الشخصية النرجسية
نتعرض في مسيرة حياتنا لمجموعة من الأشخاص، نتواصل معهم و نتشارك معهم بعض الأنشطة و أحيانا يصبحون أشخاصا مقربين منا.
في المرحلة الأولى من التعارف لا نكتشف حقائق أولئك الأشخاص نظرا لمسافة الأمان التي نتركها بيننا و بينهم، لكن إذا توطدت العلاقة و أصبحوا مقربين منا نكتشف حقيقتهم كاملة.
من بين التجارب التي كثر الحديث عنها خاصة في الفترة الأخيرة هي العلاقة مع الشخصية النرجسية و المنحرفين النرجسيين، و هذا النوع من الأشخاص مؤذ جدا و لا يمكن للضحية أن تنتبه لذلك إلا بعد فوات الأوان أي عندما تصل لمرحلة كبيرة من التأثر النفسي.
أثبت المختصون بأن التواصل المستمر مع هذا النوع من الناس قد يوصل الضحية إلى مشاكل صحية كثيرة منها ما هو نفسي و منها ما هو جسدي
وإليك بعض تلك التأثيرات:
– جراء النقد المتواصل الذي يوجهه النرجسي لضحيته تفقد كامل ثقتها في نفسها لدرجة أنها تحتقر نفسها و لا تؤمن بقدراتها و تصبح شخصا سلبيا لأبعد الحدود، فتفقد الشغف بكل شيء فتتخلى عن أحلامها و طموحاتها و تعتقد بأن حياتها انتهت عذ ذلك الحد.
– يجعل النرجسي ضحيته تتعلق به بشكل مرضي ثم يهجرها فتعيش فترة صعبة جدا فهي لا تقوى على فراقه خاصة و أنه أبعدها عن الناس و عن النشاطات التي تحبها.
– تفضل الضحية العزلة و الانطواء و ترفض كل تواصل مع الآخرين إلا النرجسي و ذلك بعد سعيه الملح لإبعادها على الناس و محاولة تشويههم بشتى الطرق و يصور نفسه على أنه الشخص الوحيد الذي يحبها و لا يفكر في مصلحتها ويخاف عليها من أذى الآخرين.
– تعيش الضحية لحظات سيئة جدا لأنها على علاقة بشخص موجود لا ليكملها بل ليحاكمها و يحول حياتها إلى جحيم عبر شكه المتواصل و بحثه عن الأدلة و التبريرات.
– تتعرض ضحية النرجسي لمختلف أنواع العنف منها العنف اللفظي و الجسدي. فهو لا يكف عن إهانتها و الإساءة لها و وصفها بأبشع النعوت، كما انه لا يتردد في ضربها.
– تتلقى الضحية صدمة كبيرة خاصة عندما تكون شريكة النرجسي، مما يجعلها تفقد الثقة تماما بالآخرين و لا تقوى على البداية من جديد ظنا منها أن الجميع مثله فتفضل البقاء بمفردها و عدم خوض تجربة جديدة.
– تفقد الضحية قيمة الحياة و يصبح كل تفكيرها سلبي لدرجة أنها في بعض الأحيان تفكر في الإنتحار.
– تؤثر تصرفات النرجسي على سلوكيات الضحية فتصبح سريعة الانفعال و البكاء.
اقرأ المزيد :
ماذا تعرف عن اضطراب الشخصية الحدية BPD ؟
هل تعلم أسرار الشخصية القوية ؟