هل غلبك الهم فصليت عكس القبلة؟ هل غلبتك همومك يومًا فوجدت نفسك غائبًا عن عالمك وشرد عقلك تيهًا وفكرًا فصليت عكس القبلة؟ لماذا أطرح هذا السؤال؟ أطرح هذا السؤال لأني أشعر بقلقٍ وحسرة بعدما وجدت نفسي بالأمس وأنا أصلي ومستغرقًا في صلاتي أني أجرمت. نعم لقد أجرمت في حق نفسي وديني إذ صليت وأنا شارد الذهن مهمومًا وكانت الصدمة. فبعدما صليت ركعة وجدتني مذهولًا من وقفتي الغريبة واتجاهي لقبلة خلاف القبلة. كنت أصلي عكس القبلة!
هل غلبك الهم فصليت عكس القبلة؟
لماذا شردت عن صلاتي وغلبتني الدنيا هكذا؟ أدهشتني حالي وأنا أصلي عكس القبلة للمرة الثانية. فقبل بضعة أعوام، وجدت نفسي مذهولًا أثناء سجودي وأنا أرى نفسي أسجد عكس القبلة. وبالأمس، بعدما نسيت سهوي وتقصيري في تلكم المرة الأولى، تكرر الأمر. وللأسف، وجدتني أصلي عكس القبلة. وقد أسميتها قبلة الشيطان الذي شغلني وتملكني وأحكم قبضته على ناصيتي حتى نسيت أبجديات العبادة ومتطلبات الصلاة.
لذلك، عزمت هذه المرة على أن أفضح حالي وأطرح الأمر على الجميع؛ علني أجد من يخبرني ويجيبني عن سؤالٍ آخر. ما هذا السؤال؟ هو سؤال صغته على هذا النحو: هل وقع أحدٌ غيري في هذا الخطأ؟ ولماذا أطرح هذا السؤال؟ أطرح سؤالي هذا لأعلم هل شيطاني يوسوس لي ويغلبني مثلما يغلب غيري أم أنني بت أضعف من كل الناس فلم أعد أصلح لأكون إنسانًا قادرًا على أداء العبادة أو صالحًا للصلاة كما ينبغي؟
ويلٌ لي من هذه الدنيا
أصبحت خيال إنسانٍ يتلقى الطعن من نفسه. لماذا هنت على نفسي حتى تفعل هذا بي؟ أعجب من حالي ومن ضعفي الشديد المتجلي لي في السهو عن الصلاة وعن متطلباتها قبل الدخول فيها. لا أتحدث هنا عن الخشوع في الصلاة، فالخشوع أسمى بكثيرٍ مما أتحدث عنه. لكني أتحدث هاهنا عن استحضار النية والانتباه لما يجب أن أكون عليه عند صلاتي. أين يقظة عقلي وماذا فعلت بي الدنيا؟
في الحقيقة، كنت أعيش بالأمس في حلقةٍ متواصلة من الصراع النفسي بسبب أمورٍ كثيرة. فثمة وفاة مفاجئة لزوجة جار لي وهو يوم عرس ابنة خالي في الجوار وكان علي الحسم بين الذهاب إلى حفل العروس التي لم يراع أهلها الجيرة وحق الجوار وراحوا يغنون ويتراقصون بكل صخب فقررت عدم الحضور. أيضًا، شغلتني أمور عملٍ أرهقني بتفاصيله ووجب علي إتمامه للحصول على المقابل المادي منه لحاجتي إليه. بالإضافة إلى ذلك، كان الجو ملبدًا بمشاحنات وصراعات مع نفرٍ ممن حولي وكان الطقس حارًا جدًا وكنت أشعر بإعياءٍ شديد.
في الختام، فزعت إلى الصلاة بعدم توضأت وظللت أسوف ساعات لأدائها. فجأةً انتفضت وأقسمت على الانتهاء من الصلاة حتى أستريح من وخز الضمير. لكني بعد إتمام الركعة الأولى وجدتني أصلي عكس القبلة. إنها قبلة الشيطان على حسب ظني وأسأل الله أن يحفظني من فعل ذلك الأمر مرةً أخرى. هل غلبك الهم فصليت عكس القبلة؟ إنه هم الدنيا الذي طغى على أكثرنا فأنسانا ماذا نفعل حتى غفلنا عن أداء الصلاة وأبسط تفاصيلها؟
إقرأ أيضاً
كيف تحصن نفسك من الشيطان والوساوس
مواقف من حياة النبي … الرحمة بالخدم
الضغوط النفسية و طرق تفريغ الضغط النفسى وإستعادة الهدوء والتوازن