ذكر إيغور كون في مقدمة كتابه “البحث عن الذات دراسة في الشخصية ووعي الذات” الصادر في دمشق وترجمة الدكتور غسان نصر، أن لغة أي علم – بغض النظر عن الاختصاص أو على الأقل فيما يتعلق بالعلم الإنساني لا تنفصل تمامًا عن لغة الحياة اليومية.
ففي مصطلحاتنا الأكثر عمومية هناك نماذج ومجازيات وأن المجازية إذا فسرت حرفيًا تصبح بلا معنى، فهي تقوم دائمًا على الفهم وقدرة الفرد على أن يشتق ذاتيًا ويحلل ما ينتج عن هذه المجازية من تداعي أفكار. ولا يمكن للمجازية أن تكون أحادية المعنى فهي تبنى على مبدأ “كما لو أن”.
القيمة الذاتية للفردية الإنسانية
وأوضح الكاتب ما طرحه التيار الإنساني البرجوازي حول القيمة الذاتية للفردية الإنسانية كبداية إبداعية للعالم، لكن بما أن الروابط بين الأفراد في ظروف الرأسمالية تتخذ تطابقًا فأن عمومية الروابط الاجتماعية تبدو عملية عمومية الاهتمام الإنساني.
وهكذا ففي التناسب المباشر مع نمو قيمة عالم الأشياء تنمو عدم قيمة العالم الإنساني .
صورة الإنسان ونموذج الثقافة
وتناول المؤلف في كتابه البحث عن الذات صورة الإنسان ونموذج الثقافة، إذ يظهر وعي الذات من المنظور الانتربولوجي – مثله مثل الوعي – على أساس مقدمتين حقيقيتين هما: العمل والتعامل، ففي العمل يتوزع كل من دوافع الإثارة تلبية ببعض الحاجات والمضمون الإثباتي المباشر (مثال صنع الرمح الذي سيستخدم أثناء الصيد).
كما وتحدث عن نظرية الإنسان القديمة مبينًا أنه مهما كانت متناقضة. ففيها تتجسد الأفكار الأساسية ومنها أن الإنسان يحتل مكانة خاصة وسامية في تنظيم الكون وأن الإنسان لا ينتمي قط إلى تجمعه الخاص أو القبلي أو الحكومي، بل إلى الإنسانية كوحدة كاملة .
وأن ذلك يعطيه استقلالية اجتماعية ونفسية وكرامة إنسانية مألوفة والحقوق التي عليه الاعتراف بها والالتزام بالعقل الاجتماعي المعين.
وفي الختام
يقول إيغور كون في كتاب البحث عن الذات:
إن “الأنا” المتغيرة تتناقض بحدة مع المثال البرجوازي التقليدي “للشخصية القوية” التي تتباهى بثباتها وإنجازاتها العلمية والاجتماعية وتنظر باحتقار إلى الإنسان الاستهلاكي. وأن أخلاق الوجود الذاتي القائمة على تجريد المعاناة الانفعالية التلقائية غامضة اجتماعيًا ولا تعتمد على الأوامر الاجتماعية – الأخلاقية الثابتة.
للمزيد:
ديل كارنيجي رائد تحسين الذات (الحلقة الثانية).. كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟
هيا نتعلم من أسلوب كارنيجي الرائع في كتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”
ملخص كتاب دع القلق و ابدأ الحياة ، ديل كارنيجي