كيف أختار الزوج؟
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله:
اعلمي- رحمك الله – أنه ليس شرطا في قبول الرجل أن يكون عالما في الشريعة أو طالب علم حاذقا أو أن يكون طبيبا أو مهندسا أو دكتور جامعة أو محصلا الماجستير، ولا يُشتَرَط أن يكون سيد قومه وحكيم زمانه، ولا أن يكون ممن إذا تكلم أسمع، ولا إذا أبدى رأيا أُطيع، ولا إذا دخل مجلسا وسع له الناس…
اعلمي – يا ابنة الأكرمين- أن هذا كله مصيدةُ أماني يزينها لك الشيطان وتزينها لك نفسك الأمارة بالسوء، ولا أعني بهذا أن الذي تقدم سوء، بل هو خير، وبعضه خير عظيم غالبا…
لكن اعلمي أنك تحتاجين الرجل الذي يكون لك أبا وأما وأخا وأختا وعشيرة، وقبل هذا كله يكون قائما بالقوامة التي كلّفه بها المولى جل وعلا، فإن كان-مع ذلك- مُلتزما ما أمره الله به، معظما لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، متحريا الحلال والحرام وشعرت بتجانس وتوافق بينكما=فمثله نِعم الرجل والبعل ولو وقعت منه الزلات أو ابتُلي بما عمَّ المجتمعات، كما لو ابتلي بالتدخين ولكنه يبغضه ويريدك معينة له على تركه.
و لكن احذري -يا ابنة الأكرمين- أن تُذهبي بركتك بالمهور المتفاحشة؛ فإن ذلك شؤم على بيتك وزوجك، وتذكري أن مهر بنتِ خيرِ البشر وسيدةِ نساء الجنة=كان درعا حُطمية…صلوات ربي وسلامه على أبيها ورضي عنها وعن زوجها.
واعلمي-بارك الله فيك- أن البيوت تُقام على المودة والرحمة. وقبل هذا هي قائمة على تعظيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولله الحمد أن ذوي هذه الصفات من الرجال = موجودون وقد يكون مِهَنيا لا أكادميا. كما قد يكون عاميا لا عالما.
والخير لا ينقطع عن أمة المعصوم- صلوات ربي وسلامه عليه-وإن قل.
وأمعني النظر فيما ينظر إليه الله، كما في الحديث: ولكن ينظر إلى قلوبكم.
_______________________________________
الموضوع الثاني:
المهور المتفاحشة
مرحبا شيخ أبو عمر، شيخ مشكلتي باختصار إنه بابا بيطلب مهر غالي جدا كلما جاءني عريس، ووهو مقتنع تماما إنه المهر الغالي كويس، فشو ممكن أحكيله حتى يغير فكرته؟
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله:
أما أولئك الذين جعلوا من الزواج صفقة تجارية يتساومون فيها على مهر أتوْا به من عالم الأرقام الضوئية المضروبة بالأسس العشرينية= فعجبا لكم كيف تفرّطون بخيرية مباركة من أجل عَرَض دنيوي زائل!
تلك الخيرية التي أثبتها المعصوم- صلوات ربي وسلامه عليه-بقوله: «خير النكاح أيسره»
كما قال-صلى الله عليه وسلم- أيضا : «خير الصداق أيسره »
وقد كان مهر فاطمة بنت سيد المرسلين وإمام الأولين والآخرين- صلى الله عليه وسلم- درعا حطمية . وهذا يؤكد أن الصداق في الإسلام ليس مقصودا لذاته .
ثم تعال-رحمك الله-وأمعن النظر فيما رواه ابن ماجه أن عمر بن الخطّابِ-رضي الله عنه- قال: ((لاَ تغالوا صداقَ النِّساءِ، فإنَّها لو كانت مَكرمةً في الدُّنيا، أو تقوًى عندَ اللهِ، كانَ أولاَكم وأحقَّكم بِها محمَّدٌ ﷺ، ما أصدقَ امرأةً من نسائِهِ، ولاَ أصدقتِ امرأةٌ من بناتِهِ أَكثرَ منَ اثنتي عشرةَ أوقيَّةً، وإنَّ الرَّجلَ ليثقِّلُ صدقةَ امرأتِهِ ، حتّى يَكونَ لَها عداوةٌ في نفسِهِ، ويقولُ: قد كلفتُ إليْكِ علقَ القربةِ، أو عرقَ القربة.))
(لا تغالوا) أي لا تبالغوا في كثرة الصداق . . . ( وإن الرجل ليثقل صدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه) أي حتى يعاديها في نفسه عند أداء ذلك المهر لثقله عليه حينئذ أو عند ملاحظة قدره وتفكره فيه . . .
(ويقول قد كلفت إليك علق القربة ) حبل تعلق به أي تحملت لأجلك كل شيء حتى الحبل الذي تعلق به القربة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه أبو عمر المالكي.
إقرأ أيضاً
مواقف من حياة النبي … الرحمة بالنساء
مواقف من حياة النبي … الرحمة بالخدم
المسيح الدجال أشياء لا تعرفها.
2 تعليقان
شيخي الكريم طلبنا المهر اليسير القليل فلم تقدر قيمتها وبخسونا بنا وأوجعونا تيسير المهر لايجب الا الرجل الصالح التقي الصادق في أفعاله والمرأة ستر للرجل وهم أحوج منا الستر ستر الله على الشباب والنساء وبارك بكم
أهلا بك بنيتي، اعلمي أن المشكلة ليست بالمهر اليسير بل المشكلة في هذا الزوج؛ فإن الرجل الحر أعظم من يُقدّر ماذا يعني أن ييسر أهل البنت نكاحنا، فالمشكلة في الزوج لا في المهر اليسير؛ فهو لا يحتاج أن يكون المهر يسيرا حتى لا يُقدر زوجته، بل هو أصالة رُبي ونشأ على عدم قدر الزوجة قدرها ومكانها، لذلك يكون حاله معها هكذا سواء بمهر يسير أو بمهر متفاحش.
ومن يعتقد أن المهر الكثير يجعل الزوج أكثر احتراما وتوقيرا للزوجة فقد أخطأ في فهم الرجال وفي فهم الشريعة وفي فهم الواقع، ولعلي أجعل مقالا يبين ذلك إن شاء الله.