تعتبر الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع . فنجاح الأسرة في تربية أبنائها تربية سليمة، يعطينا مجتمعا قويا و ناجحا . ولا يتحقق هذا النجاح الا بايقان كل أسرة، بمدى مسؤوليتها عن تربية أبنائها . من هنا وجب السؤال،كيف نربي أطفالنا؟ هل التربية هي توجيهات تعطى للطفل، أم هي ردع و تقويم سلوك ؟؟
التربية :
في الواقع تربية الأبناء، هي مزيج من هذا و ذاك. لكن ما لا ينبغي أن نغفل عنه. أنها كذلك أسوة و إقتداء ، مما لا شك فيه، أن الولد يتأثر بشكل كبير بشخصية والديه. فحتما سيأتي مطبوعا بطباعهما، لأنه منذ أن وجد و هو يراهما يتصرفان على نحو معين. فيشكل هذا لديه قناعة ذاتية، أن ما يراه أمام ناظريه هو الأسلوب العادي في الحياة . لذا فإن أردت أن ينشأ طفلك سليما من النفاق مثلا، فاحذر أن تكون ممن يقول ما لا يفعل، فهذا لن يتسبب في تحليه بصفات سيئة فحسب. بل سيضر بمصداقيتك لديه كذلك.
الإيمان :
يقول الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار، أنه مهم جدا أن نسأل أطفالنا الأسئلة التي توقظ وعيهم على وجود الخالق . أن نعلمهم بأن دوام الحال من المحال وان سواء المكسب أوالخسارة لن يستمر على الدوام .
و لأن كل شيء في الدنيا مؤقت و محدود، فلا نبطر و لا نتكبر ولا نغتر مهما أصابنا من الخير و النجاح ، في الوقت ذاته أن لا نخضع ولا نذل ولا نيأس ولا نهزم، مهما لاقينا من آلام و مصائب و مشكلات.
كيف نربي أطفالنا .. القناعة:
على الأسرة أن تغرس في أبنائها أن متطلبات الحياة تنقسم إلى ضروريات و ثانويات، و أن الأولوية في الحياة دائما تعطى للضروريات ، فالأكل و اللبس و العلاج و التعليم من ضروريات الحياة،
أما القصور و السيارات و السفر السياحي هم من ثانويات الحياة ، إذا ما علمتهم هذا تكون قد ضمنت أنهم لن ينظروا إلى ما في أيدي الناس و انهم لن يحسدوا أحدا على نعمة رزقه الله إياها .
العاطفة :
إمنح طفلك المحبة و العناق المنتظم ، عامله عاطفيا و أخبره صراحة أنك تحبه. و كافئ سلوك طفلك لا النتيجة التي يتحصل عليها : بمعنى أن تكافئ طفلك عندما يقوم بمجهود إيجابي حتى لو لم يكن النجاح حليفه ،
و لا تعوده على الغش و الفوز، لكن علمه أن يخسر بأمانة على أن يغش و ينجح ، و هنا تأكد أن طفلك لن يتسابق لاحقا مع الناس للحصول على منافع معينة، بطرق ملتوية و أنه سينظر إليهم نظرة إشفاق لأن ما يخسرونه من نقاء و إستقامة، أكبر بكثير مما يحصلون عليه.
عقوبة :
إذا أخطأ يعاقب مباشرة و ليس بعد يومين ، فالعقوبة التي يتم فرضها بعد عدة أيام من الخطأ، سيكون لها تأثير أقل بكثير من العقوبة التي تلي الخطأ مباشرة فلا تدعه يتصرف بقلة أدب أو يهين شخص دون معاقبة.
عنيد :
كن عنيدا أكتر منه ينهار الكتير من الأباء عندما يصاب الطفل بنوبة غضب ، فلا تغير رأيك حين ينهار الطفل بالبكاء أو الشكوى أو الصراخ فكلما زاد إستسلام الوالد تقوى الطفل في سلوكه،
لذلك فإن الطفل الذي يقال عنه عنيد هو نتيجة مواقف أبوية غير كافية ، لذا فإن الحزم في المواقف هو إحدى أساسيات التربية السليمة، و هو السبيل الوحيد ليفهم الطفل أنه لا جدوى من الإصرار على البكاء و الدخول في نوبته الحادة.

و الآن إليك أهم النصائح لنعرف كيف نربي أطفالنا:
_إختر العقوبات التي تزعج الطفل، و إلا سيستمر في تجاوز الحدود دون خوف من العقاب، و لا تختر عقوبات تستمر لأيام ، أسابيع ، شهور..
_إعتمد على تقليل فرصة استعمالهم للألعاب الإلكترونية، فهي و إن كانت تساعد على تطوير الذكاء، إلا إنها ستعزز النزعة الفردية لدى طفلك، فتمنع الإتصال و تؤخر اللغة ، و تعيق الأنشطة التعليمية الأخرى
_إعتمد على حظر النت و التلفزيون من غرفة النوم ، دعهم يشعرون بالملل، لأن شعورهم ذلك سيجعلهم يبحتون عن وظائف أخرى مثيرة كالقراءة و الرسم ، لعب الرياضة ، إذا لم يشعر طفلك بالملل، فلن تكون له فرصة للبحث أو الإبتكار.
_من خمسة إلى ست سنوات دعه يلبس بنفسه ، و يربط حذاءه ، يتصل و يرد على الهاتف
_لا تفرط في منعه من الأشياء، فلا تمنعه دائما من اللعب مع أصدقائه بحجة أنه سيوسخ ثيابه
_علمه أن لا يتجنب المواجهات و الصراعات :
علم طفلك أنه ليس وحده على هذه الأرض، و أنه سيواجه العديد ممن هم مختلفون عنه في تركيبتهم، فعليه أن يواجههم، لأن المواجهة ستعلمه التفاوض و التشارك و التعاطف و التفكير في الآخرين، ستعلمه المواجهة كذلك حل النزاعات
_عوده على أسلوب حياة صحي :
اجعله بأحد قيلولة، فقلة النوم تعيق التركيز و الحفظ و الإنتباه و التفكير
_علمه أن يأخد نظاما غدائيا صحيا، فواكه و خضروات و ماء حتى لو لم يعجبه
_إجعله يعتاد على غسل أسنانه يوميا، و سوف يشكرك لاحقا على قدرته على الحفاظ على أسنانه جيدة
و في الختام ما علي سوى أن أقول، بأن الطفل أعظم كنز، و افضل متعة، و أحسن أنيس في الحياة، فأحسن استغلال ذلك، و إستخرج من ذاك الكنز أجمل ما فيه، دون فرط فيضيع .
إقرأ أيضاً
فنون التربية: كيف نربي الصغار للنجاح في حياتهم
5 تعليقات
موضوع مهم وشائك نوعا ما لكن اقول ان لو نرجع للديننا الاسلامي الحنيف ونتمعن ونفهم محتواه فالقران والسنة النبوية سنعرف كيف نربي اطفالنا تربية سليمة فلقد علمنا الدين كيف نربي اطفالنا لكي يكون متخلقين و مهذبين وايضا ذوي نفسية سليمة و سوية فمثلا القاء السلام و التحية و النهي عن الغيبة و النميمة و المواسات في المحن و احترام الكبير والجار و عدم التمميز بين الناس و كيفية الاكل و غيرها كلها موجودة فالاحاديث النبوية و فالقران الكريم و نعلم انا ديننا صالح لكل مكان و زمان فلو التزمنا بتعاليمه و مبادئه سنربي اطفالنا و انفسنا ايضا التربية السليمة
مقال رائع وغني بالمعرفه اتمنى ان تشرفني بزيارة والتعليق على مقالي https://alumniyat.net/share.php?code=4071-4660943
مقال رائع و غني بالمعلومات التي يجب أن يعرفها كل أب و أم . بالنسبة للأبناء لتربيه من على أحسن طريقة يجب أن يكون الآباء متبعين الخلق الحسن حيث أن أسلوب الاقتداء هو ما يتبعه الأطفال فغالبا ما يتحلون بصفات آبائهم و أمهاتهم لذلك على الآباء اتباع منهج الخلق الحسن و أيضا تقريب الأبناء من القرآن الكريم و السنة النبوية ، ففي حالة فشلوا الآباء في تربية أبنائهم فالقرآن الكريم و السنة النبوية سيربون الأبناء على أحسن خلق
تربية الأطفال على التعاطف والذكاء العاطفي والقدرة على وضع أنفسهم في مكان الآخرين وفهم مشاعرهم وأفكارهم من أهم الأشياء التي يمكن القيام بها لهم ، حيث أظهرت الدراسات أن التمتع بمستوى عالٍ من العاطفة ، أي القدرة على فهم والتحكم في مشاعر المرء ومشاعر الآخرين ، هو أحد أهم العوامل في تحقيق النجاح. يمكن تعليم التعاطف مع الشاب من خلال تشجيعه على التعبير عن مشاعره والتعبير عنها والاهتمام به ، ومساعدته في إظهار التعاطف مع أحد أصدقائه إذا كان لديه مشكلة مع أحد أصدقائه.
انها نصائح مفيدة فعلا في تربية الاطفال يجب على الاهل اتباعها فطرق التربية تختلف بين مجتمع وآخر