أسوان بلاد الذهب، فقديمًا كانت قوافل التجارة تنتقل عبر البلدان وعبر الصحاري، فتشكلت أولى طرق التجارة وتطورت مع الزمن، وأسوان كانت محطة لهذه القوافل التجارية نظرًا لموقعها المميز.
وقد كانت ولا زالت أسوان مركزًا تجاريًا يربط بين السودان ومصر، وقد مر عبرها العديد من الرحالة والتجار والأوروبيين والعرب فتشكلت ثقافة متنوعة وحرف كثيرة أغنت المنطقة.
وتنتشر بأسوان مجموعة من الأنشطة والحرف اليدوية النادرة. التي توارثتها الأجيال عبر السنين تنتج منتوجات يدوية مميزة تجمع بين الإبداع والفن والإتقان.
وسميت بـ “بلاد الذهب“؛ لأنها كانت تشمل العديد من مناجم الذهب. بالإضافة إلى أنها مقبرة ملوك الفراعنة، وقد كانوا يصنعون تماثيل لهم بالذهب، ويفنون الكنوز في مقابرهم.
اسم أسوان
كانت تعرف “أسوان” باسم “سونو“، ومعناه السوق؛ لأنها كانت تحتضن القوافل التجارية المارة عبرها منذ آلاف السنين. ثم كثرت زيارات الإغريق فسموها “سين“، وسماها الأقباط “سوان“، وفي القرن السادس الميلادي سكنها العرب وسموها “أسوان”.
وتعتبر محافظة أسوان في مصر عاصمة الاقتصاد والثقافة الإفريقية، فهي تربط بين مصر وإفريقيا، وهي بوابة مصر على صحرائها من جهة الجنوب.
وتبلغ مساحة محافظة أسوان 34068 كلم2. ويحدها شمالًا محافظة “قنا” وشرقًا محافظة “البحر الأحمر” وغربًا محافظة “الوادي الجديد” وجنوبًا جمهورية “السودان”. وتقع مدينة أسوان على الشاطئ الشرقي للنيل.

أسوان بلاد الذهب
وتضم محافظة أسوان 5 مراكز إدارية هي:
- إدفو.
- كوم أمبو.
- نصر النوبة.
- دراو.
- أسوان.
وهي تضم 10 مدن، 39 وحدة محلية قروية و107 قرية رئيسية و514 نجع وكفر. ويبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة، وهم خليط من مجموعة من القبائل.
وينحدر أكثرية سكان أسوان من أصول عربية مثل: قبيلة “الجعافرة” نسبة لجدهم “جعفر صادق“، الذي ينتهي نسبه للإمامين “الحسين” وأبيه “علي بن أبي طالب” وهl يفتخرون بنسبهم ويتباهون به.
وهناك “العبابدة” ويرجع نسبهم لـ “عبد الله بن الزبير“، وهناك “الأنصار” و “بني هلال” و “الأشراف” الذين ينتمون لـ “الحسين بن أبي طالب” و “العليقات” و “القبائل النوبية” و “البشارية“.
وكل هذه القبائل تفتخر بنسبها، وبالنسبة لهم من العار ألا تعرف اسم جدك العاشر على الأقل، وتفتخر به.
ميزات في أسوان بلاد الذهب وبوابة جنوب الصحراء
شتاء جميل ومميز
على مستوى العالم أسوان تتميز بشتاء دافئ نهارًا لطيف ليلًا، ويغلب عليه صفات المناخ القاري، صيفها طويل دافئ وشتاؤها قصير ومعتدل.
وتشرق الشمس في أسوان على مدار السنة في جميع الفصول، وهي من أحر المدن على الكرة الأرضية، طقسها مستقر على مدار العام.
أسوان تضم أكبر بحيرة صناعية في العالم “بحيرة ناصر”
كانت فيضانات النيل تغرق الأراضي وتتلف المحصول، وفي سنوات أخرى تجف المنطقة وتبور الأراضي الزراعية.
فبني “خزان أسوان” وكانت بداية البناء عام 1899 في عهد “الخديوي عباس” ليحجز المياه الزائدة في موسم الفيضانات، وتم تعليته مرتين آخرها عام 1934.
وخزان أسوان كان يحجز المياه لعام واحد فقط، لذلك بني السد العالي فيما بعد.
و “السد العالي” أو “سد أسوان العالي” تم بناؤه عام 1960 في عهد “جمال عبد الناصر“، ويشغل “محطة توليد أسوان 1“، و “محطة توليد أسوان 2“، لتوليد الكهرباء.
وبعد تجمع المياه عقب إنشاء السد العالي تكونت بحيرة صناعية كبيرة سميت “بحيرة ناصر”، وسميت كذلك نسبة لصاحب الفكرة الرئيس “جمال عبد الناصر“.
ويبلغ طولها 500 كلم، سعة التخزين الميت 32 مليار متر مكعب، وعمقها 180 متر، وهي من أكبر البحيرات الصناعية في العالم ويقع 80 بالمئة منها في مصر والباقي بالسودان.
معالم أسوان الأثرية
تضم أسوان العديد من المتاحف والمعابد الأثرية القائمة بكامل عظمتها.
المعابد
من المعابد المشهورة في أسوان التي تستقبل السياح من مختلف مناطق العالم:
- “معبد فيلة“: بعد بناء السد العالي تم نقله بمساعدة “اليونسكو” من “جزيرة فيلة” لـ “جزيرة أجيليكا” لإنقاذه من الغرق، وهو يضم أعمدة بنقوش وجداريات منحوتة ومزخرفة.
- “معبد كوم أمبو“: يقع على ضفاف نيل مصر وتم تشييده في العصر البطلمي، به العديد من التماثيل والتماسيح المحنطة، وأعمدته منقوشة برسوم خيالية.
- “أبو سمبل“: يقع غرب “بحيرة ناصر”، شيده الملك “رمسيس الثاني”، ويوجد به 4 تماثيل للملك وتماثيل لأبنائه وزوجته ووالدته، وتتعامد أشعة الشمس على وجه الملك يومي عيد ميلاده وتوليه العرش.
- “معبد كلابشة“: بني في عهد الرومان، وتم نقله من طرف منظمة “اليونسكو”، عند بناء السد العالي لحمايته من الغرق.
المتاحف
المتاحف هي معالم تاريخية هامة تحفظ تاريخ مصر وحضارتها وفي أسوان مجموعة من المتاحف منها:
- “متحف النوبة“: يضم قطع أثرية من “مملكة كوش” “النوبة القديمة“، والصور القديمة بالأبيض والأسود لمشروع اليونسكو لإنقاذ “معبد أو سمبل” و “معبد فيلة“.
- “متحف أسوان“: يقع في “جزيرة الفنتين“، ويوجد به العديد من الآثار التي تم العثور عليها خلال حفر السد العالي من أواني ومومياوات وفخار وأسلحة، وبه “قاعة خنوم” وهي مخصصة لعرض تابوت ومومياء الكبش المقدس.
- “النيل“: يضم آثار الحياة القديمة لوادي حوض النيل، وتوثيق للمشاريع المائية التي قامت على مجرى حوض النيل.
أكل وتقاليد أسوان
يتميز أكل محافظة أسوان عن باقي المحافظات بأكلات يحترف صنعها النوبيين خصوصًا: “الجاكود النوبي“، “الأسلاد” و “الكاشيد“.
وهي أكلات النوبيين التي لا يعرف أسرارها سواهم ويفتخرون بها ويقدمونها في الأعياد والمناسبات.
ويعرف النوبيون ببساطتهم وحبهم الشديد للغرباء وترحيبهم بهم، ولهم تراثهم ولغتهم ولباسهم وتقاليدهم الخاصة بهم.
وهم معروفون بصناعة درع جلدي من جلد فرس البحر لا تؤثر فيه ضربات السيف أو الرمح. كما لهم عصا شهيرة يطلق عليها اسم “نبوت” يبلغ طولها خمسة أقدام.
ويتميز الرقص النوبي باشتراك الرجال والنساء من مختلف الأعمار، وترتبط الرقصات بالأعياد ومواسم الحصاد، ويتجمل الرجال والنساء النوبيات بالوشوم على حد سواء.
ملخص
تمتاز مدينة “أسوان” بموقعها الاستراتيجي على ضفاف النيل، وبها العديد من المناظر الطبيعية بالإضافة للمتاحف والمعابد التي تجذب السياح من مختلف بقاع الأرض.
وتضم “أسوان” ساكنة مشكلة من قبائل عدة اختلطت على مر العصور وتعايشت بسلم وأمن وأمان. وتشكلت لغة خاصة بهم، ولهم ثقافتهم وتقاليدهم وأكلاتهم الخاصة بهم.
للمزيد:
السياحة في تركيا: معالم وشواطئ
السياحة في دولة إندونيسيا الآسيوية
3 تعليقات
مقال أكثر من رائع .. لم اكن علي علم بسبب تسمية مدينة اسوان و غيرها من المعلومات القيمة عن هذه المدينة العظيمة و بحكم دراستي للاثار الاسلامية اشعر بمدي هذا الجمال و مدي عظمة الفراعنة و ما تركوه لنا في مدينة أسوان .. مقال رائع خالص تحياتي لحضرتك ..
شئ محزن أنى أكون مصري , وعمرى ما زُرت أسوان أو الأقصر ولا لمست آثار بلدي اللى بتتقدر بالبلاد الغربية أكتر مننا , يمكن مشاغل الحياة وصعوباتها , يمكن عدم تقديرنا واعترافنا بفكرة الرحلات التثقيفية .. أنا حتى الأهرامات أفتكر أنى زرتها مرة زمان في رحلة مدرسية ولم تتكرر .. الله يرحمه والدى قالهالى ومفهمتش نصيحته .. قالى لو جتلك فرصة وانا في الجامعة انى أطلع زيارة للأقصر اغتنمها لأنى بعد التخرج احتمالات زيارتي للأماكن دى هتكون ضعيفة وفعلا صدق الله يرحمه
أسوان هي المقر الرئيسي لمحافظة أسوان وأهم مدينة في النوبة. تقع في الجزء الغربي من البلاد ، ولطالما كانت بمثابة المدخل الجنوبي لمصر ، على الضفة الشرقية للنيل بالقرب من الشلالات الأولى. تربطها سكة حديدية وطرق برية وصحراوية وزراعية ومراكب نيلية وطائرات داخلية بالقاهرة. يبلغ عدد سكانها حوالي 900000 نسمة. معبر القسطل ، افتتح عام 2014 ، ويربطه بجبهة برية.