الأخطاء الثمانية عند وضع الأهداف.. وردت هذه الأخطاء فرادى في أدبيات القادة وصناع القرار الاستراتيجي في كثيرٍ من المؤسسات والهيئات. لكننا حرصت في هذا المقال على تجميع تلك الأهداف معًا حتى يتسنى لنا الإطلاع عليها وتفادي الوقوع فيها. لكن اسمحوا لي في بداية حديثي عن الأخطاء الثمانية الشائعة عند تحديد الأهداف أن أحيي جميع من يعملون وفق أهداف يضعونها لأنفسهم في رؤية حياتهم ورسالتهم ويسعون إلى معرفة الأخطاء الثمانية الشائعة عند تحديد الأهداف.

تعالوا نتعرف على الأخطاء الثمانية الشائعة عند وضع الأهداف
الأخطاء الثمانية عند وضع الأهداف
الخطأ الأول: تحديد أهداف غير واقعية
عندما تتحرى أهدافاً ممكنة، فأنت تحتاج إلى إطلاق العنان لخيالك وطموحك، ضع تحفظاتك جانباً، واحلم بأحلامٍ كبيرة. على الرغم من ذلك، حالما تتخذ قراراً بشأن هدفٍ، تأكد أنه هدفٌ واقعي، وأن بوسعك تحقيقه حقاً في الإطار الزمني الذي حددته لنفسك.
مثالعلى ذلك بأن تجعل هدفك الجري في سباق اختراق الضاحية لمسافات طويلة وأنت لا تستطيع الجري لعشرين مترًا مثلًا. ومن غير الواقعي مطلقاً أن تشترك في سباق مسافات طويلة الشهر القادم، ما لم تكن قد قمت بتدريبات لأشهرٍ عديدة. أو، إذا كان هدفك أن تصبح مديراً تنفيذياً بشركة، لكن لم تكن لديك الخبرة، ربما لا يكون هدفاً عملياً – أو أنك لست مستعداً له بعد على أقل تقدير.
لذلك، يجب أن تكون الأهدافٍ واقعية، يوجب أن تختار أهدافاً ذكية وتأكد أن أهدافك محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، ومرتبطة بخبراتك ومحددة بإطار زمني.
الخطأ الثاني: التركيز على مجالات قليلة للغاية
هب أنك قد قمت بكتابة قائمة أهدافك للعام الجديد. وأنك تعهدت بزيادة المبيعات بنسبة 15%، والتقديم لترقية، وقراءة كتاب عن القيادة كل شهر. وبالرغم من أنه برنامج طموح لكن بالنظر إلى قائمة الأهداف القابلة للتحقيق، توجد مشكلة محتملة: ترتكز هذه الأهداف على خبرتك العملية فحسب. لقد قمت بحذف أهداف أخرى من أجزاء أخرى من حياتك.
ويركز الكثيرون بشكلٍ منفردٍ على عملهم عندما يحددون أهدافهم. على الرغم من ذلك، لا يمكنك إغفال الأنشطة التي تجلب السعادة والبهجة. فأهداف مثل كتابة كتاب، والتنافس في سباق مغامرات أو بدء إنشاء حديقة ربنا كانت مهمة بشكلٍ لا يصدق لسعادتك ورخائك.
الخطأ الثالث: التقليل من قيمة وقت إتمام تحقيق الأهداف
كم عدد المرات التي استغرق فيها المهمة أو المشروع أكثر مما تصورت؟ فعلى الأرجح، ربما كانت المرات أكثر مما يمكنك عده! ربما تقول أيضاً ذات الشيء الذي أعددت في الماضي. إذا لم تقيم زمن اتمام تحقيق هدفك بشكلٍ دقيق، يمكن أن يكون ذلك مثبطاً لعزيمتك عندما تستغرق الأمور وقتاً في تحقيقها أطول مما تعتقد أنها ستستغرقه. ويمكن أن يسبب لك هذا الأمر التوقف عن السعي إلى تحقيق هدف. استخدم استراتيجيات التخطيط للعمل وجدول زمني فعال عند التخطيط لأهدافك. وأعد دوماً خطوط زمنية لتعالج التأخيرات والإخفاقات. إذا قمت بإضافة وقتٍ إضافي إلى تقييمك، فستشعر بضغوطٍ أقل للعجلة وإنهاء الأمر في تاريخٍ محدد.
الخطأ الرابع: عدم تقييم الفشل
كيفية أداء عملك بجديك لا يهم، ولكنك ستفشل في تحقيق أهدافك من وقتٍ لآخر. لقد كنا هناك، وهذه ليست مزحة.
على الرغم من ذلك، إن جوانب فشلك هي ما ترسمه لشخصيتك في النهاية. ربما كانت تشتمل أيضاً على دروسٍ يمكنها تغيير حياتك للأفضل، إذا لم يكن لديك الشجاعة على التعلم منها. لذلك لا تكون مضطرباً إذا فشلت في تحقيق أهدافك – فقط دون الاتجاه الذي سلكته بالخاطئ واستغل تلك المعرفة في تحقيق في الأوقات القادمة.
الخطأ الخامس: “وضع “أهداف أخرى للأشخاص”
قد يريد بعض الأشخاص – التابعين، والزملاء أو حتى رؤسائك ومن هم أعلى مقاماً منك – التأثير في الأهداف التي تضعها. ربما يشعرون أنهم يعلمون الأفضل لك، أو قد يريدون مكن سلك مسارٍ محددٍ للقيام بأمورٍ محددة.
وبكل وضوح، من المهم أن يكون لديك علاقات طيبة مع هؤلاء الأشخاص، وقد تحتاج إلى القيام بما يطلبه منك رئيسك في العمل، في حدود المعقول. وعلى الرغم من ذلك، تحتاج أهدافك لأن تكون خاصة بك ومن بنات عقلك – وليست وليدة تطلعات الآخرين. لذلك، كن حاسماً وحازماً بكل احترام وقم بما تريد فعله في نطاق حدود اختصاصاتك وصلاحياتك.
الخطأ السادس: عدم مراجعة التقدم
يحتاج إنجاز الأهداف إلى وقت. وفي بعض الأحيان قد يبدو لك أنك لا تحرك الكثير من القدم. وهذا سبب أهمية مراجعة كل ما تحققه على أساس منتظم. قم بوضع أهدافٍ صغيرة ومتواضعة، واحتفي بنجاحاتك وحلل ما تحتاج فعله للحفاظ على تقدمك. لا يهم مدى البطء الذي تسير به الأمور، فربما تكون محرزاً لتقدم.
لذلك، يمكنك أيضاً انتهاز هذه الفرصة لتحديث أهدافك، وفق ما تعلمته. هل تغيرت أولوياتك؟ أم هل تحتاج إلى أن تضع جانباً وقتاً إضافياً لنشاط هدفٍ محدد؟ الأهداف لا تنقش في الأحجار، لذلك لا تخشى من تعديلها متى احتجت إلى ذلك.
الخطأ السابع: وضع أهدافٍ “سلبية”
ما تراه في هدفك يمكن أن يؤثر على كيفية شعورك به، وما إذا كنت ستحققه أم لا. فعلى سبيل المثال، يهدف الكثيرون إلى “إنقاص وزنهم.” على الرغم من ذلك، يوجد لهذا الهدف دلالة سلبية؛ فهي مركزة على ما لا يريدون – وزنهم. ثمة طريقة إيجابية لإعادة صياغة هذا الهدف هو القول إنك تريد أن “تصبح سليم البدن.” ثمة مثال آخر للهدف السلبي يتمثل في “الامتناع عن البقاء لوقتٍ متأخرٍ في العمل.” ثمة طريقة إيجابية لإعادة صياغة هذا الأمر هي “كيفية قضاء مزيدٍ من الوقت مع الأسرة.”
فالأهداف السلبية غير جذابة عاطفياً، ما يجعل الأمر صعباً للتركيز عليها. أعد صياغة أهدافك السلبية حتى تبدو إيجابية: ربما تكون مندهشاً بالفارق الذي يحدثه هذا الأمر. وها نحن قد أنهينا الخطأ السابع وعلى وشك استعراض الثامن ليكتمل عقد الأخطاء الثمانية عند وضع الأهداف.
الخطأ الثامن: وضع أهداف كثيرة تفوق قدرات تحقيقها
عندما تبدأ وضع الأهداف، قد ترى الكثير من الأمور التي تريد تحقيقها. لذلك ابدأ بوضع أهدافٍ في كل المجالات. وتكمن المشكلة في هذا الأمر في أن لديك قدراً كبيراً وثابتاً للوقت والطاقة. إذا كنت تحاول التركيز على أهداف كثيرة مختلفة في حينه، قد لا تستطيع أن تولي الأهداف الفردية الاهتمام الذي تستحقه.
في المقابل، استخدم قاعدة “الكيف وليس الكم” عند وضع الأهداف. حدد الأهمية النسبية لكل ما تريد إنجازه على مدار ما بين ستة و اثنا عشر شهراً. ثم انتق منها ما لا يزيد عن، لنقل، ثلاثة أهداف للتركيز عليها.
وختامًا، تذكر أن نجاح عملك تجاه تحقيق أهدافك يقوم بالتركيز على أمورٍ قليلة في وقتٍ محدد. إذا قمت بتحديد عدد الأهداف التي تعمل عليها، سيكون لديك الوقت والطاقة اللتين تحتاجهما للقيام بالأمور بشكلٍ جيدٍ على أرضٍ واقع. فهيا نستخدم هذا الكشاف لتحقيق الأهداف. ونتجنب الأخطاء الثمانية عند وضع الأهداف.
إقرأ أيضاً
ماهية إدارة التغيير وأهم نظرياتها وأنواعها
أنواع الذكاء هل هي حقيقة أم خرافة علمية ؟
مبادئ الذكاء العاطفي الستة التي يطبقها القادة والمديرون الناجحون