النرجسية هو اضطراب في الشخصية يعاني منه الكثيرون و من مختلف الحنسين. لكن و حسب الخبراء فإن نسبة إصابة الرجال أعلى من النساء. رغم أن المختصين لم يجزموا في الأسباب المباشرة التي تصيب هؤلاء الأشخاص، إلا أنه و بعد الاستماع لضحايا هذا النوع من الناس ثبت أن الأمر نفسي بالأساس.
كما أثبتوا أن بداية هذه المشكلة تكون من فترة الطفولة. حيث تتعرض الشخصية للكثير من الظلم و الإهانات و الاحتقار من المقربين به. سواء كانت الأسرة او المعلمين أو الأصدقاء. فتتأثر هذه الشخصية جراء تلك السخرية و الاستهزاء منها فتفقد ثقتها بنفسها و تصبح شخصية تميل للعزلة و الإنطواء. و مع مرور الزمن تزيد وضعيتهم خطورة لدرجة أنهم يصبحون ذو طباع غريبة منها كره الناس و الحقد و الغيرة. رغم أنهم يحاولون إخفاء ذلك لكن تستطيع فهمهم عن طريق كلامهم.
عند الكبر و عندما تتغير وضعية هؤلاء يحاولون إثبات أنهم قد اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم. لكن ليس عبر النجاحات و الإنجازات لكن عن طريق السخرية من الآخرين و الحط من قيمتهم. فتراه يهين هذا و يقزم ذاك و يسخر من طموحاته و أهدافه. أما هو فكل ما يبلغه سيكون بدعم و مساندة من طرف ما و عادة ما تكون العائلة. و يحاول أن يروج العكس فيتباهى بما هو عليه رغم أنه لم يبذل فيه أي جهد.
تتعدى خطورة هذه الشخصيات هذا الجانب لتكون لها تأثير كبير على المحيطين بها. فهي تعمل دوما على استنزاف طاقات الآخرين و احباطهم لكن بشكل خاص الشريك.
اولا يختار النرجسي ضحيته حسب العديد من المعايير فهو يبحث عن الشخصية القوية ليمتص كل طاقتها و يتركها، لكن ذلك يكون عبر مراحل لن يفهمها أو يعيها إلا من عاش تلك التجربة.
تبدأ الشخصية النرجسية بجذب انتباه ضحيتها عن طريق جملة من الأساليب اللبقة و الجذابة، فهم عادة شاعريون جدا و كرماء أيضا، فتحس الضحية في تلك الفترة بالفرح و تعترف بكونها وجدت من تبحث عنه نظرا للإهتمام و التصرفات الرائعة. لكن لن يبقى الأمر على ذلك الحال فسرعان ما تضمن تلك الشخصية حبك ستبدأ بالتغير شيئا فشيئا بدرجة قليلة في البداية حتى أن الضحية ستبرر له ما لم يكن الأمر خطيرا جدا، و مع الوقت ستكتشف حقيقة ما يحصل حولها فتصرفات النرجسي ستزداد سوء لدرجة لا تطاق و حينها فقط ستنتبه الضحية إلا أن ما يحصل ليس أمرا عاديا بل هي تعيش حياة مؤذية و إن واصلت على هذا الحال فستصل لدرجة محاولة الانتحار.