم الاعدام بهم. وشعرا بالخوف والندم في تلك اللحظات، وفكرا كيف لهما أن ينساقوا وراء المحرضين وهما اللذان طالما شاركا في الأعمال الفدائية للدفاع عن وطنهم .
تحقيق الرئيس جمال عبد الناصر مع المتهمين
كان الرئيس جمال عبد الناصر قد قرأ الملفات الخاصة بالجناة. ووجد انهم طلبة جامعيين، وقرر تخفيف الحكم من الإعدام إلى المؤبد. لكنه قرر ان يلتقي بهم بنفسه ليعلم ما الذي دفع اثنين من المناضلين المحبين لوطنهم إلي تنفيذ عملية غادرة مثل حادث المنشية.
وتفاجأ المتهمين أنه قد تم اقتيادهم إلى مقر قيادة الثورة. وذلك لمقابلة عبد الناصر و شعروا بالخوف الشديد من مواجهته، ثم تم اقتياد المتهمين خليفة عطوة وأنور حافظ، إلي مكتب عبد الناصر.
ووجدوا عبد الناصر وكان قد جلس خلف المكتب يتطلع إلى الأوراق الموجودة أمامه غير عابئ بوجودهم. مما زاد من ارتباكهم وخوفهم، وجال في خاطرهم أنه سيقوم بإطلاق النار عليهم انتقاما لما فعلوه.
مرت الدقائق بطيئة علي المتهمين إلى أن قطع الصمت صوت عبد الناصر وهو يقول موجها كلامه لهم : “انتم ليه كنتم عايزين تقتلوني يا شباب ؟” ثم تابع متسائلا: “هل الكلام اللى قدامى فى التحقيقات دا صحيح؟.. هل حد تم الضغط عليكم أو تعرضتم للتعذيب؟”.
اجابة المتهمين بالنفي و أنه لم يقم احد بالضغط عليهم. ثم قالوا له ان كل ما ورد في الملفات الموجودة أمامه صحيح. وانهم بالفعل حاولوا اغتياله وذلك بسبب غضبهم من اتفاقية الجلاء التي كانت تنص على بقاء الإنجليز عشرين شهرا اخرين في مصر. ذلك بالإضافة إلى وجود قواعد عسكرية للانجليز فى القناة. تتيح لهم العودة مرة أخرى إذا تم الاعتداء على أى دولة من دول حلف بغداد، ولذلك وجدوا أن هذه الاتفاقية تعد خيانة لوطنهم مصر.
موقف عبد الناصر بعد اعتراف الجناه
من ناحية أخرى قابل عبد الناصر اتهامهم له بالخيانة بهدوء تام وتفهم وجهة نظرهم وجهلهم بالامور السياسية المحيطة بهم. وأخذ في شرح الأسباب التي دفعته لتلك الاتفاقية وأقنعهم بأن هذا هو الخيار الأمثل والمناسب لمصر.
وقال لهم : ان البعض من المعارضين له يريدون عودة الملك فاروق مرة اخري لذلك يقومون بدس تلك الأفكار الغير صحيحة في عقول الشباب المصري المناضل.
وتابع كلامه قائلا : الملفات والتقارير التي أمامى يظهر منها إنكم شباب جامعى وطنى وعلى قدر كبير من الأخلاق الحميدة اشتركتم مع الفدائيين ولكم تاريخ مشرف.
وانهي حديثه معهما وطلب إحضار طعام الافطار لهما، وبعد انتهائهم من تناول الطعام جاء رجال الأمن واصطحبوهم مرة اخري داخل إحدى السيارات، وتوقع المتهمان عودتهما إلى السجن مرة اخري بعد انتهاء تلك المقابلة.
الرئيس عبد الناصر يصدر قرارا بالعفو عن المتهمين
لكنهم تفاجأوا أن السيارة اتخذت مسارا آخر غير الذي يؤدي إلي مكان سجنهم وشعرا في البدء بالخوف فقد ظنوا أنهم سيذهبون إلي تنفيذ حكم الاعدام بهم، ولكنهم سرعان ما وحدا ان السيارة تذهب في اتجاه منازلهم في الشرقية ليخبرهم رجال الأمن أن الرئيس جمال عبد الناصر قد أصدر قرارا بالعفو عنهم تماما.
والغريب في الأمر أنه وبعد تخرجهم وجدوا الرئيس جمال عبد الناصر فأرسل في طلبهم مرة أخرى لمقابلته، و فوجئوا به يهنئهم بنجاحهم ويقوم بتوظيفها في مكتب توثيق وتنقية المعلومات بمجلس الوزراء ثم يتم نقلهم إلي مكتب السكرتارية الخاص بالرئاسة فيما بعد.
إقرأ أيضاً
فى مثل ذلك اليوم رحل رائد تحرير المرأة
قصة صحابي (أبو عبيدة بن الجراح)
أحمد أمين ومسلسل ما وراء الطبيعة الذي أثار ضجة كبيرة
3 تعليقات
احسنت النشر
شكرا لك
رائع