تعتبر أضرار أدوية الاكتئاب على المدى الطويل من الاضطرابات النفسية الشائعة للمريض المصاب بمرض الاكتئاب، وهي تمثل خطراً شديداً على الفرد والمجتمع، حيث تؤثر بالسلب على مشاعر المصاب، وطريقة تفكيره في الأمور المختلفة، وأفعاله وردود أفعاله على الأمور اليومية أيضاً تختلف، والاكتئاب يؤدي إلى الشعور بحالة ما لدى المصاب، حزن دائم، شعور بعدم الاهتمام بالأشياء التي كانت تعتبر مصدر سعادة له في الماضي.
الاكتئاب مرض نفسي
من الجيد معرفة أن الاكتئاب لا يقتصر على بعض الأعراض الأكثر شيوعًا لدى بعض الأشخاص وتفسير هذه الأعراض أو جزء منها على أنها “مرض اكتئاب”. بل يعتبر هو مرض نفسي ويسبب تغييرات جذرية شديدة في حياة الشخص المصاب. ولذلك يتطلب علاجًا نفسيًا ومتابعة مستمرة عند دكتور متخصص جيد حتى اكتمل العلاج.
لا يمكن تشخيص الأعراض والتغيرات النفسية على أنها اكتئاب إلا بعد استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين متتاليين وهي كالتالي:
- تغيير كبير جدًا في الشهية في بعض الأحيان تجد الشهية مفتوحة جدًا، وأوقات أخرى تكون الشهية سيئة. كل ذلك يؤثر على حجم ووزن الجسم بين زيادة الوزن أو فقدان الوزن بشدة حسب التأثير على الشهية.
- يسبب الاكتئاب مشاكل واضطرابات في النوم.
- يجد المريض المصاب بالاكتئاب صعوبة في التركيز ويفقد القدرة على التفكير في أي من الأمور اليومية في الحياة.
- فكرة الموت والانتحار تهيمن دائمًا على المريض المصاب بالاكتئاب بشكل دائم.
- يشعر المريض المصاب بالاكتئاب دائمًا بالتعب والتوتر وفقدان الطاقة.
أدوية الاكتئاب
من المعروف أن أدوية مضادات الاكتئاب تخفف أعراض الاكتئاب، مثل: اضطرابات النوم ومشاعر القلق وغيرها.
من خلال العمل على تصحيح الاختلالات الكيميائية التي تؤثر على الناقلات العصبية في الدماغ، يُعتقد أن هذه الناقلات العصبية مسؤولة بشكل أساسي عن التغيرات المزاجية والسلوكية التي تؤثر على المريض النفسي.
أضرار أدوية الاكتئاب وآثارها على المدى الطويل
يوجد الكثير من مضادات الاكتئاب للأدوية، والتي تختلف في عملها وآليتها والآثار الجانبية المترتبة عليها. تعتمد الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب على نوع المادة الفعالة في كل منها.
وتجدر الإشارة إلى أن كل مجموعة من الأدوية لها آثار جانبية مماثلة لاستخدامها، كما أنها تختلف عن الأدوية الأخرى في المجموعات الأخرى، ولكن الآثار الجانبية لاستخدامها قد تكون متشابهة من حيث التسبب في القلق واضطرابات النوم وتغيرات الشهية والمعدة. اضطرابات بين الإسهال أو الإمساك.
ومن الجدير بالذكر أن من آخر الآثار الجانبية لاستخدام مضادات الاكتئاب أنه غالبًا ما يقود المريض إلى أفكار دائمة بالانتحار، وهناك العديد من الحالات التي تم تسجيلها بالفعل لمرضى الاكتئاب الذين انتحروا.
أكد الباحثون في بعض الدراسات الحديثة الضرر الجسيم الذي تسببه مضادات الاكتئاب ووجود العديد من الشكوك حول الفعالية الحقيقية لمضادات الاكتئاب، ودعت هذه الدراسات إلى وقف استخدام مضادات الاكتئاب حول العالم واللجوء إلى وسائل أخرى للعلاج النفسي.
استخدامات أدوية الاكتئاب
تستخدم أدوية مضادات الاكتئاب للعديد من الحالات النفسية، بما في ذلك:
- اضطرابات الوسواس القهري.
- اضطرابات القلق المعممة.
- سلس البول عند الأطفال.
- اضطراب ذو اتجاهين.
- اضطرابات القلق الاجتماعي.
- الصداع النصفي والأرق.
- الآلام المرتبطة بالاعتلال العصبي.
فعالية أدوية مضادات الاكتئاب
بشكل عام، يبدأ تأثير مضادات الاكتئاب بعد عدة أسابيع من بدء تناولها. وقد أثبتت الأبحاث أن معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب والذين يستخدمون أدوية مضادات الاكتئاب لا يشعرون بأي تحسن على الإطلاق ولا يجدون أي نتيجة ملحوظة خلال الأسابيع الأولى من الاستخدام والتي قد تصل إلى أكثر من ذلك في حدود شهر أو أكثر.
ربما يكون هذا هو التفسير الطبيعي والمنطقي لسبب توقف معظم الناس عن استخدام مضادات الاكتئاب بعد فترة؛ لأنهم يعتقدون أنه لا فائدة من استخدامها. وفي هذه الحالة يفكر المريض في طرق أخرى من العلاج النفسي بجانب تناوله أدوية مضادات للاكتئاب ظنًا منه أنه الحل.
تتراوح الفترة المعروفة لاستخدام مضادات الاكتئاب في الحالات العادية بين 6 و 9 أشهر على الأقل حتى تحقق الأدوية الفعالية المطلوبة، ولكن في بعض الحالات قد يتطلب استخدام الأدوية فترة أطول قد تمتد لسنوات، في حالات تكرار الاكتئاب.
علاج الاكتئاب بدون دواء
يعد استخدام مضادات الاكتئاب خيارًا إضافيًا يقرره الطبيب لبعض الحالات لمساعدتهم على التخلص من مشكلة الاكتئاب، لكن لأن هذه الأدوية تضر أكثر مما تنفع، وتحتاج لفترات طويلة لتحقيق مفعولها، فالأفضل هو البحث عن وسائل العلاج الأخرى، بما في ذلك:
- العلاج النفسي: يساعد في تحديد أسباب الاكتئاب بدقة، ويساعد على استبدال الأفكار السلبية التي تتحكم في المريض بأخرى إيجابية، كما يساعد على زيادة التفاعل الاجتماعي الذي يحد من بعض الأعراض والأفكار السلبية.
- علاج تحفيز الدماغ: ينقسم هذا النوع من العلاج إلى عدة أقسام، منها العلاج عن طريق إرسال موجات كهربائية إلى الدماغ، أو إرسال نبضات مغناطيسية، مما يؤثر على عمل الناقلات العصبية المسؤولة عن الاكتئاب.
- أهم وسائل التخلص من الاكتئاب هو شعور المريض بالتحدي وقدرته على مواجهة الأفكار السلبية والتخلص منها، وارتباط المريض ببعض التأملات الروحية وممارسة بعض الطقوس الدينية، خاصة إذا كان ذلك في مجموعة. الجو يساعد بلا شك على مواجهة مشاعر الاكتئاب.
أخيرًا وفي نهاية المقال، وبعد أن تكلمنا عن أضرار أدوية الاكتئاب على المدي الطويل، لا بد أن نذكر أيضًا أن الاكتئاب مرض وليس عرضًا. لا ينبغي إهمال الشخص الذي تظهر عليه أعراض الاكتئاب هذه، ومساعدته باللجوء إلى العلاج النفسي قد يكون سببًا لإنقاذ حياته.
للمزيد:
كيف أساعد نفسي من الخروج من الاكتئاب؟