قصتي مع قطتي .. البعض يظن ان عالم الحيوان هو عالم الغاب اى ليس فيه اى ضوابط او معايير تحكمه ولكن هذا القول يجانبه الصواب فمن خلال تجربتي مع قططى التى سأرويها الان تبين لى ان عالم الحيوان وعلى وجه الخصوص عالم القطط له الكثير والكثير من الضوابط والقواعد التى تحكمه.
قصتي مع قطتي
فلقد كان هناك فى الشركة التى كنت اعمل بها قطة كبيرة ولدت حديثا حوالى ستة قطط وكنت اتابعهم حتى كبروا قليلا فلاحظت ان من بينهم قطتان نشيطتان وتلعبان مع بعضهما دون باقى القطط ..
(وهذا اول ملمح يدل على وجود الانجذاب للبعض دون الاخر حيث انهما انجذبا الى بعضهما وتوافقا دون القطط الأخرى) فأعجبت بهما ورغبت ان اخذهما الى البيت واقوم بتربيتهما وفعلت ذلك وتبين انهما ذكر وانثى قط وقطة اى اخ واخته فشعرت بالسعادة لذلك لانهما سوف يكبرا ويتزاوجا وينجبا قططا صغيرة اخرى.
وحينما وصلا الى المنزل كانا خائفين ويختبئان خلف اثاث المنزل وبعد ان احسا بالأمان قاما بالتعرف على المنزل رويدا رويدا (وهذا الملمح الثانى فى وجود قاعدة الخوف والقلق من المجهول ثم بداية التأقلم على الوضع الجديد) ومن هنا بدات علاقة الصداقة بينى وبينهم واطلقت على كليهما اسمين مختلفين اناديهما بهما وكل منهما يستطيع ان يميز اسمه وقمت بتعريفهما بمكان وضع الطعام والماء لهما ومكان قضاء حاجتهما (وهذا ملمح اخر فى ان لديهم ملكة الحفظ والتمييز) .
وبذات الاحظ نمط حياتهم وسلوكهم معي ومع بعضهما فوجدتهما يبدئان فى التعرف على انا شخصيا وابداء الارتياح والحب لى من خلال التلامس واللعق باللسان والعض الخفيف فهذه وسائلهم فى التعبير عن ذلك (وهذا دليل على انهم يشعرون ويحبون وأيضا يستطيعون التعبير عن ذلك)
وبمرور الايام
استطاعوا التعرف على نمط حياتى حيث كانوا يعرفون موعد ذهابي الى العمل فيقومون بوداعي من خلال وقوفهم عند باب المنزل والنظر الى وحك اجسامهم بالجدار وكذلك عند عودتي من العمل اجدهم فى استقبالي عند باب المنزل ويقومون بالمواء وحك اجسامهم بقدمي وملامستي بذيولهم بطريقة تعبر عن السعادة والسرور بعودتي ولا يتركاني ويظلا يتبعانى فى ارجاء المنزل حتى اذا قمت بتحضير الطعام عرفوا ذلك وسبقوني الى مكان وضع الطعام لهم وانتظروا حتى اتيهم بطعامهم فيأكلون حتى اذا اتمموا طعامهم وشرابهم جلسوا ينظفون انفسهم عن طريق لعق اجسامهم بألسنتهم (وهذا يدل على معرفتهم الفطرية بأهمية النظافة).
ثم يأتون ويجلسون بجانبي فى ادب شديد حتى انتهى من طعامي (وهذا ملمح اخر فى معرفتهم بقواعد الادب حيث ادركوا أننى مشغول فى تناول الطعام ولا ارغب فى اللعب الان) ومرت الايام واخذا يكبرا شيئا فشيئا وازدادت علاقتي بهم قوة ومحبة فكنت اعاملهم كأننا اسرة واحدة.
وبدأت الاحظ تباين شكلهما عندما كبروا فالذكر اخذ شكله يختلف عن الانثى من حيث ضخامة الجسم وكبر حجم الراس وقوة العضلات وخشونة الصوت والشخصية القوية المسيطرة بخلاف الانثى التى كان حجمها اقل وتغلب عليها الرقة والنعومة (وهذا دليل على الاختلاف فى الطبيعة بين الذكر والانثى فى الحيوان) والى هنا ينتهى أيها الأعزاء نصف القصة والى لقاء قادم اروى لكم فيه النصف الاخر من قصتى مع قططى وشكرا لكم.
اقرأ أيضًا
كيف تتعاملين مع طفلك العصبي العنيد ( قصة مجربة )