اليوم يعتبر التدخين مرضًا لأنه يسبب الإدمان ومن المعروف أنه مرتبط بالأمراض العقلية والنفسية. وأثبتت الدراسات أن إدمان السجائر أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية مثل: الفصام والاكتئاب واضطرابات القلق. إذن فهناك أضرار كثيرة للتدخين على الصحة النفسية؛ لذلك يعتبر الإقلاع عن السجائر نشاط مهم للغاية للصحة النفسية.
الإقلاع عن التدخين يعني التخلص من مرض “إدمان تعاطي المخدرات”. يمكن أن يؤثر الإقلاع عن التدخين بشكل إيجابي على الصحة العقلية للفرد من خلال القضاء على المشاعر السلبية مثل: التوتر والقلق والإدمان والفشل والاضطرابات النفسية التييمكن أن يسببها الإدمان.
إدمان التدخين
يعتبر إدمان التدخين مشكلة نفسية واجتماعية مهمة، تم العثور على علاقة بين معدل التدخين والفترات العمرية. ففي بعض الدراسات، تم الإبلاغ عن أن أولئك في الفئة العمرية 13-19 عامًا غالبًا ما يبدؤون التدخين بسبب العوامل النفسية والاجتماعية. وتم إثبات أن عادة التدخين قد تؤدي إلى تضاعف هذه المشاكل مع مرور الووقت.
علاقة التدخين بالطب النفسي:
النيكوتين وتعاطي التبغ هو شكل من أشكال سلوك إيذاء النفس. يعتبر فحص الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك وتقديم المساعدة اللازمة هو موضوع الطب النفسي.
من المعروف أن بعض المشكلات النفسية مثل: الاكتئاب واضطراب القلق والاضطرابات الذهانية أكثر شيوعًا لدى من يستخدمون السجائر والتبغ بغض النظر عما إذا كانوا مدمنين أم لا. يتسبب النيكوتين الموجود في هذه المنتجات في الإدمان نتيجة الاستخدام المنتظم للسجائر ومنتجات التبغ.
أضرار التدخين على الصحة النفسية:
تعتبر الاضطرابات النفسية أكثر شيوعًا لدى المدخنين منها بين عامة الناس. .
يشار إلى أن إدمان النيكوتين هو اضطراب مزمن مع مخاطر عالية من الانتكاس، يشمل إدمان النيكوتين تناول النيكوتين للاسترخاء أو تخفيف أعراض الانسحاب، واستخدامه بكميات متزايدة ومحاولات فاشلة للإقلاع، والاستمرار في تعاطي التبغ على الرغم من الأضرار المعروفة، وتدهور الأداء الاجتماعي والمهني.
انسحاب النيكوتين هو استخدام النيكوتين لبضعة أسابيع على الأقل، وفي غضون 24 ساعة بعد الإقلاع عن التعاطي تجد مزاج متغير، قلق، مزاج مكتئب، أرق، تهيج، غضب، عصبية، عدم القدرة على التركيز، تشتت الأفكار، والحموضة المعوية، انخفاض النشاط.
الاضطرابات النفسية المصاحبة لمدمني التدخين:
يُلاحظ الاكتئاب واضطرابات القلق وأشكال أخرى من تعاطي المخدرات في ثلث المدخنين. هناك علاقة مباشرة بين مدة تعاطي النيكوتين وكميته والمشكلات التي تمر بها. ومع ازدياد المشاكل يزداد التدخين، وكلما زاد التدخين تزداد المشاكل العقلية والجسدية.
خلال فترة الإقلاع عن تعاطي النيكوتين، تلاحظ أعراض الانسحاب مثل: الغضب والقلق والبحث عن المخدرات وصعوبة التركيز ونفاد الصبر وزيادة الشهية والجوع والرغبة الشديدة في تناول السكر.
في العشر أيام الأولى من عدم التدخين تبدأ التغييرات المعرفية في الساعات الأربع الأولى. يبلغ ذروته خلال 24-48 ساعة ويتحسن خلال 24 ساعة مع إعادة التدخين. إذا استمر الفرد في الامتناع عن التدخين، تتحسن الأعراض في غضون شهر تقريبًا.
أنواع مدمني التدخين حسب رغبتهم في الإقلاع وتأثرهم بالأمراض النفسية:
النوع الأول: (غير راغب في الإقلاع عن التدخين)
يجب بذل الجهود لزيادة معرفة أولئك في هذه المجموعة بالمشاكل التي تسببها السجائر ومنتجات التبغ. يزيد ذلك معدلات إصابتهم باضطرابات الشخصية والاكتئاب واضطرابات القلق والذهان.
النوع الثاني: (أولئك الذين لديهم نية للتوقف عن هذه المنتجات)
هؤلاء هم أولئك الذين يعتزمون التوقف عن هذه المنتجات خلال الأشهر الستة المقبلة (لكن ليس شهرًا واحدًا). قد يؤدي ذلك إلى إحداث نوع من التحسن في حالتهم النفسية في الفترة المقبلة.
النوع الثالث: (نوع جاهز للإقلاع)
هؤلاء هم الذين يفكرون في الإقلاع عن تناول السجائر في غضون شهر واحد. أولئك في هذه المجموعة على دراية بالأضرار التي تسببها السجائر ومنتجات التبغ، على كل من الناس وعلى أنفسهم. وهذا النوع يكون أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية من النوعين السابقين.
النوع الرابع: (نوع بدأ في الإقلاع بالفعل)
هؤلاء هم أولئك الذين توقفوا عن استخدام هذه المنتجات بطرق مختلفة ولم يستخدموها لمدة 6 أشهر. سيلاحظ هنا بداية اختفاء لأعراض بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب واضطراب الذهان.
النوع الخامس: (نوع هجر التدخين)
أولئك الذين لم يستخدموا هذه المنتجات لمدة 6 أشهر على الأقل. الخطر الأكبر لمن هم في هذه المجموعة هو البدء من جديد. ويكون سبب ذلك عادة هو عدم الشفاء من الاضطرابات النفسية التي صاحبتهم فترة أن كانوا مدمنين على التدخين. فعدم التخلص من الاكتئاب مثلًا أو اضطراب القلق يؤدي إلى الانتكاس والعودة من جديد.
للمزيد:
الإقلاع عن التدخين بطرق سهلة التنفيذ
التدخين والسرطان: كيف يمكن للتدخين أن يسبب السرطان